أماني داود
إليك جزيل الشكر والعرفان لك بالجميل والفضل علي. أرسل لك باعتذار أرجو أن تقبله عن تقصيري وبعدي وتأخري للرد على رسائلك التي أرسلتها لي، فلقد تضمنت كل أحوالي ما تركت موقفا من مواقف حياتي إلا وكنت معي فيه ناصحا ومرشدا ومعينا وهاديا لي بما ينفعني ويسعدني.
تسعفني برأيك وترشدني باستشارتك، وتخطط لي وتضع قدمي على الطريق المستقيم. تقبل أسفي على قدر حبي لك وشوقي لرؤيتك.. آسفة ...آسفة جداااااااااااااااااا، أعترف أنه لا يكفى الاعتذار والأسف، وكيف أعترف بحبك والشوق لك وأنا على هذا التسويف والتقصير؟ وكيف يكون هناك حب بلا عطاء وأدلة تثبت هذا الحب؟
ومن أين لهذا الحب أن يدوم وينمو دون تواصل مني معك وبك؟ يدفع يأسي ويضيء ظلمة حسرتي على حالي وما وصلت له, أنوار البشرى بثقتي في حلمك وكرم أخلاقك ورحمتك بالكبير والصغير وعفوك وتسامحك مع كل من أساء إليك.

وأنت لا تزال تسمع شكايتي وتضمد جراحاتي.
أين أذهب؟ وماذا أفعل؟
أمي ترفض حجابي! وبعد عناء ومرارة إقناع وإصرار تقبله بالصورة التي ترضيها وترضي بيوت الأزياء، وهي لا ترضيك، وليس كما وصفت ووضعت من شروط الحجاب الشرعي.
هي تعترف بفريضة الصلاة ولا تواظب عليها ولا تعترف ولا تقر بأن الحجاب فرض! ولا أملك الاستعانة بأبي ليشد من أزري لأنه يعمل بالخارج ووقت الإجازة لا يسعه حل كل المشكلات والإنصات لما نفتقده من معنويات واحتياجات نفسية ضرورية, فهموم الجري وراء المال لسد مطالب المأكل والمشرب وبقية المطالب، تشغل كل فكره وقلبه. وإذا لجأت إلى أختي الكبرى فرارا من والدي أجدها تحصنت بسراب وخيوط عنكبوت تزيدني ضعفا وهوانا.

إنها تضع أصابعها في أذنيها لتصم عن سماع عبارات الحلال والحرام التي أتغنى وأشدو بها ليل نهار, تأبى الجلوس معي، وتمنعني من الخروج معها فأنا ضيفة ثقيلة غير مرغوب في تواجدي وسط صديقات السوء لا أروق للشلة الفاسدة أعوان الشيطان.

تمر الساعات داخل البيت في حلقات لسلسلة من المفسدات والمهالك بين مجلات ماجنة, قنوات لنشر الرذيلة, سمر وسهو ولهو و..... وألوذ بمحرابى, أفر لصلاتي, أتضرع بدعائك ليل نهار(أغثنا يا الله) أغثنا من أنفسنا، وكان حريا بي أن أقول: أغثنا من أعدائنا انتهكوا كل حرماتنا من مال وأهل وأرض ونساء وولد....  ولكننا بحاجة أولا لإغاثة من أنفسنا وانتصارعليها؛ حتى نتمكن من الانتصار على الأعداء.

أستحي منك وأنا أسرد عليك تفاصيل أحوالنا بالليل والنهار، وأنت تُعرض عليك أحوال أمتك كل ليلة، فإن وجدت خيرا شكرت وحمدت الله، وإن وجدت الشر والإثم والمعاصي جهرا استغفرت الله لنا وتشفعت، فمماتك رحمة لنا كما كانت حياتك، فأنت الرحمة المهداة من رب العالمين، عليك صلاة الله وسلامه يا حبيبي يا رسول الله.

 

JoomShaper