تسعى الأم لتوفير كافة الظروف الممكنة التي تساعد جنينها على النمو بشكل طبيعي في بطنها أثناء الحمل، وفي الحياة بعد الولادة، لينمو الطفل ويصل أقصى قدراته العقلية والجسمية. دراسة جديدة تشير إلى أن قناعات الأم وطريقة تفكيرها لها تأثير أيضا على طفلها.
الدراسة أجرتها جامعة بريستول البريطانية، وشملت معطيات حول سمة من سمات شخصية الوالدين تشير إلى تفكيره الإيجابي في الحياة وشعوره الداخلي بأنه ربان حياته، ويسيطر على مسيرته.
علميا تعرف هذه السمة باسم "موضع السيطرة"، وتمثل مقياسا نفسيا لمدى اعتقاد الأشخاص بأنهم يمسكون زمام الأمور في حياتهم، أو إذا كانوا يعتقدون أن العوامل الخارجية هي من تحدد مصيرهم، وذلك وفقا لمقال نشره موقع "ميديكال إكسبراس".
والأشخاص الذين لديهم "موضع سيطرة داخلي" يتميزون بالقدرة على التوجيه الذاتي، ويؤمنون بقدرتهم على التحكم في الأحداث التي تواجههم، أما الذين لديهم "موضع سيطرة خارجي" فيعتقدون أنه لا جدوى من بذل مجهود نظرا لأن ما يحدث لهم مرتبط بالحظ والظروف.
وقام الباحثون بدراسة "موضع السيطرة" بالاستعانة بالإجابات التي جمعوها من استبيانات شاركت فيها أكثر من 1600 امرأة حامل.
ودرس العلماء التقييمات المدرسية لمهارات أطفالهن الحسابية والعلمية، فضلا عن قدرتهم على حل المشاكل عند بلوغهم سن الثامنة و11 و13 باعتماد اختبارات مصممة خصيصا لهذا الغرض.
وكشفت النتائج عن أن الأمهات اللاتي يتميزن بموضع سيطرة داخلي قبل الولادة -أي اللاتي يؤمن بوجود صلة بين أفعالهن وما يحدث في حياتهن- تزيد فرص إنجابهن طفلا متفوقا في الرياضيات والمواد العلمية.
وثبت أيضا أن هذه الفئة من الأمهات أكثر حرصا على توفير نظام غذائي يعزز نمو أذهان أطفالهن، علاوة على أنهن أكثر إصرارا على سرد قصص على مسامعهم، وأكثر اهتماما بنجاحهم الدراسي، مقارنة بالنساء ذوات موضع سيطرة خارجي.
وقد تشير نتائج الدراسة إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود حتى نُشعر الأمهات بأن سلوكهن يستطيع أن يبلور نتائج إيجابية لصالحهن ولصالح أطفالهن. ومن شأن هذه النتائج أن تساعد الأجيال القادمة على تربية أطفال يتمتعون بصحة جيدة والثقة والاستقلالية.
وقال أستاذ علم النفس ستيفن نويكي -من جامعة إيموري في أتلانتا، وهو مؤلف مشارك- إنه عند توقع الأمهات أن نتائج أطفالهن مرتبطة بما يفعلنه في الواقع، فإن أطفالهن سيأكلون وينامون ويتحكمون في مشاعرهم بشكل أفضل، ويحقق هؤلاء الأطفال عادة إنجازات أكاديمية أفضل، ويواجهون صعوبات شخصية واجتماعية أقل.