أبواب- رزان المجالي
يصادف عادة بدء العام الدراسي في نهاية فصل الصيف وحلول الخريف والذي يعد هذا طقسا مثاليا لانتشار الفيروسات المسببة للمرض، وعادة ما تزيد البيئة المدرسية من الإصابات بالمرض نتيجة وجود الأطفال في مجموعات كبيرة بها، يتعرضون خلالها للعديد من مسببات المرض من جراثيم وغيرها من مقومات العدوى.
وأضافة إلى عوامل الطقس المساعدة فإن عدم التزام الاطفال بالضوابط الوقائية مثل نظافة اليد واستخدام أدوات خاصة بكل طفل بالإضافة لارسال الوالدين للمدرسة بالرغم من ظهور أعراض مرض الطفل ويرجع ذلك الى سببين .لحرصهم على مواظبة الطفل على التواجد في المدرسة يوميا حتى لا يفقد دروسه.
ولعدم وجود من يعتني بالطفل خاصة في أسرة تعمل فيها الأم أيضا، وارتباطها بمواعيد هامة للعمل، وفي الحالتين التصرف خاطئ جدا ويؤثر على صحة الطفل بالسلب بل وستزداد مدة تغيبه من المدرسة.

ومن أكثر الأمرا
التي تزداد مع حلول المدرسة
نزلات البرد والانفلونزا وهي الاكثر إنتشارا بحيث تمثل 5% من زيارات طبيب الأطفال خاصة ما بين الثانية والخامسة من العمر، ويزداد الأمر حدة مع اطفال الحضانات، وتصل نسبة تكرار الإصابة 6 إلى 8 مرات خلال العام الدراسي. واكثر العوامل التي تسبب انتقال الفيروسات هذه هو اللمس
فوفقا لدراسة أجريت في جامعة بيركلي يعتبر اللمس عامل أساسي في انتقال الفيروس، إذا سجلت خلال ساعة 16 لمسة للأطفال على وجوهم بالإضافة
للعطس، والسعال، والضحك. ويوصي اخصائي طب الاطفال د. فرات كريشان بأهمية مطعوم الانفلونزا والذي غالبا ما يفضل ان يعطي خلال هذه الفترة من السنة ، حيث انه يقي ويخفف بشكل كبير من اعراضها المزعجة والذي يعطى للأطفال ابتداء من الشهر السادس من العمر.
فيروس الكبد أ
ينتشر بين طلاب المدارس حيث إن التهاب الكبد الفيروسى (A) يبدأ بشكل مفاجئ وأهم أعراضه الحمى وغثيان وفقدان للشهية واصفرار فى الوجه والعينين ويستمر المرض لعدة أسابيع، والعدوى تنتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق تلوث الطعام أو الماء، وحضانة المرض من 15-50 يوماً، والإصابة أيضاً تترك مناعة دائمة ضد المرض، والعلاج يكون عن طريق أخذ اللقاح المضاد للإصابة بالمرض والابتعاد عن الأطعمة الملوثة.
مرض التيتانوس
والمعروف طبياً بالكزاز وهو من الأمراض المنتشرة بين الطلبة فى المرحلة الابتدائية نتيجة تعرضهم للجروح أثناء اللعب إلا أنه من الأمراض التى يمكن تجنبها بأخذ الحقنة الواقية .. وجدير بالذكر أن أعراض التيتانوس تبدأ بتشنجات وتقلصات عضلية مؤلمة ويؤدى إهمالها إلى الموت حيث إن حضانة المرض من 4-21 يوماً ويمكن تجنب المرض من خلال اللقاح حيث تعطى حقنة للأطفال فى شهرهم الثانى والرابع والسادس والثامن عشر كما تعطى جرعة منشطة قبل دخول المدرسة ثم فى سن العاشرة.
الديدان والطفيليات:
يجب أن تهتم الأم بعلاج الديدان والطفيليات، والوقاية منها بالتنبيه على الطفل بضرورة الحذر عند استخدام دورات المياه غير نظيفة، أو تناول أطعمة ومشروبات وحلوى ملوثة من الباعة الجائلين المنتشرين أمام المدارس. وأهم أعراض الإصابة بالديدان سوء الهضم، القئ، انتفاخ فى البطن مع الإسهال أو الإمساك، مغص يومى شديد، وإنيميا.
التهاب الغده النكافية
تتشابه أعراض الغدة النكافية مع أعراض الأنفلوانزا، حيث تبدأ بارتفاع في درجة الحرارة وسعال وعطس وآلام في الجسم، ثم تتورم الغدة في جانب واحد فقط من الوجه، وأحيانا تنتقل العدوى إلى الغدة الأخرى، ويؤدي ذلك إلى آلام شديدة في الفك، تصعب معه عملية المضغ والبلع. وهنا يوصي الطبيب «علاء جبر» بأهمية الراحة التامة وعدم بذل أي مجهود وملازمة الفراش، وينصح كذلك أن يكون الأكل مسلوقا والإكثار من السوائل وفيتامين سي، ومن المفضل تناول بعض المسكنات لتخفيف آلام الفك،.و للوقاية يجب الابتعاد عن المصابين بالمرض، لأنه ينتقل بالرذاذ، لذلك ينصح بتفادي الأماكن المزدحمة، وعدم استخدام أدوات المصاب، والحصول على تطعيم الفاكسين ويطلق عليه M.M.R، للأطفال من سن عام واحد تفاديا للأصابة بالفيروس.
الحصبة
أهم أعراضها الحمى، التي تستمر لمدة تصل إلى أربعة أيام، وتبدأ بمنطقة الرأس قبل أن تنتشر لتشمل معظم الجسم، هذا بخلاف السعال والزكام والتهاب ملتحمة العين، وطفح جلدي يبدأ بعد عدة أيام من الحمى، مما يسبب حكة شديدة تؤدي لتغيير لون الجلد إلى البني الغامق، قبل أن تختفي. وتكمن الوقاية في العمل على تقوية مناعة الطفل والحصول على التطعيمات المناسبة والتزام بمواعيدها المحددة، وفي حالات الإصابة ينصح بملازمة الفراش طوال مدة المرض، على أن يقتصر الغذاء على السوائل وتخفيف وتقليل درجة الإضاءة ويجدد هواء الغرفة من حين لآخر، مع تناول الدواء.
حشرات الشعر
من أكثر الأمراض التي تنتشر بين الأطفال في المدرسة فهي تنتقل من الطفل إلى الآخر بمجرد حك فروة الرأس والمشاركة في اللعب وهذه الحشرات صغيرة الحجم للغاية تعيش في فروة الرأس وتضع بيوضها فيها وقد يصل الأمر مع الطفل إلى الإصابة بفقر الدم في حالة عدم علاجها.
التهاب العين
الطفل قد يصاب بالتهاب صديدي في عينيه وأعراضه عبارة عن إحمرار شديد فيهما مع حدوث تورم في الجفنين قد تصل في بعض الأحيان إلى عدم مقدرة الطفل على فتح عينيه وخروج إفرازات صديدية صفراء اللون أو خضراء وهذا المرض يكون شديد العدوى وينتقل بسهولة عن طريق اللمس أو استخدام أدوات الآخرين أو النوم في نفس الفراش.
الوقاية خير من العلاج
وفي هذا الصدد يؤكد الطبيب محمود المصري ان الوقاية من الامراض يعد امرا ضروريا يقع على عاتق المدرسة وذلك من خلال التركيز على تذكير التلاميذ بالإجراءات الصحية بشكل متكرر ودوري وتشمل نظافة الملابس ونظافة الأدوات ونظافة المرافق الصحية.
أما من ناحية الأهل فعليهم الإهتمام بتغذية الطفل تغذية صحية وسليمة وذلك لرفع كفاءة الجهاز المناعي وفى حالة الإصابة بمرض معدِ لابد من إعلام المدرسة بذلك ،والافضل التزام البيت. .
كما ينصح د. المصري بضرورة تناول الطفل للأطعمة المفيدة والغنية بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم والصحة، والتأكد من غسيل الأطعمة التى تؤكل نيئة بشكل جيد، كذلك التأكد من أنه يتناول كميات وفيرة من العصائر الطبيعية والمياه، إذ إن هذا سيساعده على التخلص من الأمراض.
ومن الضروري ايضا التأكد من غسل الطفل ليديه قبل تناول الطعام وبعده، مع إرشاده إلى أهمية غسل اليدين بالصابون قبل وبعد استخدام دورة المياه. وتوفير الأجواء المناسبة والسليمة له، وذلك عبر الحرص على تهوية المنزل، ما سيؤدّى إلى تقليل فرص إصابة طفلك بالعدوى والأمراض البكتيرية والجرثومية.
وتعد ممارسة الرياضة بحسب الدكتور» المصري» بشكل يومى منتظم، ولو لدقائق محدودة، ضرورية حيث أنها تحمى الجسم من الإصابة بعديد من الأمراض.
ولتجنب الاصابة بالعدوات قدر الامكان يفضل وضع أكياس من المناديل المبلّلة ذات الخواص التعقيمية المطهرة فى حقيبة طفلك، مع ضرورة استخدامها قبل تناوله للوجبة المدرسية، ليتخلّص من الجراثيم والبكتيريا التى تعلق بيديه، ويتجنب فكرة إصابته بالتلوث وما تصحبه من أمراض ومشكلات صحية مختلفة.

JoomShaper