أحمد بكر
حروف يحكيها طفل من فلسطين!
قصة طفل فلسطيني!اسمي جهاد محمد إياد .. أنا فلسطيني وعمري الآن خمس سنوات، فاليوم هو عيد ميلادي أنا أحفظ الكثير من القرآن الكريم وأمي سعيدة بي جداً .. أنا أعيش في منزل من القماش الذي لا يحمى من البرد واسمه خيمة .. هناك أولاد يعيشون في منازل من الحجارة تحمي من البرد وبها سرير مرتفع عن الأرض.. جنود إسرائيل سرقوا أراضينا ويريدون إيذائي أنا وأمي بعدما صرنا وحدنا فأبى وأخي الأكبر مسافران… أحياناً يأتي الجنود يركبون عربة لها خرطوم مثل الفيل تخرج نار وتهدم البيوت.. لقد هدموا بها بيت عمتي الذي كان من الأحجار و هي الآن تسكن في خيمة!
كان بيتها جميل .. نحن أيضاً كان عندنا بيت من الأحجار لكنه هدم أيضاً وكان به نافذة تطل على الشارع .. أنا لا أذكره لكن أمي حدثتني عنه لا أعرف لما هدمه الجنود .. لقد أخذوا منّا كل شيء حتى الأشجار يقطعونها بلا ذنب .. لقد قطعوا شجرة الزيتون التي من عمر أبى رحمه الله .. رحمه الله ليس اسم جدي لكن أمي تقول ذلك عندما تذكر أبى وأخي عدا أنا لا تناديني جهاد رحمه الله!
كان لي صديق أكبر مني يذهب إلى المدرسة يلعب معي .. كنت أريد أن أذهب للمدرسة مثله ووعدني أن يعطيني كتبه بعدما ينجح في المدرسة كنت أشاهد الرسوم في كتبه وأحبها .. القطة، الحمامة، الفيل … لا لا أنا لا أحب الفيل!
ذات يوم كان الجنود يضربون الناس فيه، فجأة رأيت والده يحمله بين ذراعيه وهو يخرج دماء كثيرة وتلوثت حقيبته وكتبه التي كان سيعطيها لي … ثم لم أعد أراه بعد ذلك!
لقد بكيت كثيراً على جروحه التي بدا لي أنها مؤلمة ولم يسمحوا لي أن أطمئن عليه وأراه … وعندما سألت عليه بعدها قالت لي أمي أنه سافر ..!
هل سافر أبي و أخي هكذا..!
هل سأسافر أنا وأمي هكذا ..!
هل سيسافر كل فلسطيني هكذا ..!
موقع يقظة فكر