مفكرة الإسلام: أبدت الكاتبة الأمريكية الشهيرة كريستا بريمر سعادة وارتياحًا بارتداء ابنتها ذات التسع سنوات للحجاب، مشيرة إلى أنها فخورة بابنتها الصغيرة التي أصبحت أكثر سعادة عما كانت عليه في الفترة التي سبقت ارتداءها للحجاب.
وحدث ذلك في صيف العام الماضي، عندما قالت علياء الصغيرة لوالدتها الكاتبة الأمريكية: "أريد لبس الحجاب فهل تسمحين لي؟". وسيطرت الدهشة على الأم التي كادت تسرع لتجيبها بالرفض، لكنها استدركت وتذكرت الاتفاق الذي تعاقدت فيه مع زوجها، فتراجعت وأخبرتها أن بإمكانها ارتداءه إذا أرادت وليس هناك أي مانع.
وراحت "بريمر" تتأمل وتفكر بالسبب الذي حمل الطفلة على التحجب والانجذاب إلى مناخات ستبعدها عن الكثير من مباهج مدينة "كاربورّو" التي تقيم فيها العائلة بولاية كارولينا الشمالية، فاكتشفت أن أشياء صغيرة تجمعت من هنا وهناك في شخصية الطفلة، وكانت من النوع الذي لا يعيره البالغون أحيانًا أي اهتمام، لكنها كانت أشد تأثيرًا على علياء من جاذبيات أقوى دولة في العالم.
وقالت بريمر عن ابنتها: إنها سعيدة باختيارها للحجاب "لأن هذه هي قناعاتها، وقد تتغير في المستقبل، إلا أن جذور هذا التحول الذي تعيشه الآن ستبقى فيه بالتأكيد".
وقالت الكاتبة التي تكاد تنتهي من كتاب ستصدره عن علاقتها بالمسلمين وتجربتها معهم من خلال من تربطها بهم صداقة ومعشر يومي في كارولينا الشمالية: إنها فخورة بابنتها الصغيرة التي أصبحت أكثر سعادة عما كانت عليه في الفترة التي سبقت ارتداءها للحجاب.
وشرحت أن الذي جذب ابنتها إلى الحجاب ورموزه "هو المحيط العائلي الذي نعيش فيه كعائلة، فمعظم من تربطنا بهم صداقة هم من الأمريكيين المعتنقين الإسلام، لا يوجد عرب في المدينة التي نقيم فيها، والإيحاءات لابنتي جاءت من أبناء وبنات العائلات التي لنا معها صداقات ومعظم أفرادها من المسلمين الجدد. لكني ما كنت أعتقد أن تأثيرات هذا المحيط أقوى من تأثيرات أمريكا التي كنت أعتقد أنها أكبر جاذب في العالم".
أثر إسلامي عميق:
وذكرت بريمر التي زارت ليبيا مرة واحدة فقط، قبل 5 سنوات، أن زيارتها للجماهيرية والبقاء هناك أياماً مع ابنتها في بيت عائلة زوجها "تركت في ابنتي أثراً عميقاً، فقد شعرت علياء هناك على الأرض بالحنان العائلي والتكاتف والحنو الوثيق بين أفراد العائلة الواحدة، وهو شيء مفقود تقريباً في أمريكا".
كما ألمحت إلى إمكانية اعتناقها للدين الحنيف، وأنها ستكون سعيدة فيما لو أقدمت على الخطوة "لكني لم أفعلها بعد.. لقد قرأت القرآن وحفظت بعض آياته، وهو كتاب عظيم وتأثيراته حية وسريعة ومشحونة بروح إيمانية. وقد رأيت بنفسي أن الذين يعتنقون الإسلام هم أكثر حماسة لإيمانهم الجديد ممن ولدوا مسلمين"، في إشارة منها لأصدقائها الأمريكيين في الولاية التي تقيم فيها.
مبادئ سامية:
وعادت الكاتبة وتحدثت عن ابنتها فقالت إنها قوية وذات عزيمة "وتقرأ القرآن وحفظت سورة الفاتحة قبل مدة غيباً، وهي تطلب دائماً من والدها تعليمها (العربية)، وأنا سعيدة لسعادتها، لأنها أصبحت ذات مبادئ سامية، فهي لا تأكل لحم الخنزير مثلاً وتصلي من حين لآخر، وكل هذا رائع وأقبله وأنا فخورة به لأنه قناعاتها".
معاملة زوجي عكست لي حقيقة الإسلام:
أما الذي جعل من الكاتبة الأمريكية ميالة للدين الحنيف فهي معاملة زوجها –إسماعيل السويح- الذي وصفته برجل مثالي ونادر، "فمن معاملته لي واستقامته رأيت الإسلام كما هو في الواقع، لا كما في الكتب والمحاضرات، فكان لي كمرآة عكست لي حقيقة الإسلام وتجربتي مع معتنقيه، وكله سأنقله للقارئ الغربي في كتابي الجديد".
من جانبه أبدى الدكتور إسماعيل السويّح فرحته بما قالته زوجته وقال: "أنا أيضًا فخور بها، وفخور برغبة ابنتي في ارتداء الحجاب.. صدقني لم أحدثها عن الإسلام ولا عن الحجاب أبدًا، ويبدو أنها تأثرت بمن لنا علاقة بهم في الولاية، فنحن نعيش في مدينة جامعية تقريبًا، ومنعزلين لأن عائلة زوجتي بعيدة عنها، كما أني بعيد عن عائلتي الموجودة في ليبيا".
وعبّر الدكتور إسماعيل الذي زار ليبيا 5 مرات طوال 30 سنة من وجوده في الولايات المتحدة، عن سعادته بالتحجب المبكر لابنته، واعتبره عفويًا "وتم من دون أي تأثير مباشر من جانبي. وقد اعترف بأن التأثير كان مني إليها عن بعد، أي أنها كانت تراني أصلي 5 مرات في اليوم، وتراني أصوم، أو تراني ألتقي بالأصدقاء ومعظمهم من المعتنقين للإسلام فتتأثر من حيث لا أدري، حتى فوجئت بتحجبها".

JoomShaper