أسامة أبو الرب-الدوحة
قال الدكتور محمد حمودي إن الحمية الغذائية (الطعام الذي يأكله الشخص) تغطي جزءا بسيطا من حاجة الجسم من فيتامين "د" (10%)، فمثلا إذا أراد الشخص الحصول على حاجته من هذا الفيتامين من البيض فهو بحاجة لأكل 30 إلى 40 بيضة يوميا (وهذا أمر مستحيل)، مما يعني أن الغذاء وحده ليس كافيا ويجب التعرض لأشعة الشمس.
وجاء تصريح الدكتور في ندوة أقيمت اليوم السبت ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية 2017 في العاصمة القطرية الدوحة الذي انطلق أمس الجمعة تحت شعار "مجتمعات

صحية لمستقبل أكثر إشراقاً".
ويعقد المؤتمر بتنظيم من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر، وبرعاية وزيرة الصحة العامة في قطر الدكتورة حنان الكواري، ويستمر على مدار ثلاثة أيام في فندق الريتز كارلتون بالدوحة.
وجرى بث حفل الافتتاح على صفحة طب وصحة فيسبوك (لمشاهدة الحفل اضغط هنا).
وقال الدكتور حمودي -وهو استشاري أول الطب الباطني والروماتولوجي في مؤسسة حمد الطبية في قطر، وأستاذ مشارك في وايل كورنيل للطب قطر- إنه من الصعب الحصول على حاجة الجسم من فيتامين "د" عبر الطعام فقط، لذلك يحتاج الجسم للتعرض إلى أشعة الشمس.
وأضاف أنه لكي يحصل الشخص على حاجته من هذا الفيتامين عبر الحمية فهو بحاجة لأكل ثمانية أكواب من المشروم يوميا، أو 200 غرام من السلمون، أو شرب ليترين من الحليب، أو أكل ثلاث سمكات من السردين. ومن الصعب أن يقوم الشخص بذلك.

بالمقابل، يمكن الحصول على فيتامين "د" عبر التعرض للشمس، وذلك وفق التالي:
التعرض يكون من الساعة 11 صباحا حتى 3 عصرا.
كشف الوجه والعنق والذراعين والساقين.
التعرض يكون لمدة 30 دقيقة.
3 مرات أسبوعيا.
ولفت إلى أن التعرض لأشعة الشمس عبر زجاج الشباك في البيت أو السيارة لا يؤدي لإنتاج فيتامين "د"، لأن الزجاج يحجب الأشعة فوق البنفسجية "بي" (UVB) التي تقوم بإنتاج الفيتامين في الجلد.
وتحدث الدكتور عن المزاعم التي تقول إن نقص فيتامين "د" له علاقة بأمراض أخرى غير مشاكل العظام، مثل الفصام والاكتئاب والربو وغيرها. وقال إن تحليل "ميتا" أجري وراجع الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، توصل إلى أن الأدلة كانت غير حاسمة وغير منسجمة من حيث السببية (أي أن نقص فيتامين "د" يسبب مشكلة معينة).
وأضاف أن التقرير قال إنه من غير الممكن ربط فيتامين "د" بآثار صحية باستثناء صحة العظام.
واستعرض الدكتور طرق تقييم مستوى فيتامين "د" في الجسم، وهل هناك نقص فيه، فمثلا مؤسسة الطب (institute of medicine) قالت إن النسبة الكافية من فيتامين "د" هي أكثر من 50 نانومول لكل ليتر في البلازما، وبعض المراجع قالت إن الحد الملائم هو أكثر من 30 نانومول لكل ليتر.
بالمقابل قال إن فحص نقص فيتامين "د" يجب أن يجرى ضمن ضوابط معينة، مثل أن يكون الشخص يعاني من أعراض أو أن يكون من فئة يرتفع لديها مخاطر نقص الفيتامين.
وتحدث أيضا عن الخيارات العلاجية لنقص فيتامين "د"، ونصح بأن يتم تناول حبوب مكملات هذا الفيتامين مع وجبة تحتوي على الدهن لتعزيز امتصاصها لأن فيتامين "د" يذوب في الدهن.

تجدر الإشارة إلى أن الجسم يكوّن فيتامين "د" عبر الخطوات التالية:
يحتوي الجلد على عوامل فيتامين "د" الأولية، ويطلق عليها "Vitamin D Precursor".
يمتص الجلد الطاقة الموجودة في الأشعة فوق البنفسجية من النوع "بي"، ويستخدمها في تحويل عوامل فيتامين "د" الأولية إلى فيتامين "د3".
ينتقل فيتامين "د3" إلى الكبد، حيث يخضع لعملية كيميائية تتم فيها إضافة زوج من ذرات الأكسجين والهيدروجين ليصبح "25-hydroxyvitamin D".
ينتقل الفيتامين من الكبد إلى الكلى، حيث تتم إضافة زوج آخر من الأكسجين والهيدروجين ليصبح "1,25 dihydroxyvitamin D"، وهو فيتامين "د" النهائي الذي يحتاج إليه الجسم.

JoomShaper