سيدتي - لينا الحوراني
هل تعلمين أن طفلاً واحداً فقط من بين كل 4 أطفال يمارس النشاط البدني الموصى به لمدة 60 دقيقة يومياً؟ حيث تنخفض المشاركة في جميع أنواع النشاط البدني بشكل كبير مع زيادة عمر الطفل ومستوى المدرسة. مع أنه من المهم أن يكون النشاط البدني جزءاً منتظماً من الحياة الأسرية. إليك بعض المعلومات التي وضعها الخبراء والمتخصصون الرياضيون، للحفاظ على صحة أطفالك ونشاطهم. ونصائح لتشجيعهم على الحركة.
فوائد النشاط البدني
إن النشاط البدني يعني التحرك بما يكفي للتنفس بسرعة، إضافة لضيق التنفس، والشعور بالدفء، والتعرق. ويجب التأكيد على أن ممارسة الرياضة أمر حيوي لصحة ورفاهية الأطفال. حيث يساعد النشاط البدني على بناء والحفاظ على صحة العظام والعضلات والمفاصل، على سبيل المثال. يمكن أن يساعد في الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي وتقليل خطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة. كما يمكن أن يساعد الأطفال على النوم بسرعة وبشكل جيد.
بالإضافة إلى الفوائد التي تعود على الجسم، فإن النشاط البدني يعزز أيضاً الصحة النفسية والسلوكية للطفل. يزيد من حماسه وتفاؤله ويعزز تقدير الذات والأداء المدرسي والانتباه والسلوك. كما أنه يقلل من القلق والتوتر والاكتئاب. ويمكنه أيضاً تعزيز العمل الجماعي والصداقة عندما يكون جزءاً من رياضة منظمة.
طرق لتشجعي طفلك على البدء بالرياضة
يمكن للوالدين أن يلعبوا دوراً رئيسياً في مساعدة أطفالهم على أن يصبحوا أكثر نشاطاً بدنياً. إذا اتبعتِ بعض الاقتراحات الآتية:
تحدثي مع طبيب طفلك
يمكن لطبيب طفلك أن يساعد طفلك على فهم سبب أهمية النشاط البدني. كما يمكنه مساعدتك أنت وطفلك في تحديد الألعاب الرياضية أو الأنشطة التي قد تكون الأفضل لطفلك، أي ساعديه في العثور على الرياضة التي يستمتع بها. فكلما استمتع بالنشاط أكثر، زادت احتمالية مواصلته. ودعي جميع أفراد الأسرة، يشاركونه هذا النشاط، إنها طريقة رائعة لقضاء الوقت معاً.
تعرّفي إلى: حفزي طفلك على ممارسة الرياضة .. لتنظيم ساعات يومه
اختاري نشاطاً مناسباً لعمر الطفل
على سبيل المثال، الطفل البالغ من العمر 7 أو 8 سنوات ليس مستعداً لرفع الأثقال أو الجري لمسافة 3 أميال، لكن كرة القدم وركوب الدراجات والسباحة كلها أنشطة رائعة للأطفال في هذا العمر، لذلك خططي مسبقاً، وتأكدي من حصول طفلك على الوقت والمكان المناسبين لممارسة الرياضة.
وفري بيئة آمنة لممارسة الرياضة
تأكدي من أن معدات طفلك والمكان الذي يمارس فيه أو يلعب فيه آمن. وتأكدي من أن ملابس طفلك مريحة ومناسبة للنشاط.
واعملي على توفير الألعاب النشطة، حيث يحتاج الأطفال الصغار بشكل خاص إلى الانخراط في رياضة الكرات وحبال القفز والألعاب النشطة الأخرى.
كوني نموذجاً يحتذى به
الأطفال الذين يرون والديهم بانتظام يستمتعون بالرياضة والنشاط البدني هم أكثر من يقومون بذلك بأنفسهم، لذلك العبي مع أطفالك. وساعديهم على تعلم رياضة جديدة أو نشاط بدني آخر. أو استمتعوا معاً بالذهاب في نزهة على الأقدام أو المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجة.
خصصي وقتاً لممارسة الرياضة
ضعي حداً لوقت الشاشة، بما في ذلك الوقت الذي تقضيه في مشاهدة التلفزيون ومقاطع الفيديو وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو، كل يوم. استغلي وقت الفراغ في ممارسة المزيد من الأنشطة البدنية. ولا تجعلي بعض الواجبات المنزلية ودروس الموسيقى وغيرها من الأنشطة المخطط لها، تطغى على ممارسة الرياضة، بحيث لا يكون لديهم الوقت لممارسة الرياضة.
لا تبالغي في النشاط الرياضي
لا ينبغي أن تؤذي ممارسة الرياضة والنشاط البدني الطفل، وإذا أصبح الأمر مؤلماً، يجب على طفلك أن يبطئ أو يحاول تجربة نشاط أقل قوة. كما هو الحال مع أي نشاط، من المهم عدم المبالغة فيه. إذا بدأت التمارين الرياضية تتداخل مع المدرسة أو الأنشطة الأخرى، تحدثي مع طبيب طفلك.
عيشي مع طفلك حياة صحية ونشيطة
أثناء زيارات الطبيب للاطمئنان على صحة الطفل (المعروفة أيضاً بزيارات الإشراف الصحي)، سيطرح عليك طبيب طفلك أسئلة تتعلق بالتغذية واللياقة البدنية والعادات اليومية لمتابعة الكمبيوتر. تذكري أن الصحة لا تتعلق بوزن أو شكل أو حجم معين. يتم تشجيع جميع الأطفال، بغض النظر عن وزنهم أو شكلهم أو حجمهم، على عيش حياة صحية ونشيطة. ولكي تجعلي طفلك يعيش حياة صحية ونشيطة، حققي الأهداف التالية:
1 – اجعلي طفلك يتناول ما لا يقل عن 5 حصص من الفواكه والخضروات كل يوم.
2 – ابتكري خطة للمساعدة في تحقيق التوازن بين الأنشطة عبر الإنترنت وخارجها.
3 – عودي أطفالك والمراهقين الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات فما فوق لممارسة إلى 60 دقيقة على الأقل من النشاط البدني كل يوم، بالإضافة إلى بضعة أيام على الأقل في الأسبوع من تمارين تقوية العظام والعضلات.
4 – ادفعي أطفالك الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات إلى 3 ساعات من النشاط يومياً. وعلميهم ممارسة نشاط بدني متوسط إلى قوي لمدة ساعة أو أكثر يومياً.
5 – امنعي طفلك من تناول المشروبات السكرية. واختاري الماء أو الحليب لترطيب صحي.
6 – دعي جميع أفراد العائلة يشاركون في الأنشطة الرياضية، فإذا كانت الرياضة والأنشطة البدنية أولوية عائلية، فإنها ستوفر للأطفال والآباء أساساً قوياً للصحة مدى الحياة.
=====================
كيفية التعامل مع التحديات السلوكية في مرحلة الطفولة
الطفل يكبر يوماً من بعد يوم، وتنمو مهاراته وتزداد قدراته شهراً من بعد شهر، وبتأثيرها تزداد ثقة الطفل بنفسه وتتسع دائرته الاجتماعية؛ فيصبح بين نقيضين: طفل مطيع مهذب، ينصت ويستجيب لقواعد المنزل وتوجيهات الآباء، أو العكس، طفل مشاكس، متمرد، رافض لكل ما يحد من حريته ويوقف انطلاقاته هنا وهناك.
لهذا، من السهل أن تشعري أيتها الأم- أحياناً- بالغضب والإحباط عندما يتحداك طفلك، ويواصل التصرف بسلوك غير مهذب، لكن من المهم كذلك، إدراك أن التحدي وعدم امتثال الطفل للكلام، هي مشاكل سلوكية عادية لأطفال كثيرين.. والتعامل ينبغي أن يكون بقليل من الصبر وإستراتيجيات ضبط السلوك الصحيحة؛ لوقف كل تلك التحديات السلوكية في مرحلة الطفولة.. اللقاء واستشاري طب النفس، الدكتور حسن العزيزي.. للشرح والتفصيل.
طرق لتحفيز الأطفال على التصرف الأفضل
لا تأخذ أيها الأب سلوك طفلك المتحدي على محمل شخصي، مع أهمية تلبية احتياجاته الأساسية؛ لتقليل وتهدئة السلوك السلبي لديه.
امنح طفلك أكبر قدر من الثقة والحرية، ودعه يختر نظام العقوبات الذي من شأنه تغيير سلوكه السلبي، وقم بتعليمه مهارات التفاوض.
عليك إدراك أن عدم اتباع الأبناء للسلوك الجيد ليس مشكلة فردية؛ بل يعاني منها جميع الآباء في مرحلة عمرية ما للطفل.
حيث إن عدم الامتثال وسلوك التحدي الذي يتبعه الطفل، يمكن أن يكون جزءاً من نمو الطفل السليم؛ فقد يكون إشارة للثقة الزائدة، أو لرغبة في الاستقلال، أو محاولة لإثبات الذات.
مثال: عندما يختبر الأطفال الحدود الموضوعة لهم ويحاولون تجاوزها؛ فإنهم يحاولون أن يكونوا أكثر استقلالية.
وفي حين يُعتبر الاستقلال الناشئ أمراً صحياً للطفل ويتناسب ومرحلته العمرية؛ فإن نمط التحدي والرفض المستمر من جانب الآباء، خطأ.
تجنبي التوبيخ المستمر على السلوك السلبي، وابحثي عن فرص للثناء على طفلك لسلوكه الجيد.
هل تدركين كيفية..تنمية مهارات الطفل بعمر 5 سنوات؟
كيفية التعامل مع التحديات السلوكية للطفل
كافئي السلوك الإيجابي
ركزي على الأفعال الجيدة التي يقوم بها ابنك؛ بدلاً من التركيز على السلوك السلبي، وبالتالي الاهتمام به.
ابحثي عن فرص للثناء على طفلك لسلوكه الجيد، سواء أكان يتبع التعليمات، أو يجلس بهدوء ويشاهد التلفاز، أو يؤدي واجباته المدرسية.
أو حتى يضع ملابسه المتسخة في السلة، أو أيّ شيء آخر تودين رؤيته يفعله كثيراً.. فلتتوقفي لحظة وقولي: "عمل جيد".
كلما امتدحت سلوكاً معيناً، زاد احتمال تكرار طفلك لهذا النوع من "السلوك الجيد" في المستقبل.. وهذا يسعدك بطبيعة الحال.
تجنبي مكافأة السلوك السلبي
تجنبي بقدر الإمكان الاهتمام بالسلوك السلبي، وتمسّكي بتعبير الوجه، ونبرة الصوت المحايدة أثناء قيام ابنك بعمل سلبي.
مع العلم بأن هذا من أصعب المهارات التي يمكن أن يتقنها الآباء، ولكن من الأفضل بالفعل أن تركّزي على الطفل وليس على السلوك.
تجنبي استخدام كلمات سلبية مثل: "لا"، "توقف".. ولكن وجّهيه لما يمكنه فعله، إذا كان ابنك يرسم على الحائط، قولي له: "يمكنك الرسم على الورق أو على السبورة البيضاء"؛ فما توجهين انتباه ابنك إليه، هو ما ستحصلين عليه أكثر.
اختاري المعركة التي تخوضينها
"لا تحوّلي اليوم إلى مجموعة من اللاءات، واستبدلي بها التشجيع على سلوك إيجابي".
ماذا لو طلب ابنك جهازه اللوحي أثناء العشاء وقلتِ: "لا".. ثم بدأ بالصراخ، أو قام بأيّ سلوك غير لائق آخر؟
من الواضح هنا، أنه لا يمكن مجاراته في ذلك، وإلا سيصبح هذا سلوكه الدائم.. صراخٌ من الطفل واستجابة فورية من الأم.
وبذلك يمكن أن تتحول "معركة الإرادات" بينكما بسهولة إلى تيار مستمر من اللاءات والتوقفات والنواهي؛ حيث ينخرط الطفل في سلوك غير لائق واحداً تلو الآخر، من أجل جذب الانتباه أو الوصول إلى ما يريده.
لذلك، يجب عليك اختيار معاركك بحرص مع ابنك، إذا كان اللعب على الجهاز اللوحي أثناء العشاء يعيق ابنك عن تناول وجبته، أو أن العشاء هو وقت عائلي مميز؛ فبكل الوسائل استخدمي كلمة "لا".
لكن إذا كان الآباء والأمهات أنفسهم يتفحّصون هواتفهم أثناء تناول الوجبات؛ فربما لا تكون هذه مسألة تستحق الحرب من أجلها؛ نظراً لعدم توفير سياق عام متناسق لأطفالنا، و"لا" التي نقولها لا تحمل لهم مغزى.
استخدمي أسلوب التذكير لطفلك
التدخلات المسبقة هي إستراتيجية مختلفة، وتتضمن على سبيل المثال: معرفة الوقت الذي يحتاج فيه ابنك إلى النوم، أو أخذ استراحة حتى لا يتحول الإجهاد إلى طلبات غير مناسبة في الوقت الحالي.. تتضمن أيضاً تزويد طفلك بالخيارات المتعلقة بما سيفعله، ومتى سيفعله، واستخدام أسلوب التذكير لتسهيل الانتقال من الأنشطة المفضلة إلى الأنشطة الأقل تفضيلاً.
قدمي الاهتمام الإيجابي
يمكن أن يكون سلوك طفلك غير اللائق، أو عدم الامتثال لما تطلبين، طريقة الأطفال لجذب الكثير من الاهتمام، رغم أنه اهتمام سلبي.
فبعض الأطفال يتوقون إليه على أيّ حال؛ لهذا فتجاهُل السلوك السلبي، وسيلةٌ فعالة لجعل الأطفال مهذَّبين في نهاية المطاف.
ولكن توجد طريقة أخرى.. ما رأيك في إعطاء طفلك جرعات يومية من الاهتمام الإيجابي، كاللعب وقضاء الوقت معاً، فقط بضع دقائق من الاهتمام الإيجابي يمكن أن تقطع شوطاً طويلاً في تقليل التحدي.
تأكدي من انتباه طفلك قبل إلقاء التعليمات عليه
تأكدي من أن سلوك عدم الاستماع إليك من قِبل أبنائك هو ناتج عن قصد؛ فربما لم يسمعك أطفالك بسبب تشتتهم أثناء اللعب بألعاب الفيديو الخاصة بهم، أو أثناء استخدام هواتفهم.
في هذه الحالة، أنت بحاجة إلى إعطاء التوجيهات بشكل مختلف إلى أبنائك، قد يساعدك التواصل بالعين، أو وضع يد على الكتف لجذب انتباهه قبل التحدث، وتأكدي من أن أطفالك منتبهون؛ حتى يتمكنوا من استيعاب ما تطلبين منهم.
عرض خيارات محددة
من أفضل الطرق لمحاربة السلوك السلبي، تقديم خيارات.. عندما تقدمين خيارات، يشعر أطفالك بأن لديهم بعض السيطرة على الموقف.. تجنبي أسئلة مثل: "هل تريد ارتداء الملابس الآن؟"؛ لأن الطفل المتمرد سيقول: "لا" تلقائياً.. بدلاً من ذلك، اطرحي أسئلة مثل: "هل تريد ارتداء قميصك الأحمر أم القميص الأصفر؟".
قاعدة التهذيب المشهورة
يمكن أن تكون قاعدة الانضباط التي اتبعتها جَداتنا، والتي تقدّم الأشياء على أنها حوافز؛ بدلاً من التركيز على النتائج السلبية، واحدة من أفضل الطرق لتشجيع الامتثال لما تطلبينه من أبنائك.
وحتى يشعر الأطفال بأن لديهم بعض السيطرة؛ بدلاً من قول: "لا يمكنك لعب لعبة الفيديو لأنك لم تنظف غرفتك".. حاولي أن تقولي: "يمكنك تشغيل لعبة الفيديو بمجرد الانتهاء من تنظيف غرفتك".