سيدتي - ميسون عبد الرحيم
مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد ومع بدء الاستعدادات لاستقبال أول أيام المدرسة تلاحظ الأم أن طفلها لا يُبدي حماساً للعودة إلى المدرسة، كما تلاحظ أنه لا يكون متحمساً لشراء الأدوات المدرسية مثل الزي المدرسي والحقيبة المدرسية مثلما يفعل بقية الأطفال، بل ويتنافسون على شراء أفضل وأجمل الأصناف والأنواع.
تبحث الأم عن أسباب عدم حماس وفرحة طفلها للعودة إلى المدرسة، وتعتقد أن طفلها لن يكون متفوقاً في دراسته وهي لا تعلم أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي لقلة تحمسه لا ترتبط بتفوقه وإنجازه في الدروس، ولذلك فقد التقت "سيدتي" وفي حديث خاص بها معلم التربية البدنية وسيم يوسف، حيث أشار إلى الإجابة لتساؤل محير عند بعض الأمهات وهو لماذا لا يتحمس طفلك لموعد اقتراب بداية العام الدراسي وحلول لذلك بأفكار وحلول تربوية هامة لهذه المشكلة كالآتي:
الاستيقاظ المبكر
عودي طفلك على النوم المبكر قبل موعد المدرسة بعدة أسابيع ويُفضل في الشهر الأخير من الإجازة الصيفية، وذلك لأن استمرار الطفل بظاهرة السهر حتى وقت متأخر من الليل يجعله يكره الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم حصوله على نوم كافٍ واستيقاظه المبكر في صباح اليوم التالي.
اسحبي الأجهزة اللوحية من بين يديه وعوديه على نظام يومي يحتوي على نشاط رياضي خاصة في فترة المساء لكي يشعر بالتعب ويخلد إلى النوم مبكراً، وقدمي له كوباً من الحليب الدافئ لكي يساعده على النوم السريع والعميق ولكي يستيقظ وهو في قمة النشاط.
حاولي ان يبدأ الطفل في الاستيقاظ المبكر قبل بدء العام الدراسي الجديد، وتحدثي معه عن فوائد النوم المبكر للأطفال.. وأضرار السهر من 0-18 عاماً وأن النوم المبكر يفيد الكبار والصغار أيضاً وكوني قدوة له في ذلك، واشغلي وقته في الصباح ببعض الأعمال المنزلية الخفيفة مثل العناية بالحديقة أو ري أصص الزرع أو إعداد وجبة الإفطار لبقية أفراد الأسرة بمشاركتك في الوقوف في المطبخ.
الملل من روتين المدرسة
توقعي أن طفلك سوف يشعر بالملل خلال العام الدراسي وربما مع نهايته وحين تبدأ الإجازة الصيفية سوف تلاحظين أنه قد تنفس الصعداء بسبب عدم ذهابه إلى المدرسة، والسبب هو الملل من الروتين اليومي والذي لا يتغير لعدة أشهر ولا يسمح للطفل بالشعور بالنشاط والحيوية.
قومي باجراء تغييرات بسيطة في روتين يوم طفلك وتحدثي معه عن التغييرات القادمة، ويجب أن تلتفتي إلى أهمية تعليم الأطفال مهارات جديدة خلال الإجازة الصيفية لأن هذه المهارات تكون مرتبطة بالمنهاج المدرسي وبحماسة وشغف الطفل للعودة إلى المدرسة والحديث عنها لبقية الزملاء، فلا تجعلي الإجازة الصيفية تمر دون استثمارها بطرق جيدة.
تعرض الطفل للتنمر
تحققي أن طفلك لم يتعرض للتنمر المدرسي في العام الدراسي السابق لأي سبب من الأسباب، فقد يتعرض الطفل للتنمر من الزملاء فيكره المدرسة، وتظهر عليه أعراض التنمر خلال الإجازة، فمثلاً قد تظهر عليه اضطرابات شهية الطفل وعلاقتها بالدراسة وتكون واضحة تماماً وتعبيراً عن رفضه للمدرسة، ويجب أن يتوافر بينك وبين طفلك باب للمصارحة وعدم إخفاء المشاعر والمواقف عنك، واشعريه بأنك بجواره ومعه دائماً، ولذلك يجب أن تعرفي جوانب النقص لدى طفلك والتي دفعت زملاءه للتنمر عليه.
تواصلي مع إدارة المدرسة ومن الممكن أن ينتقل الطفل لفصل آخر بعيداً عن الزملاء المتنمرين في حال كانوا السبب في تعرض طفلك للتنمر، ولذلك فحل المشكلة يجب أن يكون قبل بدء العام الدراسي لكي يشعر الطفل بالراحة ويبدأ بالاستعداد لعام دراسي جديد بأمان وطمأنينة.
تعلق الطفل بالأم
قللي من تدليل طفلك لأنه سوف يصبح متعلقاً بك، وبالتالي يصعب عليه الذهاب إلى المدرسة، فالتدليل المفرط للطفل وتعلقه بالأم من أهم الأسباب التي توصل لها التربويون والتي تدفع الطفل للنفور من المدرسة، ويحب البقاء مع أمه في البيت ويرى أن المدرسة تُبعده عن حنانها وتدليلها المفرط والزائد عن الحد ويكون السبب في فشل الطفل الدراسي هو الأم وعدم محاولتها دمج طفلها مع المجتمع وتوسيع دائره علاقاته.
قومي بالحديث مع طفلك عن أهمية التعليم وأن المدرسة هي المكان الذي سوف يتعلم فيه وأن البيت لا يوفر له التعليم مثل المدرسة وأنه يجب أن يكبر ويتعلم لأنه سوف يخرج من البيت لكي يصبح رجلاً في المستقبل مثل أبيه ومسؤولاً عن عائلة ونفس الحديث يكون مع البنت أيضاً وبأن التعليم هو الطريق الأول للنجاح في الحياة وأنه لا يعني الغياب عن حضن الأم وحبها وحنانها.
مرض الطفل وسوء صحته
افحصي طفلك جيداً وقومي بإجراء بعض التحاليل الطبية الهامة له من خلال توصيات طبيب الأطفال، فهناك فحوصات طبية للطلاب ما قبل المدارس يعرفها الأطباء وينصحون بها، فمن أسباب عدم حماس الطفل للعودة إلى المدرسة أن الطفل قد يعاني من مرض أو إعاقة تجعل القيام بالواجبات المدرسية مهمة ثقيلة عليه، والبقاء في الدوام لعدة ساعات صعباً وفيه مشقة على بنيته وصحته.
جهزي لطفلك كل الإمكانيات التي تساعده لكي يقضي يومه الدراسي بشكل أفضل في حال كان يعاني من إعاقة في المشي والحركة مثلاً، ولا تجعلي هذه الإعاقة سبباً في تأخره المدرسي، واحرصي على تشجيعه والثناء عليه وتقديم المكافآت الجميلة لكل إنجاز وتحصيل يحرزه، وتفاخري به أمام بقية أفراد الأسرة.
مشاكل مرتبطة بوزن الحقيبة المدرسية
اختاري للطفل الحقيبة المدرسية المناسبة لسنه وحجمه، لأنه قد يعاني من ثقل وزن الحقيبة المدرسية، وآلام في ظهره وكتفيه ويزداد الألم بالتدريج فيكره الطفل بسبب ذلك المدرسة دون أن يبوح لك عن آلامه رغم أن الطفل يكون ذكياً ولديه استعدادات عقلية متقدمة، ولكن سوء اختيار الحقيبة يسبب له مشاكل تجعله غير متحمس للمدرسة بشكل عام.
اتبعي النصائح الطبيبة التي يضعها الأخصائيون حول اختيار الحقيبة المدرسية، بحيث لا يزيد وزن حقيبة طفلك عن 10% من وزنه بأي حال من الأحوال، ويُفضل أن تختار الأم نوع الحقيبة في مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الدنيا، أي للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثماني سنوات من النوع الذي يُحمل على الكتفين، وبالتالي تحقق لهم الراحة وعدم الشعور بالألم وعدم الانجرار وراء الموضة في اختيار الحقيبة المدرسية أو الانجرار وراء رغبة الطفل، فالمهم ما يريحه ويحافظ على صحته.
تأخر الطفل في العام السابق وفقدان الدافع
لا تجعلي فشل طفلك أو تدني علاماته في العام السابق سبباً في أن يكره الالتحاق بالعام الدراسي الجديد أو فقدان الشغف والحماس للذهاب إلى المدرسة والاستعداد لها، فقد يعاني بعض التلاميذ من مشاعر نفسية سيئة بسبب مشاعر الفشل الذي لحق بهم، وبالتالي فهم يتراجعون على جميع المستويات، ومن هنا يأتي دور الأم في التحفيز.
تحدثي مع طفلك عن أن النجاح والفشل يحدثان كثيراً في حياة الإنسان، وأن الحياة لا تسير بمسار واحد، ولكن الإنسان الناجح هو الإنسان الذي يتجاوز الأخطاء ويتحداها وينتصر عليها، وعليك البحث عن أسباب تراجع ذكاء الطفل سواء كانت أسباباً صحية أو نفسية أو اجتماعية ومحاولة علاجها لكي يتخطاها الطفل في العام الدراسي الجديد.