ترجمة: سارة زايد- ينشر الكثير منا بفخر صوراً أو مقاطع فيديو لأبنائنا على شبكات التواصل الاجتماعي، هذا التصرف الذي قد يبدو طبيعياً جداً بالنسبة لنا.
إلا أن الطبيب النفسي ونائب رئيس الاتحاد الوطني للأطباء النفسيين للأطفال تييري ديلكورت، كشف عن المخاطر، وفقاً لما صرح به لصحيفة Doctissimo.
لماذا نشعر بالحاجة إلى إبراز أطفالنا بهذه الطريقة؟
وفقاً لدراسة أجرتها شركة الأمن السيبراني McAffee، أن ربع الآباء (24٪) يقومون صورةً أو مقطع فيديو لأطفالهم مرة واحدة على الأقل يومياً على شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك أكثر من أربع مرات يومياً، وهي ممارسة شائعة باتت شبه خطرة، والتي، وفقاً للدكتور تييري ديلكورت، تشهد على “عفوية” الأهل، إذ أن 90٪ من الآباء يتصرفون بشكل عاطفي.
ويشرح ديلكورت: الآباء يلتقطون صورة لطفلهم وينشروها على الإنترنت، دون محاولة معرفة أين تذهب الصورة وما هو تأثيرها.
إذ بالنسبة للآباء، ما الذي يمكن أن يكون أكثر جمالاً من عرض صورٍ تفخر بها؟
على الصعيد العاطفي ، نود جميعاً أن نسلط الضوء على أعظم نجاح لنا أو نظهر لأحبائنا هذا الوجه الرائع الذي يشبهنا كثيراً.
ويستطرد قائلاً: يظل تخليد لحظات الفرح رد فعل مشروع، لقد كنا نفعل ذلك بالفعل باستخدام الصور الورقية، ومع ذلك، فإن نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي يختلف.
فمن خلال مشاركتها مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص، بما في ذلك الأصدقاء الافتراضيين، سنجعل حياتنا عرضاً مثالياً، حيث يكون أطفالنا هم الأبطال الرئيسيين، وهو ما يترجم في الوالدين نوعاً من الأنانية ونرجسية معينة، إذ نعرض أنفسنا من خلال طفلنا.
كيف نعلم أطفالنا سلوكيات آمنة عند استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي؟
وبالمثل، يذهب بعض الآباء إلى أبعد من ذلك من خلال إنشاء قناة فيديو تعرض الحياة اليومية لأطفالهم الصغار: “تلفزيون الواقع” الذي غالباً ما ينتج عنه ملايين المشاهدات.
وهكذا نصبح معتمدين على نظرة الآخرين وردود أفعالهم وحكمهم.
إذ لم تعد اللحظة الممتعة التي تقضيها مع العائلة كافية، بل يجب عرضها بطريقةٍ ما على الشبكات لتلبية حاجتنا إلى الاعتراف بالذات.
احترم رغبتهم في الخصوصية
المشكلة الأولى التي يطرحها هذا التعرض المفرط “للسوشال ميديا” هي موافقة الطفل، إذ يصر الدكتور تييري ديلكورت على أن نشر صور له دون موافقته يعني عدم احترام تام لخصوصيته.
وبينما يعتقد 25٪ من الآباء أن أطفالهم أصغر من أن يقرروا، يعتقد 42٪ من المراهقين أن والديهم ينشرون الكثير من المحتوى عنهم. في حين أن معظم الصور المنشورة لطيفة، تظل الحقيقة أن أطفالك لم يختاروها وقد لا يتصالحون معها وهم يكبرون.
إذ قد يتعرض الطفل في المدرسة إلى السخرية، والإذلال، وحتى التسلط عبر الإنترنت أو المطاردة عبر الإنترنت في الكلية أو المدرسة الثانوية، أو في حياته المهنية في المستقبل.
وفي ذات السياق، حتى لو كانت هذه الصور تلقائية في البداية، فإنها تأتي” لانتهاك “الطفل في خصوصيته وتحويله إلى” كائن “، كما يؤكد الطبيب النفسي للأطفال، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية كبيرة فيما بعد من شأنها أن تُصعب العلاقات مع الأطفال.
حمايتهم من الاعتداء الجنسي
من الواضح أن الخطر الأكبر لهذا التعرض المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي هو الاعتداء الجنسي على الأطفال، فمن اللحظة التي تدخل فيها هذه الصور إلى شبكة الإنترنت، يمكن أن ينشأ خطر الاختطاف من قبل منحرفٍ جنسي.
في كثير من الأحيان، يتم نشر صور فتيات مراهقات يرتدين ملابس السباحة أو عارية قليلاً على المواقع الجنسية، لذلك لا تقلل من مخاطر نطاق هذه الصور!
تذكر أيضاً أنه من خلال نشر الصور أو مقاطع الفيديو علناً على هذه الشبكات، فإنها لم تعد ملكية حصرية لك، إذ قد يتم نقل واستخدام هذا المحتوى والمعلومات (الاسم الأول، والعمر، وتاريخ الميلاد، والموقع، وما إلى ذلك) من قبل أطراف ثالثة لأغراض تجارية على وجه الخصوص، دون أن يكون لديك سيطرة عليها.
الأطفال على الشبكات الاجتماعية: ما هي قواعد الحذر التي يجب مراعاتها؟
عندما يكبرون بما يكفي للتعبير عن آرائهم، اسألهم عما إذا كانوا على ما يرام مع الظهور على شبكة اجتماعية معينة، واعرض عليهم الصور دائماً قبل النشر واحترم اختيارهم إذا قالوا لك “لا”.
– ضبط إعدادات الخصوصية ولا تشارك صورك مطلقاً في الوضع “العام”.
لا تضع علامة على أطفالك، ولا تحددهم بأسمائهم الكاملة ولا تقم مطلقاً بتنشيط تحديد الموقع الجغرافي (لا تعطِ عنوانك الدقيق، أو عنوان الأماكن التي تذهب إليها بانتظام معهم).
– لا تنشر صوراً للأطفال الصغار جداً، لا سيما إذا كانوا عراة أو بملابس السباحة.
تجنب أيضاً الصور المحرجة (التجهم والعبوس، تسريحات الشعر القديمة أو الملابس السخيفة وما إلى ذلك) التي قد تضر الأطفال لاحقاً وتجعلهم عرضة للتنمر.
– إذا كنت ترغب في مشاركة بعض الصور، فاختر مجموعات خاصة عبر المراسلة (Messenger ، WhatsApp ، إلخ) محفوظة لأحبائك ولا تقبل أبداً في هذه المجموعات شخصاً لا تعرفه.