اديب شقير/
الشباب هم جزء من المجتمع، وهم الركيزة الاساسية فيه، ولهم دور عظيم وفعال في نهضته وتطوره في جميع الميادين والمجالات، فمنذ القدم ومرورا بالعصرين الجاهلي والاسلامي ترك الشباب بصمات واضحة المعالم في مجالات البناء والعمل بالتجارة والمشاركة في محاربة الكفار والقيام بالفتوحات الاسلامية، والمساهمة في مجالات الشعر والادب وسائر العلوم، ومع مرور الزمن وتطور العلم والتكنولوجيا، ازدادت مسؤوليات هؤلاء الشباب، واصبح عليهم واجبات كثيرة ومتنوعة نحو اسرهم ونحو وطنهم الذي ينتمون اليه، فهم ولدوا ونشأوا على أرضه، وشربوا من مياهه، واكلوا من خيراته، ولعبوا في شوارعه وأزقته، وتعلموا في مدارسه وجامعاته، ولهم فيه ذكريات جميلة لا تنسى، انها ذكريات الطفولة، ذكريات المدرسة والدراسة وذكريات الاصحاب والزملاء ورفاق العمر والدرب. ورغم تنوع عمل الشباب في مجالات الحياة سواء التدريس في المدارس او العمل في المستشفيات او الصيدليات او في المشاريع الهندسية، او في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، او في مجالات المحاسبة والصرافة في الشركات والبنوك او في المحاكم، الا ان هؤلاء الشباب يشعرون دائما بالحنين والمحبة والمودة نحو اصدقائهم الذين جلسوا معهم على مقاعد الدرس، وعاشوا فترة سعيدة من العمر من خلال الزيارات والخروج بنزهات داخل البلاد او خارجها.

وهؤلاء الشباب عليهم مسؤوليات كثيرة وواجبات متنوعة كما ذكرت سابقا، وفيما يلي مسؤولياتهم وواجبهم نحو اسرهم:

اولا: وجوب معاملة الام والاب معاملة طيبة وحسنة وكذلك الاخوة والاخوات، ورسولنا الكريم يدعونا الى ذلك، وايضا اشارات كثيرة وردت في القرآن الكريم تركز على هذه الامور.

يقول سبحانه وتعالى في هذا الصدد «وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا، اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما».

ثانيا: المساهمة ماديا في تغطية مصاريف ونفقات الاسرة.

ثالثا: تجنب الاستعلاء والغرور والتزام جانب التواضع والمودة والرحمة.

رابعا: مساعدة الاخوات والاخوة في دروسهم اذا تطلب الامر ذلك.

خامسا: حماية الاسرة من المشاكل والخلافات والعمل على حلها ان وجدت بالتفاهم والعقلانية والحكمة.

سادسا: احترام آراء وجهات نظر افراد الاسرة، وتقبل النقد الهادف والبناء.

واجب الشباب نحو وطنهم

اولا: المساهمة في نهضة وتقدم الوطن من خلال الاخلاص في العمل الوظيفي او العمل المهني او العمل الحر.

ثانيا: دفع الضرائب المستحقة لان هذا واجب وطني، كما ان اموال هذه الضرائب تستغل في تنفيذ مشاريع صناعية وزراعية وتجارية، وبناء المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات وفتح وتعبيد الطرق واقامة الجسور والانفاق واقامة الحدائق والمنتزهات.

ثالثا: عدم الاستماع الى الاشاعات الكاذبة والمغرضة والاقاويل الهدامة، ومحاربتها بشتى الوسائل.

رابعا: الانتماء الصادق للوطن قولا وعملا والدفاع عنه في أوقات الشدة والرخاء وفي جميع الاوقات.

واخيرا فالشباب هم أمل الامة وحاضرها السعيد ومستقبلها المشرق، ولهم من شعبهم الوفي كل الحب والاعجاب والتقدير، سيبقى هؤلاء النشامى الشمعة المضيئة، والشمس المشرقة، والقمر المنير، والزهرة المتفتحة، والقلم الذي لا يتوقف عن كتابة تاريخ الامة وتضحياتها وأمجادها عبر العصور.

JoomShaper