محمد السيد عبد الرازق
1. التقنيات الحديثة:
لقد باتت التقنيات الحديثة أمرًا ضروريًّا في الحياة، حيث أصبح العالم مجتمعًا للمعرفة، وهو المجتمع الذي (يقوم أساسًا على نشر المعرفة وإنتاجها، وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، وصولاً إلى إقامة التنمية الإنسانية) [تقرير التنمية الإنساني العربي 2003م، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ص(39)، بتصرف واختصار].
مميزات الحاسب الآلي والإنترنت في التعليم:
1. وسيلة إيضاح سهلة تساعد الطلبة في فهم دروسهم وإدراك المعلومات بأسلوب مشوق وممتع.
2. الحصول على معلومات متعلقة بالمواد الدراسية بوسيلة سهلة وميسرة.
3. تعلم الطلبة لعلم الحاسوب يفيدهم في حياتهم العلمية المستقبلية ليكونوا بناة فاعلين آخذين بمعطيات العصر.
4. التعرف على أحدث التقارير والدراسات والإحصاءات في مختلف المجالات.
5. الاستفادة منها في عمل الأبحاث العلمية.
أضرار التقنيات الحديثة:
وبالرغم من كون الحاسب الآلي والإنترنت والتقنيات الحديثة وسيلة هامة؛ إلا أنها سلاح ذو حدين، فقد تصيب مستخدمها بأضرار؛ من أبرزها:
1. وجود بعض المواقع غير الأخلاقية التي تفسد الجانب الأخلاقي للأفراد.
2. إضاعة الأوقات فيما لا ينفع، كضياع الساعات العديدة في الترفيه أو مجرد تصفح بعض المواقع غير الهامة على شبكة الإنترنت.
3. التعرف على صحبة السوء، عن طريق برامج المحادثات أو Chat.
4. إشاعة الخمول والكسل؛ نتيجة الجلوس لساعات طويلة، وإهمال ممارسة الرياضة والحصول على الغذاء السليم.
نصائح للاستفادة من التقنيات الحديثة:
1. حدد مادة دراسية تحبها، وقم بالاستزادة من المعلومات فيها من خلال إعداد بحث في جزء من تلك المادة، ثم اعرض هذا البحث على معلمك، واستفد من نصائحه وتقييمه.
2. احرص على حضور الدورات التي تقدم تدريبًا على استخدام الحاسب الآلي، وأهم ذلك ثلاث دروات: دورة في برنامج windows7، ودورة في برنامج Microsoft office word، ودورة في التعامل مع شبكة الإنترنت.
3. اجعل من جهاز الكمبيوتر صديقك الشخصي، فداوم على استخدامه في تلخيص دروسك ومذاكرتك.
4. أطفئ الجهاز مبكرًا لتخلد إلى نوم كافٍ؛ كي تستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر، والذهاب إلى مدرستك في الموعد المحدد.
5. ابتعد عن غرف الدردشة Chat؛ فهي مضيعة للوقت ومزلة أقدام يقع من خلالها الشباب في كثير من المعاصي.
2. للتركيز نصيب:
أ. اجعل من بيئتك المحيطة دافعًا لك إلى التركيز:
·رتب مكان دراستك، أو حجرتك؛ فكلما كان المكان الذي تجلس أو تدرس فيه مرتبًا، كان ذلك مدعمًا لتركيزك.
· في أثناء حديثك مع الآخرين اجعل اهتمامك وانتباهك منصبًّا على فهم ما يقولونه، ولا تجعل ما يلبسونه أو ما يحملونه معهم يشتت ذهنك.
· قم بتجهيز كل ما تحتاج إليه في العمل من الأدوات والآلات قبل البدء فيه، فإن قطعك العمل من أجل جلب هذه الأدوات؛ يشتت انتباهك ويضعف تركيزك.
ب. اجعل صحتك أفضل؛ فالعقل السليم في الجسم السليم:
1. إذا شعرت بالإجهاد فتوقف عن الدراسة، وخذ قسطًا من الاسترخاء.
2. إذا كنت تشعر بالخمول فجدد التهوية في موقعك، وتحرك قليلاً من مكانك، أو مارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة لبضع دقائق.
3. بادر بعلاج ما تعاني منه من مشكلات صحية.
4. اعطِ نفسك قدرًا كافيًا من الراحة قبل بدء التفكير وممارسة العمل.
5. لا تبدأ التفكير في المسائل المهمة بعد تناول الطعام مباشرة، ولا أثناء الجوع الشديد والظمأ المفرط [حتى لا تكون كلاًّ، عوض القرني، ص(75-77)].
ج. تدرب على التركيز:
1.تدرب على التركيز في المذاكرة؛ بأن تحدد لنفسك كل يوم ساعة تذاكر فيها بتركيز تام، ودون الاستجابة لأي تشويش خارجي.
2. قم بالتدريب على الآتي:
· ركز على صورة معينة لفترة طويلة نسبيًّا.
· اغمض عينيك، وحاول أن تتذكر كل شيء عن هذه الصورة.
·افتح عينيك وانظر كم استطعت أن تحصل من تفاصيل في ذهنك.
· كرر التدريب مع صور أخرى، وحاول أن تزيد من تركيزك مع الوقت.
د. تمرين وترفيه:
اعطِ لكل واحد من أصدقائك قلمًا وورقة، واطلب من كلٍّ منهم أن يكتب على الورقة قائمة بما يلي: 1- اسم رجل، 2- اسم امرأة، 3- اسم حيوان، 4- اسم جماد، 5- اسم نبات، 6- اسم بلد، 7- اسم شخصية إسلامية مشهورة.
ثم بعد ذلك اختر حرفًا من الحروف الهجائية، وليكن مثلاً حرف (م)، وليحاول كل واحد فيكم أن يملأ هذه القائمة بسبع كلمات، كلٌّ منها يبدأ بحرف (م)، مثال: اسم رجل: مصطفى، اسم امرأة: مريم، وهكذا.
والفائز هو من ينهي القائمة أولاً، فهذه اللعبة تمرين مثالي على التركيز، وفي نفس الوقت هي لعبة مشوقة، جربها.
فوائد التركيز:
1. زيادة الإنتاج على كافة الأصعدة: الإنتاج المادي والثقافي والاجتماعي والديني والسياسي... إلخ.
2ـ تحسين نوعية الإنتاج بأشكاله المتعددة المذكورة آنفًا نتيجة التركيز على تحسين تلك النوعية، واستغلال الوقت، والتفكير لتطويرها.
3ـ اختصار الوقت اللازم للإنتاج والذي كان يذهب هباءً قبل ذلك نتيجة التشتيت وعدم وضوح الرؤية.
4ـ زيادة الثقة بالنفس؛ فالإنسان المنتج الذي يتمكن غالبًا من تحقيق أهدافه لا بد أن يشعر بالفخر والثقة بنفسه لتسلسل نجاحاته.
5ـ تعزيز راحة البال والهدوء في النفس والطمأنينة؛ لأننا نعلم أننا قادرون على التحكم بأنفسنا والسيطرة عليها.
6ـ إنجاز الأهداف المرجوة وتجاوز حدود القدرات والظروف بسبب المثابرة العقلية والتركيز والتصميم على النجاح والتميز والإبداع.
وقبل الختام نذكرك أخي الشاب بالأشياء التي تجعلك سعيدًا في حياتك:
3. قواعد السعادة والنجاح:
· اذكر نعم الله عليك:
كما أمر الله تعالى: { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:9-١١]، فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها، حتى ولو كان العبد في حالة ابتلاء، فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه التي لا يحصيها العد، وبين ما أصابه من مكروه؛ لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة [الوسائل المفيدة للحياة السعيدة، الشيخ السعدي، (1/7)].
· افهم الآخرين:
من أهم الأمور التي تعينك على كسب الآخرين ومشاركتهم بهجة هذه الحياة هي أن تنظر إلى الأمور من وجهة نظرهم هم، وليس من وجهة نظرك أنت، ولكي تحوز هذا الكنز، عليك أن تنصت إلى الآخرين إنصاتًا فاعلاً، فكما يقول بعض السلف: (الصمت يجمع للرجل فضيلتين: السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (3/111)].
· التعاون المثمر:
فالنجاح كل النجاح في التعاون والتكاتف، والفشل كل الفشل في الفرقة والتنازع، ويوم أن آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، كان الأخ يؤثر أخاه بكل شيء، حتى قال ابن عمر رضي الله عنه: (أتى علينا زمان؛ وما يرى أحد منا نفسه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم) [مجمع الزوائد، الهيثمي، (10/508)].
· وبالوالدين إحسانًا:
إنها وصية الله وأمره: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} [الإسراء: ٢٣]، هل يمكن لأي إنسان أن يعيش حياة هانئة مستقرة، فيشعر بالسعادة، ويحقق النجاح، دون أن تكون من نصيبه دعوات أبوية صادقة بالنجاح والتوفيق؟ وهل هناك لذة تعدل لمسة أُمٍّ حانية على رأس ولدها بعد أن لثم يدها وهي تدعو له ربَّ الأرض والسماء بالتوفيق والهناء؟
قصص الناجحين:
1- قال أحد الذين رافقوا الإمام ابن باز من الطائف إلى الرياض برًّا: (لما صرنا في منتصف الليل بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً؛ قال لمرافقيه: يبدو أننا تعبنا، قفوا لننام في الطريق، فتوقفنا، فما لامست أقدامنا الأرض إلا وأخذنا النوم، والجيد منا من صلى ركعة أو ثلاث قبل أن ينام، فشرع الشيخ في الصلاة فاستيقظ الذين كانوا معه قبل الفجر، فإذا بالشيخ لا زال يصلي!) [ابن باز ... الفاجعة، المنجد، ص(8)].
2- الصحابي الجليل الشاب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، قال عنه الإمام مجاهد: (كان عبد الله بن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود، وكان يقول: ذلك من الخشوع في الصلاة) [حلية الأولياء، أبو نعيم، (1/177)].
قال عبد الله بن أبي سليمان: (كان علي بن الحسين إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة، فقيل له: ما لك؟ فقال: تدرون بين يدي من أقوم، ومن أناجي؟) [سير أعلام النبلاء، الذهبي، (4/392)].
المصادر:
· تقرير التنمية الإنساني العربي 2003م، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
· حلية الأولياء، أبو نعيم.
· سير أعلام النبلاء، الذهبي.
· إحياء علوم الدين، الغزالي.
· الوسائل المفيدة للحياة السعيدة، الشيخ السعدي.
· حتى لا تكون كلاًّ، عوض القرني.
شاب يعيش عصره
- التفاصيل