محمود الباز
من حق كل إنسان أن يحلم ويتمنى ويضع لنفسه طموحات وأهدافا، لذا عليه أن يجتهد لتحقيقها ليرتقى بنفسه ويرفع من شأنه فى المستقبل وفق قدراته العقلية والفكرية والاجتماعية أحياناً فصاحب الطموح يضع نصب عينه طريق شاق لابد أن يسلكه وعليه أن يتحدى كل الظروف والعقبات من أجل تحقيق هدفه الذى اجتهد من أجله وتبنى هذه الطموحات على قيم ومبادئ وأخلاق المجتمع الذى يعيش فيه ويتأثر به فى جميع مراحل حياته العمرية، وأن خرج هذا الإنسان الطموح عن طريقه وجنح عن مساره الصحيح تصبح العواقب وخيمة لأن الإنسان الطموح يستخدم كل طاقته وذكائه فى سبيل تحقيق هدفه والمجتمع بأكمله لابد أن يساعده فى ذلك ابتدأ من المنزل ثم المدرسة وحتى مرحلة الجامعة، فالطموح والأهداف تندثر وتتأثر بالظروف المحيطة فمثلاً الطالب فى المدرسة عندما يرى أخيه الأكبر قد تخرج من الجامعة ولا يجد عملا مناسبا، من المؤكد أن تتأثر أهدافه وطموحاته ومستواه التعليمى، وهذا هو الخطأ الفادح الذى لا تأخذه الحكومات بعين الاعتبار فهذا الإحباط الذى يصيب الأجيال المتعاقبة لعدم توافر فرصة عمل بعد سنوات من المذاكرة والاجتهاد وما يقع على رب الأسرة من تحمل نفقات التعليم وخلافه. وهناك من الشباب من تعينه ظروفه المادية والاجتماعية على إكمال طريقه ومشوار حياته العملية كالعمل بالتجارة أو مواصلة حياته الدراسية من ماجستير ودكتوراه لتحقيق أهدافه التى طمح لها والتى تختلف من شخص لآخر.

ولكن ما حال الكثير من الشباب الذين لم تساعدهم الظروف الاجتماعية والمادية على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم؟ يؤدى كل هذا إلى خلق جيل من الشباب المحبط الغير قادر على تحمل المسئولية نتيجة الاكتئاب واللامبالاة الذى يصيبه ساخطاً على كل من حوله فى المجتمع فيتغير مسار هذا الشاب من شخص بناء إلى شخص هدام يسير متخبطاً فى طريق لا يعرفه لأنه فقد الهدف الصحيح الذى اجتهد من أجله فتغير الحال من قمة الطموح إلى الجنوح الذى لا يعلم أحد ما نهايته فمنهم من يلجأ إلى الإدمان ورفاق السوء ومنهم من يسلك طريق الإجرام ومنهم من يلجأ إلى الهجرة والسفر ليهرب من واقع البطالة الذى يفتك بحياته ومستقبله كالسرطان وهناك الجماعات المتطرفة التى تستخدم هؤلاء الشباب فتدخل له من مدخل سخطه وبغضه على المجتمع من حوله وهذا أسهل طريق للتأثير على فكره واعتقاداته واتجاهاته ويصبح بذلك هذا الشاب عجينة سهلة التشكيل لتحقيق أهدافهم.

وفى كل هذه الأحوال أصبح هذا الشخص الجنوح خطرا على نفسه وعلى حياته وعلى المجتمع كافة.

فالحكومات قادرة على تغيير اتجاه مستقبل هؤلاء الشباب بتنمية قدراتهم ومواهبهم ليشعروا بالأمل فى المستقبل وذلك بتوفير فرص عمل واستخدام كل طاقات هؤلاء الشباب والاستفادة منها وتوظيفهم كل فى مكانه حسب قدراته وإمكانياته العقلية ومستواه التعليمى فيما ينفع الوطن والمجتمع وحتى لا يتوقف بنا قطار التنمية والتطور الحضارى ويسخر منا من استغلوا طاقات هؤلاء الشباب واستطاعوا أن يبنوا ويطورا حضارتهم بأيدى أبنائنا فكما للوطن حق عليهم كذلك عليه لهم ألف حق!

JoomShaper