المصدر: "النهار"
يبكي ويشكو من آلامٍ لا يعلم مصدرها، لكنه في الواقع لا يشكو من أي مكروه. هي حالةٌ تصيب بعض الأولاد عادةً في مرحلة الطفولة، حيث يلجأون الى لفت النظر والاستعراض من خلال التظاهر في أنهم يعانون مشكلةً صحيّة أو أن أحد أصدقائهم قام بأذيّتهم وضربهم وايلامهم. القطبة المخفيّة في المسألة عادةً ما تتمثّل بسعي هذا النوع من الأطفال وراء لفت الانتباه والاستحواذ على كامل الاهتمام من الأهل، خصوصاً في حال وجدوا أن أحداً ما يسرق منهم هذا الاهتمام. لكن التفصيل الأكثر أهمية في الموضوع، أن لجوء #الولد الى هذه السلوكات في عمرٍ صغير ينعكس بشكلٍ مباشر على شخصيّته وطبيعته وطريقة تعامله من الآخرين. وبالتالي ضرورة معالجة المسببات وتفادي نتائجها من خلال استخدام الاستراتيجيّات التاليّة:
- التخلي عن جميع مظاهر التمييز بين الأشقاء
يستخدم الطفل عادةً اسلوب لفت الأنظار السلبي حين يجد أن أهله يهتمون بمولودهم الجديد على حسابه. لكن تصنّعه الألم والمرض من شأنه أن يؤثّر في هذه الحالة على وضعه النفسي ويجعله أسير هواجس الغيرة التي تصيبه ما ينذر بنتائج سلبية على صعيد الحياة العائليّة. من المفضّل في هذه الظروف الحرص على اظهار العاطفة للولد البكر وتقاسم الاهتمامات بين الأم والأب لصالح الطرفين ما يساهم في اضفاء نوع من المساواة خصوصاً أن الأولاد لا يدركون حاجة الأطفال الرضّع الى عناية خاصّة.
- تبيان خطورة التصنع بالألم للولد
من الضروري أن يعي #الولد أن ما يفعله نوعٌ من انواع الكذب والمكر والخداع، وان هذه الطريقة في التصرف تنعكس سلباً عليه بالدرجة الاولى خصوصاً في حال عانى يوماً من ألمٍ حقيقيّ ما يصعّب عملية التمييز بين الهزل والجدّ. ولا بد في هذه الحالة من اللجوء الى الحوار البناء لتلقينه أسس التصرّف الحسن. ومن المستحسن أن يعي أن ما يقوم به يجعله مصدراً للشكوك ويزعزع ثقة الآخرين بأقاويله. سرد كلّ هذه التفاصيل من طريق قصّة هادفة خطوة يعوّل عليها لأن تماثل الأطفال مع شخصيات القصص الخيالية النبيلة وتأثّرهم بالحكم يجعلهم يبتعدون عن أي سلوك يصوّرهم كأشخاصٍ سلبيين.
- تحقيق المطالب يجب أن لا يرتبط بالضغط المعنوي
لا بدّ أن من أبرز الأسباب التي تدفع الأولاد الى التظاهر بالألم والمرض هي سعيه لتحقيق مطالبه الشخصيّة واستعطاف أبويه خدمةً لهذه الغاية. من هنا على الأهل أن يعوا أن تحقيق ما يريده الولد في هذه الحالة هو أكثر الأمور الخاطئة التي تؤدي به الى اعتماده الدائم عليهم وعدم تحمّله المسؤولية تجاه نفسه مستقبلاً. واذا كان الحرمان المادي هو السبب الرئيسي الذي يدفعه الى هذه الممارسات، فمن الضروري اذاً تلبية حاجاته واشباعها لكن دون ربط المسألة بالضغط المعنوي الذي يفتعله #الطفل بهدف الحصول على ما يريد.