الدستور - ابراهيم الصبح
تحت مصطلح يسمى بالانفتاح على العلوم والمعالم والشعوب الاخرى، تغيرت عدة عادات ووتقاليد، وانتهت مدة اخرى، كما يصفها البعض، فمع اختلاط مفاهيمنا بالمفاهيم والعلوم الاخرى لشعوب وثقافات لايستطيع الشعب مهما كان محافظا وسط كل هذه التكنولوجيا ان يحافظ على ثقافته مئة بالمئة دون ان يتغير جزء
أو فئة او طبقة من المجتمع عن غيره.
حيث يصف «معاذ البدوي» ان ابرز هذه الصفات هي الثقافة السمعية الغربية، والتي اصبح اغلب الشباب يستمعون لها سواء ذكور ام إناث، واصبحوا يستبدلون الاغاني والموسيقى العربية والطرب العربي القديم، بمثيلها الغربي والذي اصبح عدد كبير من المهتمين يستمعون او يهتمون للحن ولا يركزون اهتمامهم للكلمات مثلا، او حتى لمعانيها.
تقليد اعمى
أصبحت ضاهرة التقليد الأعمى للمجتمعات الغربية دون وتفكير ملفتتا للإنتباه، في بلدنا حسب رأي "غدير سلامة"، ولذلك من السلبيات الكبيرة التي نواجهها بسبب انفتاحنا الزائد للعالم الخارجي، دون الالتزام بقواعد الاختلاط الفكري والذهني والتي من اهمها ان لا ننسى مبادئنا، و دون النظر بالسلبيات والعواقب التي يثريها ويضهر بها هذا الاختلاط وتجنبها فكل همّنا الان –حسب رائيه- اصبح الأخذ من عاداتهم وتقاليدهم التي تتنافى مع قواعد الإسلام حيث يعتقدون أنهم يستطيعون بذلك ان يسيطروا على يفعلون ولكن بالحقيقة العكس، هو مايضهر على غالبيتهم
ويضيف "غدير" لا أنكر أن هنالك إيجابيات للانفتاح مثل التقدم والتطور واكتشاف العلوم المختلفة مثل : طب رياضيات هندسة وتعلم لغات اخرى والثقافت السمعية وغيرها والتبادل بين البلدان التجاري وأهمها نشر الاسلام، لكن هنالك سلبيات يجب توخيها مثل : دخول البرامج والثقافات الدنيئة التي أثرت على الكثير خاصة فئة الشباب.
هل الإنفتاح تبديل للأفكار؟
يعارض "خالد مكي" فكرة ان بالإنفتاح تغير للأفكار والعقائد والعادات والتقاليد وهو ينكر هذا التصرف من شبابنا في هذه الايام لما يشاهده منهم من تصرفات مشينه-حسب وصفه- فهو يلاحظ عليهم تبديل لغتهم وصفاتهم والتي زرعها في قلوبنا رسولنا الحبيب و غير ذلك كاللباس وقصات الشعر والوشم حتى تصل الى الثقافة السمعية.
أوضح "مكي" ان اغلب الشباب الذين اصبحوا يهتمون بالاغاني الاجنبية او ما يسمونها "بالتمدن" لا يعلم ماذا يسمع او من المغني او معنى الجمل التي تلفض لصعوبة فهم بعضها بسبب اللكنات التي تحذف بعضا من الحروف لسرعة لفضها تجعل للقليلين منهم من يستطيع فهما او من يكون متمكن من اللغة التي يسمع لها غير العربية والتي اعتدنا على سماعها.
كيف ننفتح على العالم الخارجي دون أن نفقد شخصيتنا ؟
يروي الكثير من الكتاب والروائيين مسلسلات وقصص كفاح الشعوب ومحاولتهم للتصدي للإعلام الغربي التي تسود بلادنا العربية ككل -حسب رأي-" خالد الاحمد" والذي يركز بكلامه على فئة الشبا والذين برائيه هم اكثر الفئات التي تتعرض لمثل هذه الاعلانات والحروب الاعلامية والرسائل الدعائية.
فبحكم التطور التكنولوجي اصبح التواصل مع الجانب الاخر والانفتاح بالغ السهولة، وبالغ الخطورة في نفس الوقت، فالقليل من الناس والشباب بشكل خاص ما يحاولون ان يبقون على نفس العادات او يأخذون من مايقرأون او يشاهدون او حتى يستمعون الافضل ولايفتحون مجالا لأن تتغير مفاهيمهم للأسواء ويبتعدون عن ظاهرة التقليد الاعمى كما سبق وذكرت.
صراع الحضارة
يستحيل الانفتاح على حضارات العالم المختلفة والتواصل معها بأخذ أوإعطاء دون الذوبان في الآخر حسب رأي البعض، لكن ماسطرته الحضارة الاسلامية على مر العصور جسد وبين غير ذلك، فلكل حضارة مميزات وضوابط للإختلاط تمنع الذوبان ونسيان الاصل.
والكثير من الدول الغربية يحسبون الف حساب لقوة هذه الحضارة والخوف من الإسلام أو ما يسمونه بـ(الاسلاموفوبيا) وكثير من المصطلحات الاخرى، لما وجدوه من
هذه الحضارة ولقدرتها على الحفاظ على القواعد والسلوكيات العامة ككل.
الحضارة الإسلامية وعلى اختلاف الازمان والاوقات وتعاقب الاجيال تتعرض للهجوم لأسباب كثيرة أولها وكما يعترف الكثيرون ان تقصير المسلمين عن تعريف الغرب وخاصة المواطن العادي بحضارتهم والسبب الثاني يعود إلى وجود منظمات وأحزاب سياسية متطرفة في الغرب لها مصلحة من وراء ذلك لكن يجب على المسلمين ان يقيموا علاقات حوار وتعاون ثقافي ويبينوا فيه للغربيين ان حضارتهم تميزت بالانفتاح على كافة الثقافات والحضارات الأخرى وان هذه الحضارة لم تحمل أى سمات تدعو إلى الصراع مع الحضارات الأخرى وان من أهم سماتها أنها حضارة إنسانية قامت على أسس صحيحة تقبل بالتعددية الثقافية والدينية وان هذه الحضارة قد قدمت للبشرية تراثا زاخر بكل أسباب التقدم، ومع تطبيق مبدأ المساواة مع الاديان الاخرى والاجناس والالوان، على العكس من الاديان والتي تفضل او تعلى من شأن انسان او لون او طبقة معينه على حساب اخرى.
ويضيف البعض: أولا يجب أن ننظر إلى الأساس الفكري والثقافي الذي تقوم عليه أية حضارة، والحضارات على مر التاريخ صنعها الفكر الإنساني وبالتالي فان هذا الفكر ينبع من ثقافة معينة هذه الثقافة هي التي توجه الفكر وهى مادته، وأنا أرى أن السمة الغالبة في العلاقة بين الحضارات هي التفاعل الحضاري الايجابي لا الصراع ونسيان الذات والابتعاد عن الدين او فصله عن المعاملات والعلاقات الاجتماعية.
ثقافة الشباب الحياتية.. الغرب مصدر الالهام الاول
- التفاصيل