لها أون لاين
من حضر الحفل التكريمي الذي أقامه مركز النجاح للاستشارات التربوية والتعليمية لقارئات الصحيحين مؤخراً في الرياض، يلحظ الإقبال الكبير من الفتيات (جيل الشباب) على الخير، ويلمس القلوب التي شغفت بحب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، و كيف تتوق إلى تطبيقها على الوجه الصحيح، وتحرص على أن تنهل من علومها؛ بهدف طلب العلم ومن ثم تبليغه.
وبالمقابل من يحضر حلقات تلفزيون الواقع، أو يتابع أخبار بعض الملتقيات الغربية التي يشارك فيها الشباب العربي المسلم يرى جيلاً من الشباب فاقد للهوية، ومستبيح للمحرمات، ضحل في تفكيره تائه في هدفه.
هؤلاء الشباب ينتمون إلى جيل واحد وأعمار واحدة، فضلاً عن أنهم درسوا المناهج نفسها، وتربوا وترعرعوا في البيئة ذاتها! فلماذا انقسموا هذا الانقسام بين علو ودنو، بين رصانة وتفاهة!.
نواجه باستمرار بشكوى من المربين والمفكرين نحو شباب اليوم واهتماماتهم، وسطحية أفكارهم وطموحاتهم. مقارنة بالأجيال التي سبقتهم، ويدحض هذه الشكوى النموذج الأول، فيما يؤكدها النموذج الثاني، فأين الخلل؟!
الفارق بين الاثنين يوضح أن المشكلة ليست في شباب هذا العصر، مع كل التحديات التي يواجهونها، إذاً فأين الخلل؟!
في الحالة الأولى (برنامج نشر السنة) على سبيل المثال أو غيره من البرامج الخيّرة والهادفة، قد قيد الله للشباب قدوة حسنة تعرف حق المعرفة أن تحت يديها كنز ثمين لو استثمرته سيبني الأمة ويرفع من قدرها، فمضت إلى رفع المستوى العلمي والشرعي لديهم، مع تنمية ملكات الحوار والجرأة، والتعلم الذاتي والتدرب على الإلقاء والنقد، وإعداد المادة العلمية ومراجعة القرآن الكريم وإتقانه، ومادة الحديث، والفقه والتخريج.
أما في الحالة الثانية فقد قاد الشباب من تاه عن الطريق، واغترب فكرياً وقيمياً عن مجتمعه وأمته، فخان الأمانة في رعية لابد أنه يعرف عظم دورها، وأن ضياعها وضياع هويتها ضياع للأمة بأسرها.
إن الشباب عجينة لينة، وهي مفطورة على التدين والخير، ولكن المشكلة فيمن يشكّلها؛ لذلك فإن أصابع الاتهام التي نوجهها لهذا الجيل كلما تحدثنا عن دنو الهمم وضياع الهدف يجب أن نحولها إلى القادة والقدوة، فهم أصحاب الدور الأساسي والمهم في تحديد مسار هؤلاء الشباب، فالفارق كبير جداً بين شباب يحظون برعاية في برنامج كبرنامج نشر السنة، أو من يلقون الرعاية والدعم في برنامج كبرنامج الكشافة أو تلفزيون الواقع!
جيل الشباب.. أين الخلل؟
- التفاصيل