الدستور - حسام عطية
يجمع بعض الشباب على «روعة» حياة العزوبية، ولكنهم ولسبب غير معروف يسعون بقوة إلى الزواج والبحث عن شريكة الحياة، ونظراً لأن تكاليف الزواج أصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهل الشباب، فقد تفرض عليهم العزوبية بالإكراه، لذا على الشاب أن يستمتع بها وبشتى الطرق الى ان يتم المراد ويلتحق بركب المتزوجين رغم الظروف المالية الصعبة التي تمر بها فئات الشباب.
ولا بد أن تأتي لحظة في حياة الشاب يكتشف فيها أنه لم يعد ذلك المراهق المتمرد، وأن أعين الناس قد بدأت تنظر إليه نظرة أخرى وعندها ما العمل وكيف التصرف؟ كون بعض المجتمعات يعيش فيها الأعزب ويواجه ضغوطا مختلفة، حيث يعاني بعض الشاب الكثير عندما لا يكون لديه شريكة تثبت للمجتمع صلاحه وانه محل ثقة.
نظرة مختلفة
يقول اشرف عيسى «طالب جامعي» عندما يحمل الشاب لقب أعزب يبدأ الكثيرون من حوله في النظر إليه نظرة مختلفة، بل قد تختلف نظرة بعض الشباب إلى نفسه أحيانا، حيث أتذكر تلك اللحظات عندما وجدت أحد الرفاق في الحي يحدثني عن تفاصيل علاقته المثيرة بإحدى الفتيات، كنا وقتها في سن الـ «20»، وشعرت أننا لم نعد مراهقين بل تحولنا إلى «عزاب». وصمة عار
اما « أحمد « يعمل محاسبا فيقول: «لست فخورا بلقب أعزب، فمن ملامح الالتزام الديني أن يتزوج الشاب مبكرا حفاظا على نفسه من الوقوع في الخطأ، وقد تقدمت بالفعل لخطبة فتاة تلو الأخرى لكن لم يحدث نصيب بعد».
واعتبر «أحمد» أن أكثر معاناته مع لقب أعزب تنحصر في نظرة الآخرين له من الزملاء خصوصا من المتزوجين، عندما يرون أن عدم زواجه حتى الآن هو نوع من الفشل، وعن ذلك يقول: «أهم شيء لدي هو الزواج لأجل ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بعيدا عن النظرات التي يسددها الآخرون إلي كشخص غير متزوج معللين أن التأخر في الزواج دليل على الفشل والإخفاق، وتجد ان العائلات تحوز أفضل الأماكن والمطاعم، بينما يرى أن المكان الوحيد الذي أصبح فيه العزاب على راحتهم هو «مقاهي الارجبلة».
تجربة سابقة
ويقول «شادي» موظف و له تجربة زواج لكنها لم تدم طويلا عن عودته إلى حياة العزوبية « كان لي تجربة سيئة مع الزواج لم تدم طويلا، خصوصا أنه عندما يضاف لقب «مطلق» إلى لقب أعزب فأنت أمام نظرات لا ترأف بك، وقد يراك البعض شخصية مستهترة، وقد تضاف إليك صفات لم تعرفها عن نفسك كالعصبية وعدم التوفيق وذلك بناء على تجربة « الزيجة الفاشلة «، ومع ذلك يرى أنه على الأعزب المطلق ألا يكترث لنظرات الآخرين من حوله، ويقول « أن تعيش حرا أفضل بكثير من أن تعيش تحت سقف منزل يضج بالمشاكل».
اهتمام
وعلى جانب آخر لم يبد البعض اهتماما لمصطلح العزوبية، «عامر» يعمل بمجال العلاقات العامة، بدأ بقوله «ما المشكلة «، معتبرا أن العزوبية ليست تهمة يدفعها عن نفسه، وأن هذا اللقب ليس مهما بالنسبة له ويرى انه ما زال صغيرا على أن يوصف بالأعزب يقول «بعض زملائي بالفعل اقترنوا وبعضهم لديه أولاد صغار، لكن عن نفسي أنا غير مهتم بالزواج الآن فانا اغلب الوقت خارج المنزل بمحل عملي واعتقد أن فكرة الزواج حاليا غير صائبة»، و يعتقد أن كلمة أعزب لم يعد يستخدمها احد في ظل تأخر سن الزواج الحالي،وان « لقب أعزب ليس قاسيا على الشاب مثل لقب « عانس « الذي يرتبط بالفتاة عندما تتأخر عن الزواج، المشكلة أكبر لدى الفتيات وليس عند الشباب.
غير مرحب بها
اما أستاذ القانون التجاري المساعد بجامعة ال البيت المحامي الدكتور عبدالله السوفاني فعلق على الامر بقوله: رغم الظروف الاقتصادية لبعض الشباب أعتقد أن العزوبية غير مرحب بها عندنا كمسلمين ووردت في «امرها» أحاديث نبويه شريفه، وفي المقابل جاءت احاديث تشجع على الزواج، وكل واحد منا يمر بمرحلة العزوبية ولكنه يفكر بالزواج والخروج من شبح العزوبية لكن قد تختلف مدتها من شخص لاخر ومن مجتمع لآخر وإن وجد من يفضل العزوبية فأعتقد أنهم قله قليله.
ونوه السوفاني ان المسؤوليه هى اصعب ما في الزواج، وان العزوبية في نظري مرحلة من مراحل حياتنا بها الكثير من الذكريات الحلوة والمرة التي يمر بها الإنسان ولكن قطعاً لا أجد اي مقارنة بينها وبين الزواج، ففي الزواج أشياء كثيرة تفتقدها حياة « العزوبية « وأولها الاستقرار الذي لا يتذوق العازب طعمه وأشياء كثيرة نعرفها.
عدم نظام
ويرى السوفاني أن لفظ أعزب مرتبط لدى بعض الناس بالفوضى وعدم النظام والاضطراب، وأحيانا يتلقى الشاب عبارات الإشفاق والمواساة دون مبرر، وكأنه يعيش مأساة، واعتقد أن الإنسان منظم بسلوكياته وليس بحالته الاجتماعية»، ولا أنكر أنه أحيانا ما يكون الشاب الأعزب غير مكترث لوجباته نظرا لاعتماده اغلب الوقت على الوجبات السريعة.
حنين للماضي
وخلص السوفاني بالقول: ان هناك بعضا من الشباب والفتيات يحنون الى الماضي ؛اي حياة العزوبية بعد الزواج يحنون الى الحريه، يحنون الى اشياء كثيره لاحصر لها، ولربما يبكون على تلك الايام ويتحسرون على ارتباطهم، ولربما ايضا «حثوا غيرهم على عدم الاستعجال بالزواج «، وفي المقابل نرى هناك الكثير منهم من يتمنى ان ينضم لعداد المتزوجين في اقرب فرصه تسمح له، فما السر في هذا التناقض العجيب ؟، لا ندري، لهذا ننصح ان يجعل الشاب لنفسه هدفاً يعيش من أجله ويسعى إلى تحقيقه مع مراجعتة للأمور بشكل جيد؛ كون الشاب سوف يكمل نصف دينه ويدخل عش الزوجية ويودع العزوبية.

JoomShaper