أبواب - رزان المجالي
..أطفال في ربيع العمر..تبدو علاقتهم مع الناس والشارع ؛ علاقة محدودة بوجود الاهل ،عادة لا يفقهون شيئا من خبث الحياة، تلمس البراءة في كل سكناتهم وحركاتهم، ورغم كل هذا فهناك أياد تنتهك تلك البراءة وتتعدى على أجساد ومشاعر أولئك الأطفال دون أي شعور بالألم النفسي أو حتى تأنيب الضمير.
.. بين حال وآخر نسمع عن حكايات انتهاك عالم الطفولة ،وهي ما تحتاج الى توضيح وعرض ما فيها من مخاوف يمكن ان يتعرض لها الطفل في اي مكان.
تعريف التحرش
يعرف د. خليل الزيود مستشار العلاقات الاسرية ،التحرش بانه :ينطوي على عدة أنواع ومنها التحرش اللفظي، بما في ذلك التعليقات،والتهكم و التحرش الجسدي، مثل اللمس غير المرغوب فيه أو التقبيل.
وقلما يفصح الأطفال للكبار بالكلمات عن تعرضهم للاعتداء الجنسي أو مقاومتهم لمثل هذا الاعتداء ولذلك فإنهم عادة يبقون في حيرة واضطراب إزاء ما ينبغي عليهم فعله في هذه المواقف. ولتردد الأطفال أو خوفهم من إخبار الكبار بما جرى
معهم أسباب كثيرة تشمل علاقتهم بالمعتدي والخوف من النتائج إذا تحدثوا عن الأمر والخوف من انتقام المعتدي والقلق من ألا يصدقهم الكبار.
حماية مفتقدة
تكمن حماية الطفل من التحرش بحسب د. الزيود على عدة أمور منها :
تعليم الطفل الأسماء الصحيحة والعلمية لأجزاء الجسم المختلفة.
و التأكيد على خصوصية بعض أجزاء الجسم، وعدم أحقية الغير في رؤيتها أو لمسها.
واحترام خصوصية هذه الأجزاء أثناء التعامل أو اللعب معه.
بالإضافة الى ذلك:
يجب التأكيد على حقه في رفض التلامس مع أي شخص آخر طالما لا يشعر بارتياح تجاه ذلك، وعدم إجباره على تقبيل أوعناق الأقارب والأصدقاء طالما لا يرغب في ذلك. والأهم من ذلك سعي الأسرة لبناء روابط من الثقة المتبادلة بينكما، والتأكيد على إمكانية مناقشة أي موضوع كان، وأنه لا توجد أسرار بين أفراد الأسرة الواحدة.
ومن جانبه يوضح استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان د. أشرف الصالحي أن :الاعتداء الجنسي لا يصير فجاة، بل على مراحل:
أولها التودد و الإغراء، كالمشاركة في لعبة مثلا أو إعطاء الطفل الحلوى.
وقد يعرض المعتدي على الطفل مرافقته إلى مكان ظاهره برئ للغاية. ثم تأتي المرحلة التالية، و هي الإرهاب والتخويف ، حيث يستخدم المعتدي فيها مبدأ «السرية» و « عدم وجود خطأ بالفعل» و أن «الأمر مجرد لعبة».
وبعض المعتدين يلجأون الى العنف و الخشونة و القوة لإخضاع الطفل جنسيا لنزواتهم. و المرحلة الثالثة هي التفاعل الجنسي والإدمان حيث يتعود الطفل على السلوك الجنسي كما لو انه أمر عادي بما يشبه السلوك الادماني.
و أخر مرحلة هي السرية و تعزيزها حيث أنها الضمان لاستمرار السيطرة على الطفل ، فيقوم المعتدي يبذل كل ما في وسعه لإقناع الطفل بالعواقب الوخيمة التي ستقع إذا انكشف السر.
وقد يستخدم تهديدات شخصية ضد الطفل مثل إلحاق الضرر بمن يحب كأمه أو أخته أو أخيه ان أفشى السر.
مؤشرات نفسية وسلوكية
ويوضح د. الصالحي أغلب المؤشرات النفسية والسلوكية التي تظهر على الطفل ومنها إظهار الخوف أو الانزعاج أو رفض الذهاب إلى مكان معين أو البقاء مع شخص معين و إظهار العواطف و الانفعال بشكل مبالغ فيه أو غير طبيعي ، كذلك استعمال كلمات جنسية أو اسماء جديدة لأعضاء الجسم الخاصة بشكل مفاجئ والتصرفات الجنسية أو التولع الجنسي المبكر او الرفض و النفور التام لكل ما يتعلق بالجنس ورفض العواطف الأبوية التقليدية مثل العناق.
ومن المؤشرات أيضا ،مشاكل النوم على اختلافها والنكوص: مثلا مص الاصبع، التبول الليلي سلوكات التعلق الشديد أو غيرها من مؤشرات الخوف والقلق و التغير مفاجئ في شخصية الطفل كالعصبية المفرطة و الانفعال،ومنها ايضا المشاكل الدراسية المفاجئة والسرحان الهروب من المنزل سلوكيات ايذاء الذات مثل تعمد جرح المرفق و ممكن الأفكار الانتحارية الانسحاب الاجتماعي و العزلة تعاطي المخدرات او الكحول.
اما المؤشرات الجسدية فهي تتمثل في :
مشاكل في المشي أو صعوبة القعود، تمزق الملابس ، تلطخ الملابس الداخلية بالدم كذلك الإحساس بالألم أو الرغبة في هرش الأعضاء التناسلية والاصابة بالأمراض التناسلية ، خصوصا قبل سن المراهقة كالاتهابات البولية المتكررة.
كيف تعلم طفلك الحفاظ على سلامته مع الغرباء؟
يمكننا أن نرشد الطفل إلى بعض الاحتياطات على النحو التالي:
ألا يأخذ أي شيء من أي أحد لا يعرفه، وألا يتحدث مع الغرباء أو يرد على أسئلتهم دون إذن والديه.
• ألا يذهب لأي مكان مع أشخاص لا يعرفهم، وألا يركب سيارة مع أحد الغرباء أو يدخل منزله.
• أن يحرص على البقاء في مجموعات والسير في شوارع مزدحمة بالناس، وعلى الأبوين الحرص على عدم انفراد أحد بالطفل، خاصة الخدم والسائقين علمه كذلك قراءة نظرات العيون ونبرات الصوت.
ومن اساسيات الحماية ،علم طفلك إذا أراد شخص أن يتحرش به، أن يقف منتصبًا، وبصوت مرتفع وواضح أن يقول :
-“لا”.. وأن يجري ويصرخ طالبًا المساعدة من شخص كبير يثق به، وأن يستمر في إخباره بما حدث حتى يستمع إليه، وأن يذهب إلى غيره إذا لم يسمعه أو لم يصدقه.
وذلك حتى لا يؤذيه مجددًا ولا يؤذي غيره من الأطفال. أكد لطفلك أحقيته في حماية جسده، وأن تعرضه للإيذاء لا يعني أنه شخص سيئ، فهذا خطأ الشخص المعتدي ولا ذنب للطفل في ذلك. واحرص على أن تبني مع طفلك علاقة قائمة على الحب والصداقة، وعوّده على رواية أي موقف يحدث له بالتفصيل دون عقاب أو زجر.