هاشم سلامة
مصادر الخوف لدى الأطفال في العقود الغابرة مخاوف من كائنات وهمية صنعتها الأساطير، فكان الخوف من الغول والعفريت والبعبع اما اليوم وفي ضوء دراسة حديثة يتبين ان مخاوف الاطفال العشر هي: القتلة، الموت، القنبلة الذرية، الاختطاف، الرعد، الزلازل، الشيطان، الحروب، العواطف، والحوادث.
وقد كانت الدراسة أجريت على 111 طفلاً في عمر عامين الى ستة اعوام.
إن أطفال اليوم اكثر تعقيداً من اطفال الأمس وقد اكتسبت مخاوفهم صبغة اكثر واقعية واقل تخيلا من اطفال الامس، فقد اصبح طفل اليوم على درجة احساس كبيرة لما يجري في العالم، فاختفت خرافات الغيلان والعفاريت وغيرها، من الشخوص الوهمية، وحلت محلها مخاوف القتل والحروب والكوارث التي يرونها على وسائل الإعلام خصوصاً التلفزيون.
وهنالك مخاوف تكمن في العقل الباطن لدى الأطفال وهي: الخوف من الأطباء والمستشفى والحقنة الدوائية.
لماذا يمتنع رجل ما او امرأة ما من الذهاب للمستشفى رغم الألم والمرض المبرح الى ان يتمكن منه المرض، وقد يطول به الوقت حتى يتمكن منه المرض ويتعذر العلاج؟ السبب حسبما وتبعا لما يقوله عالم النفس «ادوين مالتين» فان مرض الخوف من الاطباء شائع بين الكبار والصغار وان ما يزرعه الاهل في نفسية الطفل من شعور ينمو في العقل الداخلي ويجعله يحجم عن الاقتراب من الاطباء، وهو يبكي ويحاول الاختباء وراء أمه هربا وخوفا من الطبيب، ولتخفيف خوف الطفل يلجأ الأهل الى الكذب عليه كأن يقولون: لا تخف من الحقنة يا بُني فهي غير مؤلمة مطلقا. ولكن عندما يوجعه وخز الابرة يبدأ خوفه من الأطباء ويكذب ما قاله له الأهل، فما الطريقة لمنع هذا الخوف؟ يقول ادوين مالتين: يجب ان يدرك الآباء أن الأطفال قادرون على التمييز بين الصدق والكذب في وقت مبكر من العمر، وان اخفاء الحقيقة يصور الأمور بشكل اخطر مما هي عليه، وواجب الأم هنا ان تقول لطفلها قبل زيارة الطبيب: من اجل شفائك يا بني لا بد من الذهاب الى الطبيب، وقد يحتاج الأمر الى اعطائك حقنة لها وخزة تؤلم ألماً بسيطاً مؤقتاً سرعان ما يزول.. وهذا افضل من بقاء ألم المرض يُعذّبُك وقتاً طويلاً. ويطالب ادوين الآباء ان يكونوا حازمين مع أطفالهم في مسائل الصحة، والتعليم، والنظافة، والتربية لأنها من الأساسيات الضرورية بل هي الأساسيات التي يجب أن تزرع في الطفل، ولا مجال فيها للتراجع أو استشارة الطفل بها ويشدد على عدم الاستجابة لبكاء الطفل رفضا لها، ومن الحكمة اعداد الطفل لدخول المستشفى بافهامه على قدر مداركه بما ينتظره هنالك، وكأن يقال له مثلا: ستتخلص من اللوزتين اللتين تزعجانك وتمنعك من الأكل.. وحتى تتحسن صحتك وتصبح قويا لا بد من استئصالهما. وستكون نائما، اثناء علاجهما، وستصحو بألم بسيط في حلقك وستجد بجانب سريرك الكثير من البوظة التي ستخفف عنك الألم. وبعدها لن يعود هنالك ما يسد مجرى التنفس والبلع ويسبب الشخير، وسوف تتحسن شهيتك للطعام وستكون قادرا على اكل كل شيء تحبه وسينمو جسمك، افضل واقوى.
بهذا سوف يقتنع الطفل بان ألماً خفيفاً مؤقتاً افضل من ألم دائم يسبب مشاكل دائمة.. وبهذا سيصبح هذا الطفل صديقا للطبيب والمستشفى، ولن يكون الطبيب مصدر رعب له بعد ذلك.
مخاوف الأطفال من الأطباء والتعامل معها
- التفاصيل