يعاني كثير من الآباء بسبب مشاكل أطفالهم في الصغر سواء من حيث كثرة حركتهم وعنادهم أو تمردهم وعدم طاعتهم، ويجدون صعوبة في التعامل معهم وعدم تنفيذ أوامرهم ولامبالاتهم بنصائحهم، فيلجأ البعض إلى الصراخ وفقدان الأعصاب أو الضرب في التعامل معهم، ويؤدي إلى ارتفاع الضغط أو السكر للمرضى من الوالدين، وللأسف الآباء الذين يتعاملون مع أبنائهم بهذه الطريقة تؤدي إلى اعتياد الأبناء عليها وكونها وسيلة الوالدين في التعامل معهم.
أرى أن التعامل مع الصغار يجب أن يكون بالصراحة والهدوء والوضوح، وفي حالة طلب أي من الوالدين منهم عمل أو فعل شيء معين ولم يتم تنفيذه، لا بد من ربط ذلك برضا الله وحبه سبحانه وتعالى، فطاعة الوالدين واجبة، ومن أطاع والديه يدخله الله الجنة، ومن لا يطيعهم ولم ينفذ أوامرهم فالله سبحانه وتعالى يغضب عليه ويكون معرضا لدخول النار، ويكون التعامل معهم بالهدوء
التام ودون أي انفعال أو عصبية، ويمكن إتباع طرق تحفيزية معهم ومن ذلك الخروج لزيارة أحد الأقارب أو حديقة الألعاب أو بتخصيص هدية معينة في حالة تنفيذ ما طلب منهم، مثال ذلك إذا طلب من الطفل ترتيب سريره فور استيقاظه من النوم، أو ترتيب حجرته في كل صباح، ففي حالة أنه اعتاد على تنفيذ ما طلب منه يتم مكافأة الطفل الذي أطاع والديه، وبهذه الطريقة يمكن تغيير سلوك الطفل وسيحاول أن يقلده أخوته الأصغر منه في البيت، ويأخذ تباعا سماع كلام الوالدين وتنفيذ أوامرهم دون ارتفاع الأصوات والصراخ أو إتباع أسلوب الضرب أو الإهانة أو فرض السيطرة عليهم بالقوة لتنفيذ ما يطلب منهم، مع ضرورة سماع رأيهم أو معرفة سبب رفضهم للطلب الذي يطلب منهم، وبهدوء يشرح لهم أهمية تنفيذ ما يطلب منهم في تحقيق هدف معين وذلك بالإقناع، وبأن الله أوصانا ببر الوالدين ولنحسن إليهما، وأن الله سبحانه وتعالى ربط بر الوالدين بعبادته، فلا بد من طاعتهما، وكما قالى تعالى «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا « وعلى الوالدين تلبية مطالبهما قدر المستطاع والتحدث معهما بصوت منخفض واستخدام الصبر وأفضل الكلام معهم والدعاء الدائم لهم بالهداية وبالصبر معهم والتفوق في الحياة وطول العمر. وإذا أخذنا في الاعتبار أن هناك اختلافا بين الأطفال بعضهم البعض.. فمنهم كثير الحركة ومنهم المتهور ومنهم الحذر ومنهم «الهادئ وهو أفضلهم»، فهناك بعض الخطوات لنعود الابن على أن يكون متميزا بالهدوء مثل:-
- ترك الابن يتصرف كيفما يشاء كالأطفال الآخرين، فلا نشعره بالقلق، مثال ذلك إذا رمى أغراضه أو ألعابه أو ما في يده وبعثرها على الأرض، فعلينا أن نحاول أن نشعره بأن ما قام به هو خطأ، ويجب أن نعلمه ضرورة وضع ألعابه في المكان المخصص لها، وأهمية ترتيب غرفته وترتيب أغراضه بصفة مستمرة.
- هناك أهمية لنجعل أطفالنا يحكون لنا عن تعاملاتهم في المدرسة مع زملائهم أو مدرسيهم أو العاملين بالمدرسة بكل وضوح، وهذا يكون بالهدوء كسمة هامة يجب أن يتحلى بها كلاالوالدين في التعامل معهم لأنها أفضل طريقة تجعل أطفالنا يتميزون بالهدوء، وذلك باستخدام العبارات الإيجابية معهم،، فيجب أن نجعل أطفالنا يأخذون حقهم في النوم الكافي لأنه سبب رئيسي لجعل الطفل هادئا.
- ليحرص كل من الوالدين في حالة الاختلاف في الرأي أو النقاش الحاد فيما بينهما أن يكون بعيدا كل البعد عن أطفالهم، لأن ذلك يؤثر على شخصياتهم ومواقفهم وتعاملاتهم معهما في البيت وخارج البيت مع زملائهم ومدرسيهم مثلا أو في الشارع أو أثناء تواجدهم مع أصدقائهم.
- على الوالدين أن يشعرا بأن أطفالهم عندما يكونوا متوترين، يمكن إشغالهم بممارسة الرياضة حتى نخفف من هذا التوتر، وعليهم ألا يكثرا من التوقعات المستقبلية للابن حول ما سيصبح عليه مستقبلا، لأن هذا يزيد من توتره بشكل دائم، وهناك أهمية في حالة تلبية حاجات الطفل إذا كانت معقولة ويقتنع بها كلا الوالدين ستكون حافزا له وتجعله مرتاحا نفسيا وسيغلب عليه الهدوء وليس القلق، وسيشعر بالرضا والحنان من جانب والديه.