سيدتي - ميسون عبد الرحيم

يتعدى اللعب بالنسبة للطفل وفي سن صغيرة فائدة تزجية الوقت أو الانشغال عن الأم، وكذلك تقليل البكاء بالنسبة للطفل لأن اللعب يحقق فوائد كثيرة وعديدة لا يمكن أن يعد كونه وسيلة من وسائل تعزيز النمو والقدرات وتحقيق التوازن النفسي، لأن اللعب باختصار هو النشاط الأول الذي يمكن أن يمارسه الطفل وهو ما زال رضيعاً لا يستطيع أن يتحرك من مكانه فتجده الأم يناغي ويحرك ساقيه ويديه ويضحك حين يفعل ذلك وكأنه يلعب مع مجموعة من الأشخاص.

يجب على الأم أن تختار الألعاب المناسبة للطفل لكي يحقق الفوائد العديدة لهذا النشاط المهم وفي نفس الوقت يجب أن تشتري له ألعاباً بمواصفات خاصة لكي تتجاوز تلك الألعاب مفهوم قضاء الوقت حيث سيمل منها الطفل في أسرع وقت، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية ناردين عبد الله، حيث أشارت إلى أهمية اللعب في تعزيز الصحة النفسية للأطفال وفوائد أخرى لتنمية مهارت الطفل وقدراته وتطور نموه العقلي والإدراكي في الآتي:

تعريف اللعب عند الأطفال

يعرف علماء النفس اللعب بأنه نشاط جسماني أو عقلي يمارسه الصغار وأحياناً الكبار، فهناك ألعاب تكون مخصصة للكبار وليس الهدف منها تزجية الوقت، فالهدف الرئيسي لأي لعبة يمارسها الشخص هو الحصول على المتعة واللذة والإثارة وجرعات من السعادة بسبب ما تحققه تلك اللعبة له من أحاسيس ومشاعر، مثل مشاعر الفوز أحياناً ومشاعر التفوق ببناء بيت من المكعبات على سبيل المثال، ولذلك فاللعب بهذا التعريف يجعلنا نبحث عن أهمية اللعب عند الأطفال، فإذا كان اللعب هو نشاط وحركة سواء للجسم عن طريق تحريك اليدين على الأقل أو نشاط وحركة للعقل فيعرف علماء النفس اللعب بأنه طريقة من طرق التعلم واكتساب المهارات النفسية والاجتماعية مما يعزز النمو النفسي والمعرفي عند الأطفال خصوصاً.

أهمية اللعب في تعزيز مهارات وقدرات الطفل

اللعب الخيالي

    اهتمي بمنح طفلك فرصة لكي يلعب وفي سن صغيرة، حيث إن اللعب واحد من الطرق التي تعمل على مساعدتك في تعديل سلوك طفلك، حيث إن الطفل يبدأ في تنظيم سلوكه داخل اللعبة خاصة أن السنوات الأولى من عمره تشمل ميله إلى اللعب الخيالي أو التخيلي وبالتالي فهو ينظم ويرتب عالماً خيالياً وفي نفس الوقت مثالياً يساعده على تقويم سلوكه الحقيقي مع الآخرين بالتدريج دون أن تبذلي جهداً سوى التوجيه والنصح له، ولن تحتاجي إلى اللجوء مثلاً للعقاب أو الاستعانة بأخصائية سلوك لكي تخلصي طفلك من عادة سيئة على سبيل المثال.

    لاحظي أن طفلك يتعلم من خلال اللعب مفردات جديدة، وكذلك يطلق أصواتاً جديدة تنمي قدراته ومهاراته وبالتدريج فهو يتعلم الكلام أسرع من الأطفال الذين لا تتاح لهم فرصة اللعب في سن صغيرة، مثل أن تترك الأم لعبة لينة بين يدي الطفل الذي ما زال رضيعاً، وعندما تلاحظ الأم أن طفلها يناغي ويردد حروفاً غير مفهومة مع اللعبة فيجب أن تعرف أن اللعب يجيب على تساؤل مهم يراودها وهو كيف يتعلم الطفل الكلام؟، واللعب يخلق عالماً يتواصل معه الطفل بطريقته ويمرّن أحباله الصوتية وقدراته على أن ينطق باكراً ليتواصل مع هذا العالم المحبب.

    اعلمي أن اللعب بشكل عام بالنسبة للطفل يسهم بشكل كبير في التطور الهيكلي لدماغ الطفل، وبالتالي تتطور قدرته العقلية والذهنية بشكل سليم وسريع مقارنة بالأطفال الذين لم تقدم لهم الأم الألعاب التي تناسب سنهم ولم تكن تلعب معهم ألعاباً مناسبة أيضاً، فلعب الأم مع الطفل يفيد في تطور عقله وتعزيز مستوى ذكائه بشكل كبير.

    استعيني باللعب ولا تهملي فوائده لأنه يعمل على تطوير وتعزيز مهارات التعلم المختلفة لدى الطفل وهذه المهارات تندرج تحتها تنمية الخيال، فاللعب التخيلي ينمي خيال الطفل ويطور من تفكيره، إضافة لما يحققه اللعب من تطوير مهارة الاستكشاف والتي تقود إلى تنمية مهارة الانتباه والتذكر في نفس الوقت، وكذلك تنمي لدى الطفل مهارة الحيطة لاتقاء مخاطر اتخاذ القرارات المتسرعة، وخلال ذلك فاللعب يقوي ذاكرة الطفل لأنه حين يكتشف خطوة خاطئة فهو يبني عليها تخطيطاً لخطوات ناجحة قادمة.

فوائد نفسية للعب الأطفال

    لاحظي أن طفلك سوف يتوقف عن اللعب حين تضعين لعبة بين يديه رغم أنه يكون ما زال صغيراً ولا يعرف ما هي اللعبة مثلاً، ولكن اللعبة تجعله يشعر بالراحة والهدوء ويتوقف عن نوبات البكاء في سن مبكرة والتي يعاني منها غالبية الأطفال، لأن تنمية حاسة اللمس لديه تلعب دوراً كبيراً في تغذية روح الاستكشاف والفضول، خاصة لو كان الطفل في مرحلة التسنين وحيث يضع كل ما يراه أمامه في فمه.

    اهتمي بأن يمارس طفلك اللعب الجماعي، لأن اللعب مع أطفال آخرين يعزز من شعور الطفل بالأمان مما يمنحه راحة نفسية كبيرة حين يكون مطمئناً لوجود مجتمع حوله ويتواصل معه بنفس طريقته، فلا تهملي مثلاً أهمية اللعب الجماعي مع الأطفال الرضع فلا تعتقدي أنهم لا يفهمون بعضهم البعض ولكنهم بالعكس يكتشفون بعضهم عن طريق التلامس والمناغاة.

    حافظي على استمرار طفلك في اللعب، حيث يؤكد علماء النفس أن اللعب يساعد الطفل على تنمية مفهوم الذات وبالتالي فهو يخرج من دائرة ذاته ويبدأ في المشاركة مع الآخرين عن طريق اللعب الجماعي، وهذه خطوة مهمة في التطور النفسي للطفل الذي يولد أنانياً يريد أن يكون محور الكون بالنسبة للآخرين.

    احرصي على تخصيص وقت لطفلك لكي يلعب مع الآخرين ممن يماثلونه عمراً لأن في ذلك فرصة للتعبير الانفعالي للطفل، بمعنى أن اللعب يتيح الفرصة للطفل لكي يعبر عن مشاعره وانفعالاته بعكس الطفل المنطوي والذي لا يفعل شيئاً سوى أن يبقى صامتاً وهذه ظاهرة مقلقة للأم.

 

   تتبعي التعليمات المدونة على كل لعبة تقومين بشرائها لطفلك، لكي تعرفي إذا ما كانت مناسبة لعمر الطفل أم لا؟ فهناك بعض الالعاب التي تكون غير مناسبة وكذلك غير آمنة وقد تشكل خطراً عليه حتى لو أعجبك تصميمها ومنظرها الخارجي.

    حاولي اختيار لعبة مناسبة لمهارات طفلك وكذلك لما يمتلكه الطفل من قدرات جسمية، فمثلاً هناك أطفال يولدون ببنية نحيفة فيجب أن تختاري ما يناسب بنيته لكي يستطيع أن يستمتع باللعبة وكذلك في حال كانت لدى الطفل أي إعاقة جسمية، فيجب أن تنتبه الأم عند اختيار اللعبة له بحيث تساعده ولا تشكل عبئاً عليه وتظهر له مدى إعاقته وتؤثر على نفسيته.

    اهتمي بمراقبة طفلك إذا كان تحت عمر خمس سنوات فلا تضعي قطعاً صغيرة سهلة البلع أمامه حتى لو كان يلعب مع أطفال آخرين، وخصصي مساحة آمنة لكي يلعبوا بها فلا تتركيهم يلعبون بالقرب من الدرج أو بركة الماء وحوض السباحة فيتعرضون للخطر.

    تجنبي شراء الألعاب التي تحتوي على قطع كثيرة وسهلة الفك، لكي لا يغافلك الطفل ويقوم بفكها بنفسه أو بمساعدة الأطفال الآخرين، فهناك أطفال يسببون الأذى لأنفسهم ولغيرهم بسبب ابتلاع بعض قطع الألعاب أو استخدامها في الضرب أو التسبب في جروح وخدوش، ولذلك يجب تجنب الألعاب ذات الحواف الحادّة.

    احرصي على مشاركة طفلك اللعب وذلك من خلال شراء ألعاب تناسب اللعب مع الكبار والصغار، لأن لعب الكبار مع الطفل يساعده في بناء ثقته بنفسه أمام عائلته، حيث يتبادل معهم الأدوار مما يعزز قدرته على التأقلم الاجتماعي وتكوين تفاعل وحضور ناجح في مجتمعه ومحيطه، بالإضافة لتعزيز الانتماء العائلي المبكر عند الطفل مما يؤثر على نفسيته بشكل إيجابي.

JoomShaper