أحمد يوسف المالكي
كلنا ذلك الإنسان الذي يبحث عن جماليات الحياة التي تُشعره بالسعادة وتمده بالطاقة الإيجابية، وتجعله يعيش ضمن دائرة آمنة بعيدة عن النكد، وفي المقابل يبحث الطفل عن الأمر نفسه من ترفيه وراحة بال! ولكن في الحقيقة هل يجد ما يبحث عنه؟ وهل البيئة تساعده على إيجاد الجماليات من منظور الطفل نفسه؟
بداية إن مفهوم جماليات الحياة التي يسعى الطفل للبحث عنها موجودة في ألعابه وحياته الترفيهية، ولكن في الحقيقة لا يتحقق ذلك دائماً! فهو يحمل مشاعر متنوعة، ولديه احتياجات مختلفة، تساعده على تحقيق السعادة في

حياته، فمن القصور أن يعلق الآباء سعادة الطفل على المرح فقط، وينسوا جوانب مهمة هو بحاجة إليها.
وعند العودة للإجابة عن السؤال هل الطفل يجد ما يبحث عنه؟ نعم في نطاق الترفيه فقط، وبالنظر إلى زاوية أخرى فهناك أمور مهمة تساعده على الارتقاء بذاته، وتشعره بالتوازن والاطمئنان في حياته، وجماليات تساعده على تحقيق الأمان والسعادة.
فمن تلك الجماليات التي يبحث عنها أطفال اليوم، هي أن يجدوا من يفهمهم، ويتعرف الآباء على ماذا يريدون، لذا يأتي عتاب البعض منهم لأبويهم أرجوكم افهموني! فالفهم عملية تساعد على حل الكثير من الإشكالات، كفهم نفسيته، ومشاعره، وطبيعة تفكيره، فلكل طفل تركيبته الخاصة.
ومن الجماليات أن يسعى الأبوان لصنع المعروف للطفل، بحيث لا ينساه على مر الأيام، كتعليمه مهارة، أو تقديم الدعم اللازم له، أو مساعدته على التطور، ومثال ذلك من يزرع في طفله قيمة الحفاظ على الوقت، من خلال تعليمه أهمية التخطيط اليومي، وتدريبه على تنظيم جدوله بأسلوب سهل يحبه.
وأرقى جماليات الحياة التي تحقق معها معاني الأمان والاستقرار أن يشعر الأطفال بحب الأبوين لهم، فعلى قدر الحب تكون النتائج إيجابية، ومتى اجتهد الآباء في حب الأبناء وبينوا ذلك لهم كان للحياة جمال من لون آخر اسمه الألفة والمحبة.
وأخيراً.. ما أجمل أن يتجمل الأبوان بأخلاقهما وحسن تعاملهما اليومي مع الأطفال، حتى يسعدوا ويحظوا بجماليات الحياة التي يبحثون عنها دائماً.;

JoomShaper