أحمد يوسف المالكي

التواصل لغة الأمان بين الطفل والأبوين، فدون التواصل لن يحظى الطفل برعاية كاملة، ويفتقد التوجيه والنصح والحوار والتفاعل والاهتمام في زمن طغت فيه الملهيات التي صرفت الطفل عن التواصل والاقتراب أكثر من محيط الأسرة، حيث أصبح تفاعله فقط في محيط ألعابه وأجهزته التي تشبع حاجاته.
والسؤال المهم: هل الطفل بحاجة إلى تواصل آمن أم يكفي فقط أن نرميه في نطاق التواصل مع الملهيات دون الحاجة إلى وجود الأبوين؟
الإجابة بالطبع "نعم"، فالطفل بحاجة إلى سلسلة مترابطة من أساليب التواصل التي تساعده على صناعة عقله ونضج تفكيره وتوعيته دينيا وثقافيا وتغذيته علميا وإشباعه عاطفيا.
فالحاجة إلى التواصل ضرورة لا بد منها، فلا نتكل على طرق نظن أنها قد تساعد على التواصل وهي في الحقيقة لا تساعد! كمن يترك لأطفاله الحبل على الغارب ويحصر تواصلهم في الأجهزة الكفية والتلفاز ومواقع الإنترنت

والأصدقاء فقط.
إن قاموس التواصل الحقيقي الذي ينبغي علينا أن نسعى إلى تحقيقه مع أطفالنا يكمن في تواصلنا الآمن معهم، وتحقيق ذلك يكون عبر التواصل العاطفي الذي يحتاجه الطفل مثل كلمات الحب والاحتضان والتقبيل، وتواصل جسدي يكمن في لمس اليد والمسح على الرأس والاقتراب، وهذا يتطلب وجود الأب والأم جسديا وروحيا وقلبيا مع الطفل.
وتواصل لفظي نستطيع من خلاله إيصال الكلمات التي تحقق مبدأ التواصل مع الطفل كالعبارات الإيجابية التي تقدم له دافعا وتساعده على التفاعل، فعلى سبيل المثال: "أنا أجد فيك صفة التميز والإبداع في تحقيق هذا النشاط وأنا واثق في أنك ستنجزه"، "ما رأيك أن نلعب بهذه اللعبة التي تمنحنا الذكاء".
ومن المهم في هذا الزمن التركيز على التواصل الآمن عن طريق اللعب المفيد الذي يقدم نتائج إيجابية، والتقليل من استخدام الألعاب الإلكترونية والأجهزة الكفية، ولكن علينا أن لا نغفل جانب التواصل معهم في هذا الجانب بأن نثقف أنفسنا ونتعرف على الجديد دائما في هذا العالم التكنولوجي.
وفي النهاية لمن أراد حياة الأمان والاستقرار لأطفاله عليه بالتواصل الحقيقي معهم الذي يشبع حاجاتهم المتنوعة وتفتح لهم باب الرضا الذاتي والثقة بأنفسهم.;

JoomShaper