حينما تنظر إلى عينيها الصغيرتين تشدك فيها لمعة الذكاء وحينما تتحدث تشعرك بسكينة النفس وهدوء السريرة يدهشك عمق تفكيرها ودقة تحليلها للأمور وعقلانيتها وحسن اختيارها، ربما يعتقد البعض أنني أصف امرأة في عقدها الثالث أو على أقل تقدير فتاة في العشرين ؛ لكنك لن تمتلك إلا أن تقول:"ما شاء الله تبارك الله "وأنت تجد نفسك أمام بنت الثلاثة عشر ربيعا

وهي  تتمنى أن تصير أميرة للشاعرات تماما كأحمد شوقي، وتحصل على جائزة نوبل كأحمد زويل وتخترع ما ينفع وطنها كمهند جيزاني؛  هي من مواليد 1417هـ، تدرس بالصف الأول المتوسط، بمدرسة "أسراري" بالرياض؛ وهي من المنتسبات لـ "نادي لها أون لاين"،  تعشق الشعر وتكتب الخواطر وتبرع في الإلقاء؛ تحب المقالات والكتب العليمة، وهوايتها الاختراع والابتكار؛ إنها  المخترعة الصغيرة "غيداء القحطاني"
* غيداء.. لماذا تملين إلى الاختراعات؟
ـ لأنها تساعد المجتمع.
* وما أهم اختراعاتك؟
ـ المطبات الفسفورية.
* وما هي المطبات الفسفورية؟
ـ هي عبارة عن لون فاقع يوضع على المطبات التي تعترض الشوارع الرئيسية لكي يراها قائد السيارة.
* أليست هذه المطبات موجودة من قبل بهذا الوصف؟
ـ لا.. ليست موجودة بهذه بالصورة التي اخترعتها؛ إنما الموجود بالفعل ما يعرف عند الناس بعيون القطط.
* وما هي عيون القطط يا غيداء؟
ـ هي عبارة عن دوائر معدنية صفراء يشع منها نور فتشبه عين القطة، وتلمع في الظلام فيراها السائق.
* وما الفرق بين اختراعك والدوائر المعدنية الصفراء (عيون القطط)؟
ـ اختراعي هو صبغ المطب كله بلون فاقع، أما عيون القطط تبين مسار السائق ولا تبين المطبات.. إذن فاختراعي أعمق لأنه يكون بطول المطب وليس أجزاء منه فقط.
* وماذا عن اختراعاتك الأخرى؟
ـ مشاية الأطفال الخاصة بالمواليد الجدد خصوصا الذين يبدوؤن المشي حديثا.
* هذه المشاية موجودة بالفعل؟
ـ صحيح موجودة لكنني اخترعت فيها شيئا جديدا.
* وما هذا الشيء؟
ـ لقد اكتشفت أن عجلات المشاية العادية المصنوعة من المعدن تؤلم أقدام الطفل؛ وحينما يبدأ في تعلم المشي، تجرح قدمه كثيرا، ففكرت في استبدال هذه العجلاب بعجلات أخرى خشبية، ووجدتها قاسية أيضا، فجاءتني فكرة اختراعي وهو تغليف العجلة المعدنية بغطاء من الفلين الطبيعي لين الملمس، لكي يحمي أقدام الأطفال.
* ألا يعتبر هذا تعديلا أو تطويرا وليس اختراعا؟
ـ ربما يكون كذلك لكن أحدا لم يسبقني إلى هذه الفكرة على كل حال.
* بما سميت اختراعك الأخير؟
ـ سميته (حامية العجلات).
* الم يكن من الأوقع تسميته بحامية الأقدام؟
ـ لا.. أحببت أن أسميه هكذا.
* هذا عن الاختراعات فماذا عن مقالاتك العلمية؟
ـ لدى موضوع هام سأكتب فيه وهو عن التنمية البشرية.
* وما لديك من جديد في التنمية البشرية؟
ـ أنا أريد أن أقول أنه على الإنسان أن يطور فكره بالمهارات والمعارف والسلوكيات الجيدة التي تنفع المجتمع.
* وماذا أيضا؟
ـ هناك موضوع آخر أحب أن اطرحه وهو عن تحديد الهدف.
* ماذا تطرحين فيه؟
ـ أطرح فيه أن الإنسان يجب أن يكون لديه هدف في الحياة، ووجدت أن كلمة هدف نفسها مكونة من ثلاثة أحرف؛ وكل حرف لدي له معنى؛ فحرف الهاء يعني الهدف، وحرف الدال يعني الدافع، أما حرف الفاء فيعني الفعل.
* الهدف، والدافع، والفعل.. هل نعتبر هذا ترتيبا منطقيا لمفهوم الهدف عند غيداء؟
ـ نعم.. فالإنسان أولا يجب أن يكون لديه هدف في الحياة، ثم الدافع لتحقيق هذا الهدف، ثم الفعل الذي عن طريقة يتحقق الهدف ويكون ذلك بالدارسة والصبر والاجتهاد.
* أعرف أنك شغوفة بالمعرفة وعرفت أنك كتبتِ مقالا في هذا المعنى؟
ـ إضافة إلى ما كتبته في التنمية البشرية لدي فكرة مقال بعنوان (رسالتي في الحياة).
* وماذا تقولين في رسالتك في الحياة؟
ـ أقول فيها إنني يجب أن أرضي الله أولا، ثم الآخرين، ثم أترك أثرا إيجابيا في العالم ورضاء الله يكون بأداء العبادات ومراعاة حقوق الله تعالى. يلي رضا الله أن أسعى لإرضاء تنفسي ويكون ذلك بالقرار الداخلي.
* ماذا تعنين بالقرار الداخلي؟
ـ هو أن اتخذ قراري وأسعى لتحقيقه وأنميه واحترمه. أما رضا الآخرين فيكون برضاء الوالدين أولا، ثم مراعاة المجتمع الذي أعيش فيه. وبذلك أترك أثرا إيجابيا في الحياة.
* غيداء.. عرفت أنك حضرت دورة في موقع لها أون لاين عنوانها (كيف نبني ذواتنا؟) ما الذي أضافته هذه الدورة لغيداء على المستوى الشخصي؟
ـ بالتأكيد استفدت أشياء جديدة كما أنها أكدت على أشياء كنت أعرفها من قبل، فمن الأشياء الجديدة.. أن أفرق بين كل ما هو سلبي وإيجابي؛ وأن يكون الإنسان أصم وأبكم!
* أصم وأبكم؟.. كيف؟!
ـ يعني ألا يسمع المحبطات من حوله لكي يستطيع أن يصل إلى هدفه كالضفدع تماما.
* وما دخل الضفدع فيما نقول؟
ـ لهذا حكاية طريفة؛ إذ إن مجموعة حيوانات أرادت أن تصعد إلى قمة الجبل ؛ لكنها رأت أن تحقيق هذا من المستحيلات، إلا ضفدعا واحدا هو الذي استطاع الوصول إلى القمة؛ فلما حاولوا معرفة السبب وجدوه أصما، وذلك يعني أنه لم يستمع مثلهم للكلام المحبط وأن الصعود مستحيل.
*حكمة تؤمنين بها وتعملين على تحقيقها ؟
ـ أومن أنه كلما كبرت دائرة التأثير تصغر دائرة الهموم.
* ماذا تقصدين؟
ـ أقصد أن لدينا دائرتان ؛ الدائرة الأوسع هي دائرة الهموم والدائرة الأصغر التي بداخلها هي دائرة التأثير  وأرى أنه كلما اتسعت دائرة تأثيرنا على الآخرين تضيق دائرة الهموم حتى تتلاشى وتزول.
* جميل وكيف تطبقين ذلك عمليا؟
ـ حينما أرى فعلا لا يرضى الله من إحدى صديقاتي أنصحها وأؤثر فيها حتى تعود إلى الحق.
* ما تفعله غيداء لتنمية مواهبها؟
ـ القراءة الهادفة؛ فأنا أقرأ كثيرا في الكتب الأدبية والدينية والعلمية وخاصة كتب السيرة النبوية، وأسعى  لتنمية لغتي الانجليزية.

* لكل منا مثله الأعلى.. فمن تراه مثلك الأعلى؟
ـ حينما قرأت أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي قلت: لماذا لا أكون مثله؟ وعندما قرأت عن " مهند جيزاني" مخترع الغواصة " صقر الجزيرة" قلت: لماذا لا أكون مثله؟ وحينما قرأت أن العالم المصري د. أحمد زويل حصل على جائزة نوبل في العلوم قلت أيضا: لماذا لا أكون مثله؟
* هل هذا لتصيري مشهورة؟
ـ لا.. بل شيء واحد أريد أن أفعله هو أن أكون أول مسلمة سعودية مخترعة.
* والداك.. ما دورهما ؟
ـ إنهما يشجعاني على تنمية مواهبي .
* والمدرسة هل لها دور معك؟
ـ نعم بفضل الله أولا ثم بفضل مدرستي " أسراري" قمت باختراعاتي.
* حصلت على جائزة عن اختراعك؟
ـ نعم حصلت على المركز الثاني على مستوى المملكة عن اختراعي "المطبات الفسفورية" كما تم عرض الاختراع على قناة الاقتصادية، وقريبا سيضعون اسمي وصورة اختراعي في الكتاب السنوي الذي تخرجه المدرسة  نهاية كل عام.
* صفي لي.. يومك؟
ـ يبدأ مع صلاة الفجر ثم الذهاب للمدرسة وبعد العودة الغداء وصلاة العصر ثم أبدأ المذاكرة حتى صلاة المغرب ثم من بعد العشاء تسمح لي أمي أن أطالع منتدي الفتيات على " موقع لها أون لاين" لمدة ساعة يوميا.
* ساعة فقط؟
ـ هذا في أيام الدراسة أما في الإجازة فأطالعه في أي وقت أريد.
غيداء.. كم عدد إخوتك؟
ثلاثة؛ " طلال" 6سنوات؛ "ياسر" 4سنوات و"يارا" 5 شهور.
* كيف تتعاملين معهم؟
ـ حينما أتكلم معهم أصبح صغيرة مثلهم حتى لا يحسوا بفرق في المعاملة، وحينما تسافر أمي أو تنشغل أو تستريح مع قهوة المغرب أكون أنا أمهم بدلا منها فأنا أحب أن أهتم بهم ألبسهم وأطعمهم وألعب معهم أيضا.
* حينما تقع لك مشكلة ـ لا قدر الله ـ وأمامك: (المعلمة، صديقاتك، والدتك، والدك، أحد آخر) رتبي لي .. لمن تلجئين أولا ؟
ـ أولا ألجأ لوالدتي فهي تفهمني ودائما تقف بجانبي؛ ثم والدي إذا لم تكن والدتي موجودة، ثم خالتي ، وإذا لم يكونوا موجودين ألجأ لمعلمتي ثم صديقتي في النهاية.
* بعض التلميذات تفضلن اللجوء إلى صديقتها والتي ربما لا تكون في مستوي خبرة ووعي فيعرضها ذلك للأخطار بخاصة في سن صغيرة كسنك ما رأيك في هذا؟
ـ أنا حينما ألجأ لصديقتي في بعض الموضوعات تكون لأنها موضوعات شخصية أشعر بالإحراج لو حكيتها لمعلمتي مثلا.
* من هن صديقاتك المقربات؟
ـ لي صديقات كثيرات منهن: الجوهرة آل ابراهيم، مرح الحبيب، سارة العديلي، مشاعل السعدون، ريم الدخيل،زين الموسى، شهد النجران وغنادير فلفلة.
* أحب الأكلات إليك؟
ـ البيتزا .
* هل تعرفين معنى كلمة سياسة؟
ـ لا
* ألا تحبينها يا غيداء ؟
ـ السياسة؟
* لا البيتزا؟
ـ ( تضحك ) أحبها جدا جدا.

 

 

صفاء البيلي

لها أون لاين

JoomShaper