عبد اللطيف المناحي
لا يخفى على أحد أهمية المساجد وفضلها ودورها في بناء الأمة، كما لا يخفى على أحد أيضاً أهمية الشباب ودوره في نهضة الأمة وازدهارها.
فلا تنهض الأمة إلا بتحقيق هاتين الدعامتين من دعائم النهضة والبناء؛ شباب رباني مرتبط بالمسجد تربى فيه وتخرج فيه مؤهلاً ليحمل الراية قال تعالى: }فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال. رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ{ (النور: 36 - 37).
وقال جل شأنه: }لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّل يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ{ (التوبة: 108).
هذه الرجولة الحقة لن تصنع إلا في المساجد، وهذه النهضة المنشودة لن تتحقق إلا بعودة شبابنا إلى بيوت الله عز وجل.
والناظر إلى حال شبابنا يجد منهم عزوفاً عن المساجد ورغبةً عنها إلى النوادي، بل والمقاهي التي أصبحت تكتظ بروادها، حتى أن بعض شبابنا لا يكاد يدخل المسجد إلا في المناسبات المتباعدة، كتشييع جنازة قريب أو حضور عقد زواج صديق.
أين الخلل؟
والسؤال الذي يجب أن نجيب عنه بكل صراحة أين يكمن الخلل؟ وفي أي طرف من أطراف المعادلة؛ المساجد، أم الشباب، أم الدعاة؟ وكيف نجذب عموم الشباب إلى المساجد مرة أخرى حتى تكون المساجد مقدمة على النوادي والمقاهي؟
قد يكون السبب في بعض الأئمة؛ نعم، فما هو الخطاب المناسب الذي ينبغي أن نخاطب به شبابنا اليوم داخل المساجد؟ بل وخارجها.. فهم لن يأتوا إلى المساجد إلا إذا تواصلنا معهم خارج المساجد في أماكن اجتماعاتهم ونواديهم عن طريق وسائل تناسبهم.
وما دور شباب الدعوة وأئمة المساجد في هذه القضية الخطيرة؟
وقد يكون السبب في رواد المساجد، وقد يكون السبب في غياب الدور التربوي في البيت، وفي المراحل التعليمية المختلفة، وفي وسائل الإعلام.
دور الأسرة
1- قيام الأسرة بدورها التربوي والإيماني من خلال السلوك العملي من الأب بحرصه على صلاة الجماعة واصطحاب الأولاد إلى المسجد.
2- ولا ننسى دور الأم في ربط الأولاد بالمسجد عن طريق الترغيب وعمل مسابقات بين الأولاد؛ من منكم أدرك تكبيرة الإحرام؟ من منكم أدرك الصف الأول؟
3- بيان فضل الصلاة في المسجد وكتابة الأحاديث الدالة على ذلك في لوحات، ويتم تعليقها في البيت تمهيداً لحفظها والعمل بها.
دور الدعاة والمربين
1- الاهتمام بالتكوين العقدي والبناء الإيماني عند التعامل مع شبابنا، وربطهم بالمسجد من خلال الأنشطة والوسائل المختلفة.
2- إقامة مسابقات ومهرجانات رياضية مرتبطة بالمسجد مثل (دوري المساجد) في الألعاب الرياضية المختلفة؛ على أن يسمى كل فريق باسم مسجد من مساجد الحي أو المدينة.
3- تكوين فرق نشاط من الشباب باسم المسجد (فريق الخطابة - فريق الشعر والزجل - فريق الأناشيد والابتهالات..).
4- تكوين فريق عمل للمسجد من الشباب للقيام بالأعمال الخدمية (مثل نظافة البيئة - محو الأمية - التبرع بالدم..).
5- استثمار مواهب الشباب في الإنترنت والحاسب بإنشاء موقع للمسجد أو صفحة على "الفيس بوك" باسم المسجد، ويعين مدير للموقع من الشباب مع فريق معاون.
6- انتقاء أصحاب الخط الحسن من الشباب لمتابعة سبورة المسجد وكتابة الأحاديث النبوية والأدعية.
7- إقامة ندوات تخص الشباب وقضاياهم خاصة في المناسبات (التفوق الدراسي - دورة تنظيم الوقت - المراجعة النهائية قبل الامتحانات).
8- أن يراعي الخطيب شريحة الشباب في خطبته ويخصهم بما يناسبهم في موضوع خطبته.
9- تبني الموهوبين في الخطابة وأصحاب الأصوات الحسنة، وتقديمهم للإمامة في بعض الصلوات وبعض الدروس القصيرة، فإن ذلك له تأثير كبير في أقرانهم.
دور الإعلام والتعليم
1- التأكيد على وجود مسجد بكل مدرسة، وتفعيل دور المسجد في كل مؤسسة تعليمية في كافة المراحل.
2- ضبط مواعيد الحصص والمحاضرات لتناسب مواقيت الصلاة.
3- تبني وسائل الإعلام حملات إعلانية لبيان فضل المساجد وعمارة الشباب لها وفضل المحافظة على صلاة الجماعة.
4- عمل استبيانات في أوساط الشباب للوقوف على أسباب عزوفه عن المساجد، وما الوسائل التي تقربهم منها.
5- إقامة حلقات نقاشية وبرامج حوارية مع الدعاة للوقوف على آراء الشباب في كيفية تحقيق الصلة بالمسجد.
عن "إخوان أون لاين"
شبابنا بين المساجد والمقاهي
- التفاصيل