لها أون لاين
يحدث أن يمرض فرد في العائلة، قد تكون أمك لا سمح الله، أو والدك أو حتى جدك، أو جدتك، إذ لا يخلو المنزل من وجود شخص مريض في بعض الأوقات، للدرجة التي تستلزم بقاء المريض في الفراش، وإذا كان بالمنزل أطفال، فإن الأمراض الشائعة في فترة الطفولة تجعل الأم توجه اهتمامها الرئيس في كثير من الأوقات للطفل المريض، كذلك إن كان بالمنزل أجداد أو غيرهم من الأشخاص المسنين، فقد يحتاجون في بعض الأوقات إلى العناية بهم كأشخاص مرضى، وسواء أكان المرض لبضعة أيام، أم لفترة طويلة، فإن النظام اليومي لإدارة المنزل يكون عرضة للاختلال، وعلى ذلك فإنه يمكن أن يحل أحد أفراد الأسرة محل الأم في القيام ببعض مسؤولياتها، هذا يعني أنه من المهم أن تتعلم فتياتنا الشابات كيف يمكنهن تقديم المساعدة في مثل هذه الأحوال.
كيف يمكنك تقديم المساعدة؟
تقول إسعاد جودة عفيفي ونظيرة نقولا في ترجمتهما لكتاب الشؤون المنزلية للناشئات: غالباً ما يطلب من الفتيات المساعدة في العناية بشخص مريض بالمنزل، ولكن من النادر أن توكل إليهن المسؤولية الكاملة في العناية به، وتكون هذه المساهمة في العناية تدريباً مفيداً لهن في تحمل المسؤولية الكاملة عندما يكبرن، وتستخدم الكثير من المستشفيات الفتيات الصغيرات كمساعدات للممرضات، وتحتاج من تقوم بالتمريض في المنزل إلى المساعدة، فعندما تكون بالمنزل حالة مرضية فإن أهم شيء يمكن أن تتبعه الفتاة للمساعدة هو أن تحل محل من تقوم بالتمريض في الأعمال المنزلية الأخرى، حتى يمكنها أن تكرس كل وقتها للمريض، فإن باقي أفراد الأسرة في حاجة إلى من يقدم لهم الطعام، لذا يلزم شراء الأطعمة وإعدادها، كذلك تحتاج الأسرة إلى الترتيب ويحتاج المنزل إلى أن يكون منظماً، فكل هذه الأعمال يمكن للفتاة أن تقوم بها، كما ينبغي أن تكون على استعداد لتنفيذ كل ما يلزم عمله.

أهمية التصرفات السليمة:
لكي تكون الفتاة ذات فائدة حقيقية، يجب عليها أن تؤدي الأعمال اللازمة دون حاجة إلى أن يطلب منها ذلك، فيمكنها المساعدة بالقيام بتسلية الأطفال ليكونوا هادئين، فلا يعوقوا الأم عن العمل، كما يمكنها المبادرة بالرد على جرس الباب والتليفون، حتى لا يزعج رنينه المريض، كما ينبغي الاختصار في الأحاديث التليفونية، بقدر الإمكان إذ إن الإطالة في الحديث لا تؤدي إلى مجرد إضاعتها لوقت يمكن الانتفاع به في أعمال أخرى فحسب، بل إنها أيضاً تمنع الآخرين من استعمال التليفون.
وعندما يكون المريض مصاباً بأحد الأمراض المعدية، فإن أحسن طريقة لمساعدة من تقوم بالتمريض هي الابتعاد عن ذلك المريض، وكذلك إبعاد الأطفال عنه، فإن ذلك يساعد على منع انتقال العدوى إلى الأشخاص الآخرين.

ما الذي يمكن عمله في حجرة المريض؟
تقدم كل من إسعاد جودة عفيفي ونظيرة نقولا نصائح للفتيات ليستطعن المساعدة داخل حجرة المريض، بجعلها نظيفة ومرتبة و محتوياتها من المفروشات مبهجة ومريحة، باتباع كل من الطرق التي تساهم في إراحة المريض وتساعده على الشفاء بإذن الله.

ضرورة تنظيم الضوء والتهوية:
يوحي الضوء القوي بالنشاط، بينما الضوء الضعيف الخافت يوحي بالراحة والهدوء، وهذا النوع الأخير هو المطلوب عادة في حجرة المريض، فينبغي أن تجعل مصادر الضوء بحيث لا يقع ضوءها على عيني المريض مباشرة، ويجب أن تثبت عليها الأغطية لتوجيه الضوء أو يمكن نقل المصباح إلى مكان آخر بالحجرة.


أهمية النظافة والترتيب:
من الضروري تنظيف الحجرة، وينبغي أن يتم هذا التنظيف بأقل ما يمكن من التعب بالنسبة للمريض، فعليك أن تعملي بهدوء وبسرعة، أفرغي سلال المهملات، ونظفي الأرضية العادية بفرشاة مصنوعة من الخيط أو امسحيها بمسحة مبتلة، وإذا كانت هناك سجادة أو بساط، فاكنسيها أو اكنسيه بمكنسة السجاد أو بالمكنسة الكهربائية، مع ملاحظة الإقلال قدر الإمكان من الأتربة المثارة والصوت الناتج عن ذلك، وقومي بتلميع الأثاث بفوطة نظيفة منداة، وليست مبتلة لكي تعلق بها الأتربة.

الاهتمام بالأزهار والنباتات:
تضفي الأزهار والنباتات على حجرة المريض جواً من البهجة والانتعاش، وهي تحتاج إلى العناية والاهتمام اليومي للمحافظة عليها نضرة جذابة، فالأزهار المقطوفة ينبغي وضعها في أواني الأزهار، بحيث تغمسي فروعها في الماء إلى ربع طولها على الأقل.
ولكن من المهم ألا تنسي إخراج الازهار والنباتات خارج غرفة المريض عند النوم، حتى لا تؤثر على الأوكسجين الموجود في الغرفة مما ينعكس سلباً على صحة المريض.

كيف يمكنك إراحة المريض؟
هناك بعض الواجبات اللازمة لتوفير الراحة للمريض، والتي لا بد للممرضة الرشيدة أن تقدمها له، كالحمام اليومي وتغيير الملاءة أثناء وجود المريض في الفراش، إذ إن تلك الأعمال من واجبات الشخص الأكبر منك سناً، ويمكنك أنت أن تقومي بمساعدة الممرضة في كثير من الخدمات التي تبدو صغيرة، ولكنها تعد في الدرجة نفسها من الأهمية، فعليك إذن أن تكوني يقظة لتلاحظي حاجة المريض إلى الأشياء التي توفر له الراحة، ولا تنتظري حتى يطلب منك رعايته، ولا تنسي أن البهجة والاهتمام وإمعان الفكر وحسن التقدير لها أهميتها في إدخال السرور على نفس المريض.

أهمية السرير المريح:
إذا كان في استطاعة المريض ترك السرير لفترة ما، فيمكن للممرضة الناشئة القيام بإعداد السرير، واستعمال بياضات نظيفة إذا لزم الأمر، فالملاءات والأغطية تكون غير مرتبة في أثناء النهار، وخصوصاً إذا كان المريض قلقاً، ولذلك فيمكنك تقديم المساعدة بترتيبها وبسطها عدة مرات في اليوم.

الاهتمام بوضع لوازم المريض في الأماكن المناسبة تزيد من راحته:
يتمكن المريض من خدمة نفسه بنفسه، في كثير من الأحيان إذا كانت الأدوات التي يحتاج إليها في متناول يده على منضدة مجاورة للسرير، ومن الجيد أن تكون المنضدة مخصصة لمثل هذه الحالات، بحيث تدخل إلى السرير ويستطيع أن يتحكم المريض فيها بسهولة، أما إذا لم يتوافر وجود تلك المنضدة فيمكنك وضع (صينية) على منضدة عادية بجوار السرير، وضعي كوب ماء على تلك (الصينية) أو المائدة، وإذا لم يتمكن المريض من رفع رأسه للشرب، فينبغي إعداد أنبوبة من الزجاج أو (البلاستيك) لذلك الغرض، ويغطى كوب الماء بفوطة من القماش أو الورق، ويغير الماء من وقت لآخر.
وينبغي أن تكون مناديل الورق في متناول يد المريض، حيث إنها ضرورية له، وتلقى بعد استعمالها في كيس من الورق يعلق في جانب السرير، ولا تنتظري حتى يمتلئ عن آخره لتغيريه.
وهناك أدوات أخرى يحتاج إليها المريض بالقرب منه كساعة صغيرة، وكتاب أو مجلة وورقة وقلم لمحبي الكتابة، وتدوين الأفكار والخواطر ومذياع من النوع الصغير الحجم الذي يمكن وضعه على المنضدة؛ حتى يسهل على المريض إدارته أو وقفه بحسب رغبته، إذ إن ذلك النوع أفضل من المذياع الكبير الحجم، الذي لا يتمكن المريض من تشغيله، كما أن وجود الساعة إلى جوار المريض يفيده في مراقبة الوقت، فقد يحتاج إلى تتبع مواعيد الأكل أو انتظار الزوار.
ولا يفضل وضع سلة أو طبق مملوء بالفاكهة على المنضدة التي بجوار سرير المريض، حيث إن الروائح المميزة لبعض الفواكه قد تسبب مضايقة للمريض إذا وضعت قريبة منه، ويكتفى بوضع واحدة من الفاكهة على طبق في متناول يده.

قد يحتاج المريض إلى من يطعمه:
يحتاج الأطفال الصغار إلى من يطعمهم، كما قد يكون المرضى الأكبر منهم سناً في حالة من الضعف، بحيث لا يتمكنون من إطعام أنفسهم بأنفسهم، ورحابة الصدر هي أول ما تتطلبه مساعدة هؤلاء الأشخاص، عند القيام بإطعامهم، فيجب أن يكون ذلك ببطء، ولهذا فإنه سيستلزم وقتاً طويلاً، ولا تحاولي الإسراع لإنهاء الوجبة.

 

JoomShaper