سيدتي - خيرية هنداوي
عادة ما تزداد خطورة تعلق الطفل بالموبايل.. مع العودة للمدارس؛ لتتحول إلى مشكلة صحية وأضرار نفسية وخسائر دراسية، هذا رغم أن استخدام الشاشات الأليكترونية والهواتف الذكية قد ساهمت بشكل كبير بتوعية الجيل الحالي بالأحداث من حوله، ومنح الطفل مهارة التعامل السريع مع الأجهزة التعليمية الأخرى، وإنجاز المهام الدراسية الصفية مباشرة.
لكن حالة توحد الطفل أو الشاب البالغ مع الموبايل ليصبح هو عالمه، ومن أجله ينفصل عن كل ما يحيط به، يعد أمراً غير صحي. لهذا رصد التقرير التالي أضرار وخسائر تعلق الطفل بالموبايل أثناء الدراسة، وكان اللقاء والدكتور إبراهيم علوان أستاذ طب النفس وتعديل سلوك الطفل لشرح ضرورة فهم تطور العلاقة بين الطفل أو المراهق والموبايل- تحديداً- وإدراك مدى تطورها ومراقبتها.. تلافياً للمخاطر الصحية والنفسية والدراسية على الطفل.
تعلق الطفل بالموبايل
لا جدال في ان الهواتف الذكية والتكنولوجيا عموماً أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الطالب اليومية على مستوى العالم، وليس في الوطن العربي فقط، لكن لابد من الاعتراف بأن مع وجود هذه التسهيلات التكنولوجية، تغيرت الخبرات المأخوذة من قبل الطلّاب في المدارس.
وإذا تحدثنا عن إيجابيات وسلبيات تواجد الهواتف الذكية في المدارس مع الطلاب داخل الفصول وخارجها، نقول: إنها ماكينات إنتاجية في المقام الأول، ومنافعها أكثر من سلبياتها، والهواتف المحمولة أخف وأسرع وأصغر، وتستطيع صنع الكثير جداً أكثر من أي جهاز آخر.
ولكن هذا لا ينسينا أن الهواتف المحمولة لها سلبياتها في المدارس؛ حيث يستعمل الهاتف أحياناً كثيرة للتنمر، وتكون سبباً للانشغال عن الدرس، وإزعاج المعلم وإشعال غضبه عن عمد، بجانب التكاسل في كل شيء.
أعراض تعلق الطفل بالموبايل
عدم القدرة على الاستغناء عنه، هي أكثر ما يظهر من علامات تعلق الطفل بالموبايل، خاصة توقيت عودة المدارس أو الجامعة.
يتأثر نمو عقل الطفل سلبياً في هذه الفترة، بسبب الكم الهائل من المعلومات التي يتلقاها من الموبايل. حيث يكون في حالة نمو.
يحدث تغير كم كبير من وظائف المخ، مثل: التخطيط وردود الأفعال والقدرة على التنقل بين المواقف، ما يحد من قدرات الطفل على التكيف.
الانشغال بالموبايل طوال ساعات جلوس الطفل بالبيت، ونجده يميل إلى الانعزالية والانطواء، ويصبح شخصية مهزوزة من الداخل، مع حالة من عدم التركيز والانتباه والتوتر والعصبية.
يعيش لساعات في عالم افتراضي، وتنتابه مشاعر من القلق، وعدم الراحة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، بجانب ابتعاده عن علاقات التواصل الاجتماعي، فتسوء صحة الطفل النفسية والجسدية.
إهمال الطفل لواجباته المدرسية، والميل للعدوانية حالة سحب الموبايل منه، وكأنك تسحبين الأكسجين من رئته، وذلك نتيجة لشدة تعلقه به ومصاحبته له ساعات طويلة يومياً.
حلول سريعة لمشكلة التعلق بالموبايل
البحث عن طرق للتعامل مع الطفل من دون إيذاء نفسي؛ فالعودة للمدارس تعني الدراسة والتحصيل والالتزامات وعمل الواجبات.
الحرص على إشراك الطفل في أنشطة رياضية، تساعده على قضاء وقت فراغه، وتقوية عضلاته ونمو جسده، وتفريغ طاقته.
التحلي بالصبر والهدوء حتى لا يزداد الطفل في عناده وتعلقه بالموبايل، مع تجنب استخدام الموبايل وقت النوم أو وقت تناول الطعام، أو أثناء التجمع العائلي، أو مشاهدة فيلم.
ان تكون الأم قدوة لطفلها؛ عن طريق التقليل من استخدامها للموبايل لوقت طويل، وتشجيع طفلها على التواصل مع الآخرين.
أن تسعى لانشغال طفلها باللعب مع آخرين، وينصح بتخصيص ساعة يومياً فقط لاستخدام الموبايل.
تنظيم ساعات اليوم، وإدراج وقت محدد لاستخدام الموبايل، بعد قيام الطفل بواجباته المنزلية والدراسية.
محاولة إشغال الطفل بعدد من الأنشطة والهوايات المحببة، كالقراءة أو الرسم والتلوين، أو مشاهدة بعض الأفلام المناسبة مع عمره.
يهمل الطفل الأنشطة الحركية والهوايات اليومية لكثرة استخدامه للموبايل.
يحدث تلف بخلايا الدماغ، وتأثير على حاسة السمع والبصر والجهاز العصبي.
يزداد خطر الإصابة بالسرطان وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي، حالة تعلق الطفل بالموبايل.
إهمال الطفل للأنشطة الحركية والهوايات اليومية؛ التي تحقق النمو الصحي السليم للجسم.
السن المناسبة لاقتناء الطفل للجوال
يفضل اقتناء الطفل للجوال من 11- 14 سنة، مع مراعاة الضوابط المناسبة للاستخدام من قبل الآباء.
لا يمكن منع الطفل من استخدام الموبايل بشكل تام، إنما بتحديد وقت معين للاستخدام والالتزام به، مع متابعة الأهل له بشكل مستمر.
يفضل عدم ترك الطفل وحيداً، وتوضيح أن ما يراه على الشاشة ليس حقيقياً دائماً، مع الرد على تساؤلات الطفل وانتقاء الإجابة الصحيحة.
ويفضل وضع السماعات؛ حتى لا يضع الطفل الجوال بالقرب من عينيه، والحذر من استخدامه أثناء تناول الطعام، أو وسط الجلسات أو الرحلات الجماعية.
عدم ترك الموبايل بين يدي الطفل، عند دخول غرفته للنوم، ويفضل أن يشترك مع إخوته عند اللعب؛ حتى لا يكون معزولاً عمن حوله.