الدكتور صالح فخري العجلوني مستشار أول دماغ وأعصاب أطفال
من أمتع التجارب الحياتية التي يمر بها الوالدان هي رؤية ابنائهم ينتقلون من مرحلة الطفولة ومايصاحبها من نمو وتطور في كل مرحلة عمرية إلى مرحلة الشباب والاعتماد على الذات والاستقلال التام.
وكما هو معروف ان النمو يكون في مرحلة الطفوله وخصوصا في السنوات الخمس الاولى من عمر الطفل ولذلك يولي الاباء والامهات والمختصون أيضا اقصى اهتمامهم لهذه المرحلة ومن اهم مايجب على الوالدين متابعته هو التطور اللغوي والقدرة على التواصل والكلام لما له من دلائل مهمة سنتطرق اليها.
التطور اللغوي عند الاطفال يتدرج بتدرج المرحلة العمرية من القدرة على النطق سواء بكلمات مفهومة او غير مفهومه الى الكلام و التحدث بطلاقة للغة واحده او اكثر...
وهناك خلط شائع بين مصطلحي النطق والكلام وبعضهم لايدرك ان هناك فرقاً شاسعاً بينهما وسنقوم اليوم بتوضيحه.
النطق: المقصود به التواصل الشفهي وذلك باستخدام التعابير اللفظية والاحبال الصوتية والهواء لاصدار صوت (حرف أو كلمة).
الكلام: التحدث باللغة والتفاعل مع الاخرين وذلك عن طريق تبادل المعلومات او التعبير عن المشاعر والاحتياجات وقدرة الطرف الاخر على فهمها عبر نظام لغوي تستخدم في قواعد اللغة وتراكيبها الصحيحة المتفق عليها. او هي عملية استقبال المعلومات والتعبير عنها بطريقة مفهومه وقد يكون هذا التواصل إما لفظياً او غير لفظي او كتاب.
*بالرغم من الاختلاف بين النطق والكلام ولكن غالبا ماتكون هناك مشاكل متداخلة أي ان الطفل الذي يواجه صعوبات بالنطق سيكون من الصعب ان يتحدث ويعبر بشكل واضح ومفهوم وقد يوجد طفل آخر يتكلم جيدا ولكن لديه صعوبات في اتباع الاوامر وهكذا...
*كما أن هناك اسباباً عديدة لتأخر الاطفال في النطق أو الكلام فاخذها بعين الاعتبار لأنها قد تؤدي الى حدوث صعوبات في التعلم بالمستقبل وسنحاول حصرها في النقاط التالية:
1. مشاكل بالسمع: غالبا يصاحبها تأخر بالنطق لذلك ينصح دائما عند ملاحظة وجود مشاكل بالنطق او الكلام بفحص السمع عند الطبيب والتأكد من عدم وجود التهابات بالأذن أو أي مشاكل أخرى.
2. الولادة المبكرة قد تؤدي لأشكال متعددة من التأخر بالتطور والنمو ومن ضمنها تأخر النطق أو الكلام.
3. مشاكل الجهاز العصبي مثل: الشلل الدماغي- ضمور العضلات- اصابات في الدماغ تؤثر على العضلات المسؤولة عن النطق والكلام.
4. الاعاقة الذهنية: يعتبر أيضا من الاسباب المباشرة لحدوث مشاكل النطق والكلام
5. التوحد: من اهم الاعراض المبكرة لدى مريض التوحد عدم قدرته على التواصل بأي شكل مع الاخرين ومن ضمنها بالطبع التواصل بالكلام.
6. عيوب خلقية في التركيب التشريحي لتجويف الفم مثل: الشفاه الأرنبية – شق الحنك – قصر الثنية خلف اللسان short frenulum
7. Apraxia of speech (تعذر الأداء النطقي): هو اضطراب يعاني فيه الطفل من خلل في توصيل الاوامر بين اعضاء النطق وبين مركز الكلام بالدماغ.
8. الخرس الاختياري/ وذلك عندما يرفض الطفل اختياريا التحدث في حالات معينة رغم عدم وجود مشاكل عضوية مما يؤدي الى تأخر النطق والكلام.
9. قصور واهمال شديد في التواصل مع الطفل وذلك بعدم التحدث إليه او السماح له بالاختلاط مع الاخرين والتفاعل معهم او اساءة معاملته.
10. ترك الاطفال لفترات طويلة على الأجهزة الإلكترونية كالتلفاز والموبايلات والالعاب الاكترونية المختلفة.
كما اشرنا سابقا ان دور الوالدين مهم جدا لمتابعة تطور ونمو اطفالهم بشكل سليم ولذلك يجب ان يكون الوالدان على معرفة جيدة بالمراحل العمرية المختلفة ومايحدث من تطور للاطفال في كل مرحلة منها مع التأكيد على ان الاطفال يتفاوتون في تطورهم واكتسابهم المهارات لاسباب مختلفة لذلك يجب ان لا يشعر الوالدان بالهلع وعليهم مساعدة الطفل لاكتساب مفاهيم وكلمات ومعان جديدة مع الاخذ بالاعتبار في ان لا يتسببوا بدون قصد بالضغط النفسي على الطفل وجعله يشعر بالخوف او الاحباط لعدم قدرته على تحقيق توقعات والديه... كما انه سيكون من الجيد طلب المشورة من المتخصصين في مجال امراض الدماغ والاعصاب عند الاطفال والمتخصصين في مجال السمع والنطق والتخاطب.