الطفولة في فلسطين ليست كالطفولة في بقية العالم، حيث لا ينعم أطفال فلسطين ببراءة ولهو الطفولة واللعب مع زملائهم، ولا تنمو عقولهم وأجسامهم بشكل طبيعي، فهم يتعرضون للموت البطيء على يد احتلال واستيطان لا يرحم ولا يدع أحدا يرحم أطفال فلسطين الذين يستغيثون صباح مساء ولا أحد يجيب.

 

الطفلة ميساء.. سابقة لم تحصل

الطفلة ميساء هاني عامر 11 عاما من قرية مسحة غرب محافظة سلفيت وإلى الجنوب من نابلس وقلقيلية، هي حالة فريدة في تاريخ البشرية جمعاء وتجارب القمع في التاريخ، كونها تحمل مفتاح سجنها بيدها، وتعيش لوحدها مع عائلتها في منزل تحيط به جدران وأسيجة وأسلاك شائكة وبوابات حديدية، وفوق كل ذلك جنود ومدرعات وجيبات ومستوطنين، السهل للصحافة التقى ميساء في منزلها حيث تحدثت عن مأساتها.
تقول ميساء قرر الاحتلال بناء الجدار الفاصل على أرضنا وسلخنا عن بلدتنا مسحة غرب محافظة سلفيت وجنوب غرب نابلس، ووضع سياجا بين منزلنا وبين مغتصبة "القناه" المحاذية لمنزلنا، وشق جيش الاحتلال طرقا عسكرية وأقام جدارا إسمنتيا يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار من الشرق، كما وضع أسيجة وبوابات ضخمة من الشمال والجنوب حول منزلنا، محولا منزلنا إلى ثكنة عسكرية طوال الأربع وعشرين ساعة.

طفولة وسط الرعب والذعر

وتضيف ميساء: الكوابيس تلاحقنا.. أصرخ وارتعب وأصيح وسط الليل بعد أن يلقي المستوطنون على بيتنا الحجارة في الليل وتنهمر كالمطر، ونستيقظ مذعورين، وإخوتي الأطفال مذعورون، فهذا يبكي والآخر يرتجف ووالداي يهدئان من روعنا.
وبينت أنها تخاف من البقاء في البيت، ولكن إلى أين نذهب، نوصد الأبواب في الليل ولكن الجيش والمستوطنين يفتحون ويقفزون عن السياج من جهة المستوطنة، وفي الصباح نحن معزولون عن القرية ونسير مسافة أربعة كيلو مترات كي نصل لمدرستنا حيث لا تستطيع أية وسيلة مواصلات الوصول إلى منزلنا.

لا صديقات لميساء

ميساء تقول: أخاف من اليهود. صديقاتي في المدرسة يرفضن زيارتي لأنهن يخفن هن أيضا حيث منظر الجنود المدججين بالسلاح دائما ملازم لمنزلنا وكأن حركة الزمن والكون وقفت عند منزلنا.
وتضيف: في إحدى المرات دعوت بعض التلميذات في المدرسة لزيارتي ولكنهن رفضن خشية الجنود وهجوم المستوطنين علينا أثناء زيارتهن، وتتساءل ما ذنبي أن لا أكون كبقية أطفال العالم ألهو وألعب وأحيا حياة سعيدة.
وبينت أنها في إحدى المرات كانت تلعب وإخوتها على إسفلت شارع الجدار الإسمنتي وتوقفت عن اللعب عندما أتت مصفحة تابعة لجيش الاحتلال، ويترجل جندي "إسرائيلي" من المصفحة ويفتح البوابة من الخارج ليتسنى للمصفحة العسكرية المرور على نفس الشارع الذي يلعب فيه الأطفال ويعود ويغلق البوابة من الداخل، ونحن في حالة خوف وهلع من احتمال قيام أحد الجنود بإطلاق النار علينا دون سبب.

جريمة حرب

وأكدت أن الرعب يلازمها كلما دخلت أو خرجت من منزلها، وحتى وهي داخل منزلها، حيث أنه في إحدى المرات قفز الجنود والمستوطنون إلى منزلنا وألقوا علينا حجارة وشتمونا وطالبونا بالخروج من المنزل وأنهم سيطردوننا عاجلا أم آجلا، حيث نحتمي داخل المنزل ووالداي يحمون العائلة بأجسادهم دون وجود أية وسيلة حماية أخرى.
وناشدت الطفلة ميساء كل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والمسئولين في فلسطين ومحكمة لاهاي والأمم المتحدة لتنقذها وعائلتها من العذاب والجحيم المتواصل، واعتبار ما يجري لهم بمثابة جريمة حرب.

المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات

JoomShaper