شيخة بنت جابر

الأطفال في هذه الحياة يشعرون بالأمان وهم مع آبائهم، فيستمدون منهم العطف والحب والحنان، وذلك من خلال سلوك آبائهم أثناء قضاء يومهم معاً.
فمن الضروري، أثناء رحلة العمر مع هؤلاء الأطفال الصغار، أن يبدأ الآباء باستقطاع وقت خاص لكل طفل في الأسرة، من كل أسبوع، وذلك لزيادة العلاقة الوالدية بين الآباء والأبناء، وزيادة روابط الأسرة، والحوار مع الأطفال عمّا يحبونه في أسرتهم، وعن ما يودون فعله معهم.
فيحاول الآباء الإصغاء الجيد لما يوّد أن يقوله الطفل، وعدم مقاطعته في حديثه، وحتى عدم تقديم النصيحة للطفل، إلا إذا طلب الطفل منهم تلك النصيحة.

فتخصيص الوقت هذا مهم، لا سيما في هذا العصر وتطوره الرهيب، فيجعل هناك قاعدة تواصل ثابتة بين الآباء والأبناء، والتعرف على طريقة تفكيرهم، وكيفية سير حياتهم، وأن يتعرفوا على المشاكل التي يمر بها أطفالهم، فيكبرون وتكبر تلك العادة الجميلة معهم، ويحاولون أن يخبروا آباءهم بكل ما يمر بهم في حياتهم دون خوف أو تردد، لأنهم تعلموا منذ صغرهم البوح بمشاعرهم، وبكل ما يجول في خواطرهم، إلى أحن القلوب في هذا الوجود عليهم.
حيث يكون تخصيص الوقت بالتناوب لكل طفل، مع الوالدين معاً، لمدة تتراوح من 30 دقيقة حتى ساعة واحدة، تكفي لزيادة جرعة الحب والعطف والحنان التي يحتاجها الطفل.
في حين لا بد من إشغال بقيّة الأطفال في نشاط مفيد لهم في ذلك الوقت، حتى لا يشعروا بالغيرة تجاه بعضهم البعض، ونعلمهم ضرورة أن يكون هناك يوم لكل طفل في الأسرة، وأن يحترمه الجميع، ويحافظوا عليه، ويستمروا في تطبيقه.
•همسة تربوية: الأبناء نعمة من رب العالمين، وزينة في هذه الحياة الدنيا، وحتى نستمتع بهذه الزينة، لا بد علينا أن نهتم بمشاعرهم، ونغرس فيهم القيم والمبادئ التي تعينهم على خوض الحياة بثبات ووضوح، بما يرضي الله عز وجل. وأن نبقى على تواصل مع زينتنا الرائعة، مهما تزاحمت الحياة ومشاغلها، فلا أهم من الأبناء.;

JoomShaper