للأسف الشديد كثيرون منا ينظرون إلى الماضي بتحسر، ويصفونه بالزمن الجميل، وعندما ينظرون إلى الحاضر يصابون بالاكتئاب، ويتهمون شباب اليوم بانه مستهتر وضائع وغير جدير بتحمل المسؤولية.

لكن لو تمعنوا في شباب هذا الجيل المظلوم، لوجدوا أن كثيرا منهم ينتمي إلى الزمن الجميل الذي عاشه البعض من قبل ويتحسر عليه ويقول انه انتهى وراح بلا عودة، لكن هؤلاء القوم السوداويين تتجه أعينهم تلقائيا إلى شريحة من الشباب الذين تتسم تصرفاتهم باللهو والعبث والاستهتار والتهور، ويتجاهلون الشباب الملتزم والمحترم والخلوق.

فوسط هذا الركام الهائل من رماد الفضائل التي احترقت قربانا للفوضى التي ضربت بأطنابها في كل ميدان في كل مكان، سنجد شبابا ذا همة ومسؤولية وجادين يعملون بصمت، ينهلون من العلم ولا يسلط عليهم الضوء، يبدعون في مجالات كثيرة ومتنوعة في هدوء.. أليس هذا كله سمات لزمن جميل أيضا؟ لجيل واعٍ يضم الكثير من الشباب والفتيات والرجال والنساء، لهم أفعال أصيلة وصفات كريمة نظنها قد اندثرت وراحت مع زمن انقضى ومضى.

إننا بارتداء نظارتنا السوداء نحكم على هذا الجيل بالفشل، بل نظلم البعض الناجح الملتزم منهم، وهم كثر، الذين يعيشون ويبدعون ويعملون في صمت.. فلنأخذ بيدهم ونسلط عليهم الضوء ليكونوا قدوة لشريحة أخرى غررت بها المدنية والتطور التكنولوجي والتشبه بسلبيات الغرب لا بايجابياته.

JoomShaper