رام الله (فلسطين) - خدمة قدس برس - أكد الفرع الفلسطيني لمنظمة "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" غير الحكومية، أن معظم الأطفال الفلسطينيين الأسرى، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يتعرضون للتهديد والاعتداء وإساءة المعاملة أثناء احتجازهم، وطالبت  الأمم المتحدة بالتحقيق في شكاوى الاعتداءات الجنسية.
وقالت الحركة إنها جمعت 100 إفادة مفصلة من قاصرين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً اعتقلوا العام الماضي، وذلك بعد إطلاق سراحهم مباشرة. ولم تكن معظم النتائج مفاجئة بالنسبة إلى ناشطي المنظمة، باستثناء الاعتداءات اللفظية والجسدية ذات الطبيعة الجنسية التي ارتكبها الجنود.
وأضافت أن تسعة وستين قاصراً اشتكوا من تعرضهم للضرب من جانب الجنود (صفع، ركل، وأحيانا ضربات بأعقاب البنادق ولكمات). واحتجزوا جميعهم تقريبا- 97 في المائة منهم، بمن في ذلك أطفال بين 12 و15 عاما - لساعات وأيديهم مكبلة، و92 بالمائة منهم كانوا معصوبي العينين لفترات طويلة من الوقت. وقال 26 بالمائة منهم إنهم أجبروا على البقاء في أوضاع مؤلمة.

ونقلت الحركة عن  أحد الأطفال قوله إنه قيد وعصبت عيناه ووضع على أرضية سيارة الجيب العسكرية أو المركبة في طريقها إلى المعتقل. في حين قال نصف الأطفال تقريبا إن الجنود الذين اعتقلوهم شتموهم وهددوهم قبل الاستجواب لإرغامهم على الاعتراف بالاتهامات، أو حثوا الأطفال على الاعتراف عن طريق إعطائهم وعوداً كاذبة بالإفراج الفوري عنهم. وتم إخبار الأطفال باستمرار أن الجندي الذي يضربهم هو المحقق الذي يجب أن يقدموا اعترافهم له. وقال معظمهم إنهم احتجزوا لساعات عدة قبل حصولهم على ما يأكلونه أو يشربونه.
وأفادت منظمة الدفاع عن الأطفال بأن شهادات كثيرة تشير إلى وجود نمط معين متكرر. كما تقول إن "هذه الممارسات تنتهك القانون الدولي وحقوق الأطفال، لا سيما وأن التسبب بالألم أو التهديد من اجل انتزاع اعتراف من قاصر أو جعله يجرّم آخرين يعتبر تعذيباً"، كما قالت.

أما النتائج التي كانت مفاجئة أكثر في الإفادات؛ فهي الشكاوى من الاعتداءات الجنسية - اللفظية أو الجسدية، حيث يواجه القاصرون عادة صعوبة في التحدث عن هذا الجانب من اعتقالهم، وظهرت القضية فقط أثناء الحوارات المطولة التي أجراها محامو المنظمة مع الأطفال.

وقال أربعة قاصرين إنهم تعرضوا للاعتداء عليهم جنسيا، و12 آخرون إنهم هددوا بالاعتداء الجنسي عليهم، وترافق التهديد بعنف جسدي

وأرسل الفرع الفلسطيني لمنظمة الدفاع عن الأطفال الأسبوع الماضي إلى مسؤول الأمم المتحدة المراقب للتعذيب 14 شكوى من معتقلين فلسطينيين بين 13 و16 عاما بالاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز منذ كانون الثاني (يناير) 2009 وحتى نيسان (ابريل) 2010.

وتشمل الإفادات المرسلة إلى الأمم المتحدة "وجود اعتداءات مباشرة، بما في ذلك الضغط على أعضائهم الحساسة، ودفع جسم صلب (مثل مسدس أو عقب بندقية) بين الكرسي ومؤخرة الطفل، والتهديد المستمر من قبل الجنود "سأعتدي عليك إذا لم تعترف بأنك ألقيت حجارة".

وأخبر طفل في الخامسة عشرة اعتقل في أيلول (سبتمبر) الماضي المنظمة أن جنديا صفعه مرتين، وضغط على أعضائه الحساسة ثم سأله إذا كان قد ألقى حجارة أو زجاجة مولوتوف. فأجاب الطفل أنه لم يفعل أيا من ذلك، فصرخ الجندي عليه بأنه كاذب، وضربه في جميع أنحاء جسده، ثم امسك بأعضائه الحساسة مرة أخرى وقال: "لن أفلتها حتى تعترف". وقال الطفل إنه حين شعر بذلك الألم الشديد اعترف بإلقاء حجارة.

واشارت الحركة المدافعة عن الأطفال: إنها تفكر في رفع شكاوى بمشاركة منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية، إذا وافق الآباء.

وذكرت الحركة أن السلطات الإسرائيلية تحتجز حوالي 700 من القاصرين تتراوح أعمارهم بين 12-18 عاما كل سنة. وحوالي 300 من القاصرين الفلسطينيين يتم احتجازهم السجون الإسرائيلية المختلفة كل شهر- إما قبل محاكمتهم أو بعدها

JoomShaper