نورة قاعد السبيعي
مشروع اختبار القدرات مـن قبل المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي مـن المشاريع التي اكتسبناها مـن الدول المتقدمة التي فرضتها علـى أبنائها بعد تهيئتهم لها.
وذلك بعدما خاضت تجارب عديدة للوصول إلى نتيجة يتحقق مـن خلالها رفع مستوى أبنائها وهيأتهم إلى الأخذ بأفضل النتائج التي ترفع مـن المستوى التعليمي، حتى وصلت بهم إلى مراحل متقدمة؛ فتولد لديهم قناعة تامة للأخذ بهذا المشروع.
وهذا الاختبار يقدم لخريجي الثانوية العامة ومدته ثلاث ساعات، يقدم باللغة العربية ويقيس القدرة التحليلية والاستدلالية لدى الطالب وذلك في جزأين أحدهما لغوي والآخر كمي رياضي. وهذه القدرة بطبيعتها تبنى مع الإنسان يوما بعد يوم، مـن خلال المواقف والتجارب التي يواجهها في حياته العامة، سواء داخل المدرسة أو خارجها، فمن إيجابياته يقيس القابلية للتعلم بصرف النظر عن براعته الخاصة في الموضوع نفسه، فهو يقيس:
1. القدرة على القراءة بفهم وعمق.
2. فهم التعابير في سياق القراءة.
3. القدرة على إدراك العلاقات المنطقية.
4. القدرة على حل المسائل بمفاهيمها الرياضية الأساسية.

إلا أن المعنين الذين اقروا تطبيق هذا المشروع في المملكة العربية السعودية، أقروه قبل تهيئة أبناء هذا الوطن ومعلميهم مـن جميع الجوانب، فأصبح طلاب وطالبات الثانوية العامة وأصبح المقبلون علـى التقديم علـى الجامعات يعلمون بأنه لـم يعد هناك ما يحميهم مـن الإخفاق في الحصول علـى فرصة القبول، فالمعدل والنسبة فـي مراحلهم الدراسية لا يضمنان لهم القبول كما في السابق، وإنما مقدار النجاح الذي يحرزه المتقدم فـي اختبار القدرات هو التقييم الحقيقي الذي يمكّن الطالب مـن الحصول علـى فرصة التعليم العالي.
وقد وجد ذلك النوع مـن الاختبارات التي تقيس قدرة الطالب علـى الإلمام بالكثير مـن المعلومات والرفض لمن حقق نسبة كبيرة في الثانوية العامة، ويأمل الاستحقاق للدخول دون النظر لاختبار القدرات فيما وجد البعض ممن لـم يستطيع أن يحقق نسبة الحصول عـلى أعلى الدرجات في ذلك النوع مـن الاختبارات وسيلة تمكنه مـن الحصول علـى مقعد في إحدى الجامعات.

فهل استطاع اختبار القدرات أن يسهم في تمحيص المتقدمين للجامعات؟ وهل أسهم  في تشكيل الإيجابيات أم تكريس السلبيات؟
أنا لست ضد فكرة الاستفادة مـن المجتمعات المتقدمة ولكـن وفق المعقول؛ فالهدف مـن هذا الاختبار تنميه العقل وتحقيق النجاح، وليس التسبب بالبطالة وتحقيق الفشل، وبالتالي عدم اجتياز هذا الاختبار أو اجتيازه بنسب متدنية.
أليس مـن الصعب علـى الطالب تقبله لفكرة أن النصيب الأكبر مـن هذه النسبة تعتمد علـى القدرات، فلو أصبح العكس والنصيب الأكبر منها يعتمد علـى مجهوده ودراسته وتكون القدرات تحصيل ثقافي وبنسبه أقل لكان أفضل، فنحن نريد اختيار أفضل الأساليب لتخريج أبناء مسلحين بالعلم، نافعين لهذا الوطن.

JoomShaper