شيخة بنت جابر
هل فكرنا في يوم من الأيام أن نسمع ما بداخل عقول أطفالنا؟ ونفكر في الذي يريدونه منا كوالدين؟
هل تأملنا وجوههم البريئة وهم نائمون؟ عن يومهم الذي أمضوه؟ هل حققوا فيه أهدافهم، وأشبعوا رغباتهم من حب الاستكشاف، واللعب، والانطلاق!
دعونا نجول في أذهان أطفالنا، ونفكر فيما يدور في عقولهم، ونحاول تحقيق تلك المشاعر والاحتياجات الأساسية لديهم وتلبيتها لهم بشكل إيجابي مما يساهم في تربيتهم التربية الصالحة.
إن بداخل كل طفل، صوت يقول: (أمي/ أبي خذا بيدي ونميا مواهبي منذ صغري، لأصبح فرداً منجزاً في وطنه، لأصبح فرداً مبدعاً في تخصصه، لأصبح ولي أمر مهتماً في تنمية مواهب ذريته كما تم الاهتمام في تنمية مواهبي).
إني أرى أن بداخل كل طفل صوت آخر يقول: (أريد أن أعيش في منزل يملؤه الحب، والمودة، أريد من والدي أن يكثروا من تقبيلي وإشباعي بالعطف والحنان من خلال ضمهم لي يومياً).
وربما كانت أهداف بعض الأطفال أن يلعب معهم والداهما، ويستقطعا لهم بعض الوقت وجعله وقتا أساسيا للجلوس معهم مما يزيد لديهم الراحة النفسية وينعكس على سلوكياتهم مع إخوتهم وفي مجتمعهم).
في حين كانت أمنية طفل آخر تتردد كل يوم في ذهنه، أنه يتمنى من والديه أن يعاملوه بلطف وهدوء، فقد غلب على والديه طابع الصراخ كلما فعل أمراً خاطئا.
يردد ويقول: يكفي صراخ أريد أن أعيش طفولتي بأمن واطمئنان.
وهذا طفل آخر يرى كثرة انشغال والديه بالأعمال خارج المنزل وحال عودتهم قدموا لهم الهدايا واشتروا لهم أجمل الثياب لكنهم انشغلوا بالهواتف النقالة عنهم بقية اليوم، فكم تمنى هذا الطفل لو لم يقوموا بشراء تلك الحاجيات ولكنهم شروا لهم وقتاً واستقطعوه لهم ليتمتعوا بمجالستهم والحديث معهم! فما فائدة تلك المشتريات إن كان الطفل يفتقر للاهتمام والعناية!
همسة تربوية: ذرياتنا هم المشروع الحقيقي لنا في هذه الحياة، حيث إنهم يعدون أهم استثمار لا بد من الاهتمام به ورعايته حتى يترك بصمة إيجابية للدين والوطن، فلا نحرمهم من تفريغ أنفسنا لهم والصبر على تربيتهم.;