علي الطربوش
أن تحكم الفرد بذاته ليس بالأمر المستحيل مطلقا وان الشيء الذي يتحكم به هي الإرادة التي تختزن في دواخل الفرد نفسه وأنها ( أي الإرادة) ممكن أن تجعل من المستحيل ما هو ممكن وأمر حدوثه واقع لا محالة ، وجل حديثنا هنا يتركز على الشباب وكيفية استثمار ما مدخر في داخله من إرادة ليتحكم بها في تقويم ذاته وأفعاله التي تعكس حالته النفسية بمجملها . فترويض الذات عبارة قد يكون لفضها سهلا وتعتبر ذا قدر كبير من الاستساغة لدى المتلقي أو حتى مطلقها ، ولكن أذا ما فكر أو حاول بالكيفية التي ممكن ان يعتمدها لترويض ذاته فانه سيواجه وبلا أدنى ريب سيلا من المصاعب متمثلة بالجوارح والرغبات التي تملئ نفس كل إنسان . حيث أن كل شخص يمر بمرحلة حساسة في تكوين ذاته والسيطرة عليه ألا وهي مرحلة الشباب تلك الفترة التي تكون متخمة بالمنغصات والمفاجاءات التي تتساقط على الشخص من كل اتجاه ، فعلى أي فرد أذا ما أراد أن يكن ذا اتزان وقدر كبير من الوعي في التصرفات تجاه الآخرين وبشكل أدق مع محيطه ( أي الأسرة والأصدقاء ) عليه أن يواجه جوارحه التي وبلا شك تتطلب قدر كبير من الضبط والتقنين لتكن أفعاله وتصرفاته انعكاسا طيبا لهذا الضبط والتقنين ،وهذا ما تحدثنا عنه آنفا بلفظ مفردة ( الإرادة )التي تكن كامنة في دواخل الفرد وخصوصا الشباب فإذا ما استثمرها بالشكل المطلوب فانه سيكسب كل من هو حوله ويكن محببا لديهم . أما أذا حصل العكس وترك الشاب ذاته لجوارحه ونزواته ورغباته فالضرر يكون فادح وعلى كل المديات القريب منها والبعيد وسيواجهه أحبائه بالنفور والابتعاد .

فترويض الذات مهمة ليست بالصعبة فيما لو توفرت الإرادة في مكامن الشاب إذ انه من الضروري الإشارة إلى أن عملية أصلاح الذات وترويضه بالنسبة إلى الشاب تحتاج إلى جهد جهيد وعمل دؤوب في مقارعة ملذاته وإذلالها وان ينافيها ( أي الملذات والجوارح والرغبات ) بأفعاله وتصرفاته وتفكيره وان يجعل من ذاته رقيبا على نفسه ، لذا فقد اوجد الله ( جل وعلا ) طريقة تكن أشبه بالاختبار الإجباري الذي يفرضه كل عام ليعلم الله سبحانه الإنسان كيفية التحمل ومحاربة الملذات وما هذه الطريقة ألا شهر فضيل أمطره الله علينا برحمته انه شهر رمضان المبارك ذلك الشهر الذي جعله الله مرشدا لنا لنقنن به ما في خلجات أنفسنا من رغبات وان يؤدب هذا الشهر أنفسنا التي تأمرنا بالسوء فيما لو انصاعت للشيطان ناهيك عن انه يدعم الصحة إذ قال الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) " صوموا تصحوا " لذا نرى انه من الضروري على الشاب أن يتحكم بذاته عن طريق كبح جماح نزواته وان يغالي بإذلال جوارحه وشهواته فالفائدة وبكل تأكيد مرجوعة أليه أكانت دنيوية أم عند مغادرته الدنيا .

JoomShaper