أحمد يوسف المالكي
يتشوق الأطفال دائماً لتفاعل الوالدين مع ألعابهم وحياتهم اليومية، وهذه رسالة لهما بأن الطفل متعطش ومتقبل لأي شيء يحفزه ويحسّن من مستواه، عن طريق أبسط الأشياء التفاعلية المتعددة، مثل المشاركة في اللعب، ومنها كذلك قراءة القصص، فلماذا لا نقرأ لهم؟!
إن تكوين عادة القراءة للطفل من قِبل الأبوين أو حتى المربين يحتاج إلى تدريب وممارسة، ولكن عندما نتيقن في داخلنا أن القراءة للطفل عبارة عن واحة معلوماتية يتجول فيها ويستكشف
ويسأل ويبدي فيها رأيه ويتخيل ويسافر إلى صنوف المعرفة، حتما ستتغير وجهة النظر وسنبدأ بالقراءة له.
فعندما يقرر الأبوان البدء بمشوار القراءة، عليهما أن يعلما جيداً أن هناك صراعاً قوياً في جذب الطفل لأي قصة؛ فهناك الأجهزة الكفية، وغيرها من الألعاب التي تسرقه من لذة الجلوس للاستماع والاستمتاع؛ لذا من المهم مراعاة عدة معايير لتأخذ الطفل في عالم القراءة الباهر.
بداية، امنح نفسك قوة الاختيار للمادة المقروءة المحببة لديك، والتي منها هدف وقيمة، تساعد الطفل على التغير، وتلامس مشاكله، وتراعي فيها جانب العمر؛ فصاحب الثلاث سنوات تجذبه القصص المصورة دون الكلمات، وهكذا.
ثم تعرّف على قصص الأطفال أكثر وأكثر في جانب الروايات أو المعلومات أو الجغرافيا أو السير، واقرأ فيها، واتخذ لك مجموعة منها كي تتدرب عليها، من ناحية تمثيل الأدوار، والتعرف على شخصيات القصة، إضافة إلى معرفة الفوائد المجنية منها.
ومن المهم كذلك إضافة عنصر النشاط المصاحب للقصة، مثل رسم الشخصيات، أو تلوينها، أو تقليد الأدوار، وهذا النشاط يعتمد على نوع القصة التي ستقرؤها، والتفكير بشيء مناسب يعزز هدف القصة الأساسي.
إن تفاعل الأبوين عند القراءة يُعدّ عنصراً أساسياً لتجاوب الطفل مع الأحداث وطلب المزيد؛ فهذه الخطوة تُعدّ نقلة نوعية للطفل لتحبيبه في القراءة الذاتية؛ لأنه مستمتع جداً أثناء قراءة الوالدين له.
أطفالنا أصحاب عقول نيّرة، فلا نسمح لغيرنا أن يبني عقولهم أو يهدمها بأي وسيلة.. ليقرر الأبوان والمربون من الآن البدء بقراءة قصص لأطفالهم، والتدرب على ذلك، وتعلّم طرق إلقاء القصة بشكل ممتع؛ فهم متشوقون لذلك.;