أحمد يوسف المالكي
الأربعاء، 12 يوليه 2017 01:18 ص 9
هل أطفالنا مؤهلون للتفكير النقدي؟ الإجابة نعم، ولكن حسب طريقة التلقي والتعلم التي يأخذها الطفل ممن حوله، وكذلك حسب عمره وفهمه، فمنذ دخول سلسلة الأحداث المتتالية على دولتنا الحبيبة قطر بالأخبار الكاذبة والتلفيقات التي طالت الجميع، فإن مما لا شك فيه أن الطفل يتأثر بها، وتُحدث تشويشاً في عقله وتفكيره، فيصبح لا يفرق بين الحقائق.
وحتى لا يتفشى ذلك، أستمر في تأصيل تلك القواعد المهمة للطفل، مستغلاً هذه الأحداث التي أطلق عليها أنها إيجابية في إرساء قواعد التفكير النقدي عند الطفل، الذي يعد طريقة تساعده على التفكير السديد القائم على معرفة

الصحيح من الخطأ، فهذا النوع من التفكير لا يقتصر فقط على ذكر العيوب، إنما يبصره كذلك بالتعرف على جميع الأوجه لأي فكرة أو صورة أو إشاعة قد تصل إلى الطفل.
وأول بوادر التفكير النقدي عند الطفل هي كثرة الأسئلة عن هذه الأحداث ومدى صحتها، فكما هو معلوم، الطفل فطر على التساؤل فلا نمنعه من الطرح، بل نشجعه ونقدم له الإجابات بالأدلة والصور الواضحة، ونناقشه ببعض الأسئلة، مثل هل ما يحصل اليوم من كذب يصدقه العقل؟ ونأتي له ببعض الأمثلة كالصور الملفقة والأخرى الحقيقية، مستغلين ذلك في تدريب الطفل على التساؤل، وكشف الحقيقة حتى يفهم ويعي ما يدور.
ونقطة أخرى إن إدراك الطفل لمساوئ ومحاسن أي شيء يراه أو يلاحظه أو يقرأ عنه من أخبار، ينمي عنده قوة التفكير، ويكثر من إعادة الأمور إلى حقيقتها قبل اتخاذ أي قرار يشككه فيها.
والسؤال المهم ما الذي ينبغي علينا فعله كآباء ومربين لتنمية التفكير النقدي؟ بداية اتخاذ خطة التجاوب السريع لأي سؤال يرد في ذهن الطفل، والتدرب على مراجعة الإجابات والحقائق قبل إخبار الطفل بها، ثم توضيح المغالطات بأساليب مبسطة يتمكن من استيعابها، إضافة إلى تشجيعه على التعلم المستمر، وتحفيزه على التواصل مع المربين والآباء، وكذلك متابعة المواقع الحقيقية والأخبار من مصادرها الموثوقة.
أخيراً إن بتعليمنا الطفل أصول التفكير النقدي نكون قد حصنا الطفل وأمنا له الحماية من الإشاعات والأخبار الكاذبة.;

JoomShaper