اديب شقير/
الشباب كما نذكر في كل مقال هم عماد الوطن والركيزة الاساسية فيه، وهم امل الامة وحاضرها ومستقبلها، وكل اسرة في اردننا العزيز تهتم بتربية ابنائها منذ نعومة اظفارهم، وتهتم بسلوكهم الاخلاقي وتوجيههم وارشادهم، وتنشئتهم على حب وارضاء الخالق سبحانه وتعالى، وعلى حب وطاعة الوالدين، وعلى الولاء والانتماء للوطن، وعلى معاملة الناس على اختلاف الوانهم واطيافهم معاملة حسنة لان الدين هو المعاملة ووهو يحثنا على ذلك، ويدعونا الى الابتعاد عن الفواحش والمنكرات، واللجوء الى عمل الخير بما فيه مساعدة الفقراء والمحتاجين، واكرام الضيوف، واحترام الكبير، والعطف على الصغير، والرحمة باليتيم، واغاثة الملهوف، والتعاون مع افراد الاسرة وابناء المجتمع وبما يعود على الوطن بالفائدة والخير والمنفعة.
ونحن كشعب متماسك ومتضامن، لنا اهداف مشتركة وغايات نبيلة، ونعتز بشبابنا العاملين في جميع المجالات والميادين، ونقدر تعبهم وظروفهم المادية وسنوات الدراسة المستمرة وكذلك سنوات الكفاح والعمل الجاد، ايضا نحن نراعي احوالهم الاجتماعية والنفسية، فالحياة فيها المتاعب والمصاعب وليست الطريق أمامهم مفروشة بالورود والرياحين والياسمين، فالحياة تتطلب الصبر والثبات والارادة الجبارة والعمل البناء والعزيمة الصادقة والنية الحسنة واهم من هذا كله مخافة الله والحرص على نيل رضاه ومحبته وغفرانه.
ونظرا لظروف الحياة وصعوبتها بشكل عام، اصبحنا نلاحظ عزوف عدد لا بأس به من الشباب عن الزواج لاسباب كثيرة نوردها فيما يلي:
اولا: عدم التكافؤ بين الدخل والمصاريف، فيتولد عند الشباب العامل او الموظف عجزا ونقصا ماديا.
ثانيا: غلاء الاسعار وارتفاعها مما يثقل كاهل الشباب ويجعله محتارا ومترددا في التخطيط لاي مشروع يريده ومن ضمن ذلك امر اختيار شريكة العمر ورفيقة الدرب.
ثالثا: ارتفاع مهر الفتيات نظرا لارتفاع اسعار الذهب والمجوهرات والملابس.
رابعا: عجز الشباب عن تأمين تكاليف واستئجار شقة ليسكن فيها مع عروسه الى جانب عدم قدرته على شراء اثاث البيت وتكاليف حفلتي الخطبة والزواج في الصالات.
خامسا: وضع الاسرة المادي الصعب، وهذا يضع الشاب في مأزق صعب ويجعله لا يفكر في الاقدام على الزواج.
نصائح وارشادات لمساعدة الشباب على الزواج.
اولا: وجوب تساهل والد العروس بشكل مناسب مع الشاب المتقدم لخطبة ابنته وان يراعي ظروفه المادية والنفسية، فهذا الاسلوب في التعامل يزيد من محبة الشاب لاهل عروسه، ويخفف من مصاعبه ومشاكله ويرفع معنوياته.
ثانيا: وجوب تعاون الاب والابناء ماديا مع الابن الذي يرغب في الزواج.
فالزواج هدوء وسكينة وطمأنينة ويؤدي فيما بعد الى التآلف والمحبة وتكوين الاسرة التي هي جزء من المجتمع كما يؤدي الى التعارف والتقارب والدين الاسلامي وتعاليمه السمحة تشجع وتدعو الى الزواج وكذلك سيدنا محمد يشجع على ذلك، وفي هذا الصدد يقول «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج». ويقول ايضا «تناكحوا تكاثروا، فاني مُباهٍ بكم الامم يوم القيامة».
ثالثا: وجوب تعاون اصحاب المحلات التجارية الخاصة بالاثاث البيتي والكماليات مع الشباب العرسان باتباع نظام التقسيط معهم عند الشراء.
رابعا: وجوب التعاون اصحاب الشقق عند تأجيرهم هؤلاء الشباب من خلال التسهيل عليهم في الدفع ومراعاتهم في قيمة الايجار.
خامسا: دعوة العرسان للمشاركة في حفلات الزواج الجماعية لان في ذلك توفيرا ماديا عليهم.
سادسا: عدم الاسراف والمبالغة في حفلات الاعراس، فالله سبحانه وتعالى «لا يكلف الله نفسا الا وسعها».
واخيرا، اتمنى من صميم فؤادي ومن كل جوارحي لشبابنا الاعزاء الذين هم فلذات اكباد ابائهم بالتوفيق والسعادة واختيار شريكة العمر المناسبة.
الشباب وعزوفهم عن الزواج
- التفاصيل