سلام نجم الدين الشرابي
برنامج نشر السنة
لا تملك دموعك وأنت تراهن فتيات بعمر الزهور تفتحن على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلن بشغف وحب لينهلن من حوضه في الدنيا أحاديث وعلماً لا ينضب ..
حفل اليوم الذي أقامه مركز النجاح للاستشارات التربوية والتعليمية بإشراف الدكتور رقية المحارب في قاعة الخضير بالرياض يحكي قصة رحلة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت من مضين فيها بأنها كانت أشبه برحلة في سفينة نجاة كبيرة وسط أمواج عاتية توشك أن تغمرهن وتدركهن، سفينة يأملن من الله أن ينجون بها مع كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم..
بدأت هذه الرحلة بفكرة شغلت قلب ولب الدكتورة رقية المحارب بنشر ثقافة العودة إلى الوحي فأقامت دورة النجاح الأولى عام 1430هـ والتي هدفت إلى رفع المستوى العلمي والشرعي للطالبة والتعويد على الحوار والجرأة والتعلم الذاتي والتدرب على الإلقاء والنقد وإعداد المادة العلمية ومراجعة القرآن الكريم وإتقانه واشتملت الدورة على مواد متنوعة: مادة القرآن الكريم، مادة العقيدة، مادة الحديث، مادة الفقه، مادة التخريج.
كما أقامت دورة النجاح الثانية لعام 1431هـ في صحيح البخاري والدورة الثالثة في صحيح مسلم، تمت خلالها مراجعة الأحاديث الموجودة في الصحيحين وحفظ من 230- 500 حديث في الدورة الواحدة.
وفي مشهد حقيقي اعتلت الدكتورة رقية المحارب المنصة مع طالباتها ليرين الحاضرات كيف كانت تعقد حِلَق السنة وكيف كنّ يقرأن الأحاديث ثم يفسرن معناها ويتناقشن حولها ويعدن لكتب أخرى تحدثت عن هذه الأحاديث للوصول إلى الفهم الكامل للحديث معنى ولغة.. مشهد يتمنى كل من يراه أن يعيشه حقيقة وأن يكون بين طلاّب العلم لينهل من هذا الكنز العظيم.
أوصيكن بمجامع الأخلاق
أكدت الدكتورة رقية المحارب في كلمتها التي ألقتها بمناسبة الاحتفال بتكريم رائدات حلقات الصحيحين على أهمية الاشتغال في العلم مستشهدة بقول النووي في مقدمة شرح صحيح مسلم: إن الاشتغال بالعلم من أفضل القربات وأجل الطاعات ، وأهم أنواع الخير ، وآكد العبادات ، وأولى ما أنفقت فيه من نفائس الأوقات ، وثمر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات ، وبادر إلى الاهتمام به المسارعون في الخيرات ، وسابق إلى التحلي به مستبقو المكرمات ، وقد تظاهر على ما ذكرته جمل من الآيات الكريمات ، والأحاديث الصحيحة المشهورات ، وأقاويل السلف – رضي الله عنهم – النيرات ، ولا ضرورة إلى ذكرها هنا لكونها من الواضحات الجليات ... ومن أهم أنواع العلوم تحقيق معرفة الأحاديث وذلك من نور النبوات ...." .
كما ذكرت "المحارب" قول ابن القيم: أعلى الهمم في طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله، وقول ابن جماعة في تذكرة السامع والمتكلم : على الطالب أن يبكر بسماع الحديث ، ولا يهمل الاشتغال به ، ويعلو به النظر في إسناده ورجاله ، ومعانيه.
وتبين الدكتورة رقية أنه لأهمية تعلم الأحاديث أن جعلوا من حق الرجل إكراه ابنه على سماع الحديث، موضحة أن المقصود بذلك تعاهد الأولاد به وإن لم يعرفوا أثره فإنه يوشك أن يعمر قلوبهم.
وتذكر المحارب رد إبن المبارك على سائلية: إلى كم تكتب الحديث ؟ قال لعل الكلمة التي انتفع بها لم أسمعها بعد ، وقال منصور بن الجصاص : قلت : لأحمد بن حنبل : إلى متى يكتب الرجل الحديث ؟ قال : حتى الموت " .
وعن أهمية تعلم فئة الشباب للحديث الشريف ومدى تعلق قلبهم به تورد " المحارب" قول ابن عيينة: "كان الشاب إذا وقع في الحديث احتسبه أهله" مبينة أن معنى القول أن الحديث آخذ في مجامع قلبه ولب دماغه.
وأثنت الدكتورة رقية على طالبات العلم اللواتي حضرن دورات النجاح حيث قالت أنهن كن يحضّرن الـ 100 صفحة أو يزيد ليقرئنها في المجلس في شهر الإجازة ملتزمات في الحضور والمتابعة اليومية في الحلق التي تصل عدد ساعاتها إلى ست ساعات يومياً بلا تململ ولا كلل، وأكدت المحارب أنها كانت تقضي هذا الوقت الطويل معهن دون تشعر معهن بطوله فتقول عن ذلك لم أكن أشعر معهن بالوقت، فآمنت يقيناً أنه من بركة مجلس يتلى فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووجهت الدكتورة رقية في نهاية حديثها وصية إلى طالباتها اللواتي تدارسن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتحلين بمجامع الأخلاق قائلة: إنكن محط الأنظار والآمال بكن معلقة فاعتنين بمجامع الأخلاق مؤكدة على أن حملة الحديث يجب أن يكونوا أكمل الناس أدباً وأشدهم تواضعاً وتديناً وأقلهم غضباً.
ووعدت المحارب باستئناف العمل في هذا المجال وأنها ستبدأ مع طالبات العلم بسنن ابن داود مشيرة إلى أنها ستترك مهلة من الوقت لمن أرادت اللحاق بالركب حتى تبدأ القراءة في المسلم وبخاري.
كما نوهت الدكتورة رقية إلى أن عدد من الحلقات لصحيح البخاري ستعقد و سيتم الإعلان عنها عبر الموقع أو عبر صفحة الدكتورة رقية المحارب على الفيس بوك بإذن الله.
أحملكنّ مسؤولية التبليغ
تحدثت الدكتورة نوال العيد في كلمتها عن فضائل أصحاب الحديث إذ تقول أنهم هم الطائفة المنصورة لقيام الساعة، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ] لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ]إِنَّهُ سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا مرحبا بوصية رسول الله[
وعلقت " العيد" على ذلك بأن طالبات نجاح 1 ونجاح 2 هم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أشارت الدكتورة نوال إلى أن من فضائل أهل الحديث أنهم أقرب من رسول الله مجلساً يوم القيامة وهم حراس الأرض يرفع الله بهم البلاء، وهم أكثر معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر من يعرفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وختمت العيد كلمتها بوصية للفتيات اللواتي التحقن بالدورة قائلة: أنتن في بداية الطريق فاعلمن أن طالب العلم يكتسب إرث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإرث محمد عظيم... من أرادت أن تستمر لا بد أن تحرص على المتابعة ولا أرى في ثبات العلم مثل تبليغه الناس لذلك أوصيك ابنتي بتبليغه ومراجعته والناس في حاجة ذلك خاصة في الحملة الضروس للتشكيك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالشبهات التي تثار لن نواجهها فقط برد الشبهة وإنما بحفظ السنة وتطبيقها.
ونصحت العيد الطالبات والحاضرات كلما مر بهم موقف أن يبحثوا عن الإجابة عليه في القرآن وصحيح السنة
وقالت العيد: أحملكم مسؤولية التبليغ مؤكدة أن هذا المشروع كبير ويجب أن يتكاتف الجميع مع الدكتورة رقية في تبليغه.
لتعم هذه الفصول والتي سنرى أثرها إلى يوم الدين.
بوح فتيات حضرن حلق السنة النبوية
بعض من البنات اللاتي حضرن دورات المسلم وبخاري قدمن خلجاتهن وبثثنها من على المنصة، تقول حنان إحدى الحاضرات لدورات النجاح: تعلمت في هذه الدروس أن البخاري لم يكن محدثاً فحسب كما يعتقد الكثيرون وإنما عالم وفقيه، تعلمت أني أجهل الكثير من علوم ديني، واتضح لي أن كل حافظة لكتاب الله عز وجل يجب أن ترتبط بالسنة.
تعلمت كيف يكون البذل لدين الله من خلال مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ومروراً بموقف البخاري حتى جمع هذا الصحيح، وكذلك بذل الدكتورة رقية المحارب والأستاذة نورا العنزي كل ما سبق يجعلنا نشعر بالتقصير ونتساءل ماذا قدمنا لديننا؟؟
وتكمل حنان قولها: تعلمت الوفاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يذكر فضائل الصحابة ومناقب الأنصار، تعلمت كيف يكون الاحتساب في تطبيق سنة رسول الله، تعلمت أن أنسى وأتناسى همومي، وتذكرت قول السلف أني أمضي ليلي مع فلان وفلان وذكر أسماء الصحابة والتابعين فقيل له كيف تقضي وقتك معهم وقد ماتوا، فقال أمضي الليل في قراءة كتبهم والاستماع لهم.
أما فاطمة المهيدب فتقول: من الأشياء التي تعلمتها اللغة العربية بشكل لم أكن أتوقع أني سأعرف عنه، كلمات غريبة لم تكن تمر حتى في الكتب التي نقرأها خاصة الحديث منها وساقت على ذلك مثال كلمة "يتنوق" ومعناها شدة التذوق ومنها سميت الناقة ناقة لأنها أفضل الإبل..
وتتابع "المهيدب" القول: علمتني هذه الحلق قوة الحجة وكيف أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يسكتون عن حق، وكل قول لهم بدليل علم يقولون به قوة الحجة وطلاقة الحديث.
ولفتت المهيدب إلى أنها شعرت بلذة لا يمكن أن يشعر بها من ينقل حديث واحد أو اثنين، وإنما من يعيش مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعبر بدور العنزي عن فرحتها بحضور هذه الحلق بالقول: كفاني فخراً مجالسة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أيقنت أن الله وهبني قدرات كنت غافلة عنها، ودعت قائلة: أسأل الله كما بلغني حفظ كتابه أن يبلغني حفظ سنته علماً وعملاً.
فيما تقول إحدى الطالبات اللواتي قدمن لحلق السنة النبوية بدافع من والدتها إلا أنها ما إن انتسبت وحضرت حتى غمرها الشوق لتكملة الدورة والتي تعارضت مع وقت اختباراتها، فتصف مشاعرها حينها كيف بكت وحزنت خوفاً من عدم تمكنها من إكمال هذه الدورة حتى اقترحت عليها والدتها الخروج من الاختبار والتوجه مباشرة لحضور الدورة.. فتقول كانت سعادتي غامرة كأني صاحب الراحلة التي ضلت في الصحراء عليها طعام وشراب ثم وجد راحلته، وختمت حديثها بالتمني بأن تنتشر هذه الدورة في بقاع العالم.
أما عفاف العنزي فتقول بدأنا بالحلقات دورة الوحي بحفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه فشعرت بالنعمة العظيمة التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهنيئاً لكم صحابة رسول الله على مجالسته.. .
لمن تريد تذوق طعم السعادة.. انضمي لبرنامج نشر السنة
- التفاصيل