عبد الفتاح خطاب
تعتبر الحقيبة المدرسية في نظر التلامذة والأهل والمربّين والأطباء مشكلة كبيرة، إذ يتراوح وزنها ما بين عشرة إلى خمسة عشر كيلوغراماً، وبمعنى آخر تقارب أو تتجاوز ثلث وزن جسم بعض التلامذة.
أدخل المنهاج الجديد نظام الفترة الدراسية الواحدة ومواد تعليمية عديدة إلى البرنامج العام مما أستدعى أن يحمل التلميذ كتباً كثيرة. كما عمدت بعض دور النشر إلى إيجاد بدعة كتاب الدروس وكتاب التمارين وكتاب الفروض فأصبح لكل مادة ثلاثة كتب، إضافة إلى ما يحمله التلميذ من الدفاتر والقرطاسية والطعام وقنينة الماء.
ونرى التلاميذ يحملون الحقائب المدرسية الثقيلة بطرق غريبة، فهذا يجرّها وراءه، وذاك يثبّت أحد الأحزمة على جبينه ويترك الحقيبة تتأرجح خلف رقبته، وذلك يحملها على كتفيه وقد أدى به عدم التوازن في توزيع الحمل إلى أن يسير وهو يترنح يُمنة ويساراً.
وينبّه أصحاب الإختصاص إلى ضرورة امتناع الطفل عن حمل أكثر من عشرة بالمئة من وزنه، وإلى خطورة أن يحمل الولد 4 إلى 6 كلغ دفعة واحدة لأن ذلك يؤثر سلباً على مفاصله وظهره، ويحذ ّرون من آثار ثقل الحقيبة المدرسية على العمود الفقري للأطفال والتسبب في إنحنائه خاصة عند صعود السلالم حيث أن معظم مدارسنا تتألف من عدّة طوابق، كما تترك أحزمة الحقيبة علامات حمراء على جلد الولد. ويؤكد أصحاب الإختصاص أن 45% من تلامذة المرحلة الإبتدائية يعانون من آلام الرقبة و60% يشكون آلاماً في الظهر والأكتاف، هذا إذا تجاوزنا مشكلة جلوس التلاميذ على المقاعد الدراسية بطرق غير صحية.
مستقبلاً قد يتوفر جهاز كمبيوتر على طاولة كل تلميذ وتتحول الكتب إلى وسائل متوفرة على CD أو DVD ، وحتى يتحقق ذلك الحلم في لبنان فإن من الحلول المجتزأة التي يمكن اللجوء إليها إقناع إدارات المدارس بإبقاء الكتب في المدرسة ونقل الضروري منها يومياً، وإمكانية تجزئة الكتب إلى أجزاء متعددة، واتباع الجدول الدراسي عبر اختيار المناسب من الكتب والدفاتر التي يحتاجها التلميذ يومياً، واستخدام الحقائب التي تسير على إطارات (دواليب) فيمسكها التلميذ ويجرّها وراءه (إذا وُجدت الأرصفة أو أمكن استعمالها) وأيضاً في حال سمحت إدارة المدرسة باستعمالها (بعضها يخاف على البلاط أكثر من التلامذة!)، وللقادرين ... يُحبّذ إستئجارحمّال (عتـّـال) يرافق التلميذ يومياً.
إن مشكلة الحقيبة المدرسية تعني الجميع ، ومطلوب المسارعة إلى إيجاد حلّ لها وإلاّ أصبح في كل بيت "أحدب نوتردام"!
* جريدة البلد (ص13) 7/12/2009