الطفل والقرآن الكريم
- التفاصيل
يدرك الكثير من الأهل والتربويين ما للقرآن الكريم من دور في إغناء الحصيلة المعرفية واللغوية للطفل، لذا نراهم يعمدون إلى توجيه الطفل نحو حفظ بعض آياته وفهم معانيه وتفسيرها. وهنا تقدم "جهينة" بعض الإرشادات لكل الأمهات لجعل القرآن الكريم قريباً ورفيقاً لأطفالهن.
اقرئي القرآن أمامه: إن قراءتك للقرآن أمامه أو معه يحفز بل ويحبب القرآن للطفل بخلاف ما لو أمرتيه بذلك وهو لا يراك تفعلين ذلك. ويكون الأمر أكمل حين يجتمع الأم والأب مع الأبناء للقراءة ولو لفترة قصيرة. اهديه مصحفاً خاصاً به: إن إهداءك مصحفاً خاصاً لطفلك يلاقي تجاوباً مع حب التملك لديه. وإن كانت هذه الغريزة تظهر جلياً مع علاقة الطفل بألعابه، فهي أيضاً موجودة مع ما تهديه إياه. واجعليه مرتبطاً بالمصحف الخاص به يقرؤه ويقلبه متى شاء.
قصي له قصص القرآن الكريم: يحب الطفل القصص بشكل كبير، فقصي عليه قصص القرآن بمفردات وأسلوب يتناسب مع فهم ومدركات الطفل. وينبغي أن يقتصر القصّ على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن، ولتكن ختام القصة قراءة لنص القرآن ليتم الارتباط ولتنمي مفردات الطفل خصوصاً المفردات القرآنية.
استمعي له وهو يقصّ قصص القرآن الكريم: من الأخطاء التي يقع فيها البعض من المربين هو عدم الاكتراث بالطفل وهو يكلمهم، بينما نطلب منهم الإنصات حين نكون نحن المتحدثين. فينبغي حين يقصّ الطفل شيئاً من قصص القرآن مثلاً أن ننصت إليه ونتفاعل معه، ونصحّح ما قد يقع منه في سرد القصة بسبب سوء فهمه للمفردات أو المعاني العامة. كما أن حكايته للقصة تنمّي عنده مهارة الإلقاء والقص. والاستماع منه أيضاً ينقله من مرحلة الحفظ إلى مرحلة الفهم ونقل الفكرة، ولذلك فهو سيحاول فهم القصة أكثر ليشرحها لغيره، إضافة إلى أن هذه الفكرة تكسبه ثقة بنفسه فعليك بالإنصات له وعدم إهماله أو التغافل عنه.
شجعيه على المشاركة في المسابقات (في البيت، المسجد، المكتبة، المدرسة، البلدة): إن التنافس أمر طبيعي عند الأطفال ويمكن استغلال هذه الفطرة في تحفيظ القرآن الكريم. إذ قد يرفض الطفل قراءة وحفظ القرآن وحده لكنه يتشجع ويتحفز إذا ما دخل في مسابقة أو نحوها، لأنه سيحاول التقدم على أقرانه كما أنه يحب أن تكون الجائزة من نصيبه. فالطفل يحب الأمور المحسوسة في بداية عمره لكنه ينتقل فيما بعد من المحسوسات إلى المعنويات. فالجوائز والهدايا وهي من المحسوسات تشجع الطفل على حفظ القرآن الكريم، وقد يكون الحفظ في البداية رغبة في الجائزة لكنه فيما بعد حتماً يتأثر معنوياً بالقرآن ومعانيه السامية.