فى السنوات الأولى من عمر طفلك وقبل أن يبلغ عامه الثانى لا يستطيع النوم بصورة جيدة خاصة ليلا، وتعانى كل أم من سهر الليالى بجوار وليدها سواء كان استيقاظه لمجرد اللعب أو لمعاناته من المغص أو الجوع أو البلل. ربما لا توجد وصفة سحرية يمكن اتباعها حتى ينام طفلك جيدا ولكن يمكننا تقديم بعض النصائح المهمة التى قد تقلل من حجم المشكلة.
تحديد الليل والنهار
لا يمكن للمواليد تحديد الفرق بين ساعات النهار المخصصة لليقظة وساعات الليل المخصصة للراحة والنوم، وهنا يأتى دور الأم حتى يعتاد طفلك التفرقة بين كل منهما. بعض الأطفال يدرك الفرق أسرع من غيره ولكن عليك انت أولا مساعدته فى هذا الأمر بأن يشعر بضوء النهار اثناء اليوم ويشعر بالهدوء ليلا كيف؟ حين ينام طفلك اثناء النهار لا داعى لشد الستائر واغلاق التليفزيون وتوفير الهدوء الكامل والظلمة فى حجرته ولكن دعيه ينام فى قليل من الضوء مع استمرار نشاطاتك اليومية بجوار مهده. وفى الليل ابدئى فى خفض الضوء واكتفى بالسهراية مع اغلاق جميع الأجهزة فى المنزل وتوفير الهدوء التام مع التحدث معه قبل النوم بصوت منخفض حتى يدرك الفرق بسرعة.
لا تساعديه على اليقظة
يستطيع الطفل النوم لمدة ست ساعات متواصلة مع نهاية الشهر الاول من عمره ويصل الامر إلى 8 أو 9 ساعات فى الفترة من الشهر الثالث للشهر التاسع ولكنها ليست بالقاعدة العامة التى يمكن القياس عليها فالأطفال يختلفون فى قدرتهم على النوم لعدد ساعات اطول.
ولكن نوم الطفل فى تلك الفترة ينقسم إلى ثلاث مراحل مرحلة النوم البطىء فى بداية الليل يليه مرحلة النوم الخفيف ثم مرحلة النوم العميق كل مرحلة منها تصل لساعتين متواصلتين يفصل بينهما مدة بسيطة تصل إلى عشر دقائق يتقلب فيها طفلك وقد يبكى أو يصرخ ولكن لا تعيريه التفاتا وحاولى التماسك حتى لا يعتاد تدخلك مما يجعله يتمادى فى الأمر كل يوم.
عادات قبل النوم
نظرا لقلة إدراك طفلك فى هذه المرحلة المبكرة من العمر يجب أن يعتاد بعض الامور التى يفهم حين حدوثها بأن ساعة النوم قد حانت. ضعيه فى مهده واقرئى له قصة بصوت هادئ حتى لو لم يدرك ما تقولين، كما يمكنك الغناء بصوت خافت أو وضع جهاز الراديو فى حجرته على إذاعة القرآن الكريم مثلا أو دعيه يحتضن دبدوبه الصغير وحين يتكرر الامر سيفهم بالروتين معنى هذا الامر ويبدأ فى الاستعداد للنوم.
لا تجعلى طفلك يعتاد على النوم بين ذراعيك أو بجذب شعرك مثلا فهذه العادات تستلزم وجودك بجانبه فاذا استيقظ ليلا فلن يستطيع مواصلة نومه بدونك. كذلك لا تحمليه إلى فراشك حتى لا يعتاد الأمر.
اعرفى عاداته
الأم وحدها تفهم لغة ابنها قبل أن يتكلم. تستطيع أن تقرأ من حركاته قبل كلماته متى يكون جائعا ومتى يكون متألما ويمكنها من خلال الملاحظة إدراك الوقت الذى يداعب النوم فيه أجفان طفلها، بعض الأطفال يدعك عينيه والبعض يبكى والبعض يتثاءب. لاحظى عاداته قبل الخلود للنوم واستغلى رغبته فى مساعدته على تحقيقها حتى لا تفوتك الفرصة.
لحظات من الحنان
طفلك فى حاجة لحنانك حتى يستطيع أن يشعر بالأمان ومن ثم يستطيع النوم نوما عميقا. استغلى ساعات النهار فى تدليله بتدليك جسمه ومداعبته. استفيدى من نصائح امك وصديقاتك وإن كانت نصائحهن قد لا تحقق نفس النتيجة لحالة طفلك ولكن قد تساعدك على اختيار الطريقة التى تناسبه. ولا تنسى أن طفلك يفهم بأحاسيسه إن كنت تتعجلين نومه أو اهمالك له.
نصيحة: لا تضعيه بين ذراعيك وتهزيه اثناء مشاهدتك للتلفاز مثلا فالطفل رغم عدم ادراكه لا تخونه احاسيسه بأنك تريدين التفرغ لنفسك على حساب رغباته.
تهيئة الجو المناسب
يفضل أن ينام الطفل على ظهره وليس على بطنه أو على جنبه حتى نتجنب الموت المفاجئ للمواليد بقدر المستطاع. كما يجب الحرص على ألا تزيد حرارة الحجرة على 19 درجة مئوية. مهد الطفل يجب أن يكون مريحا خاليا من الوسائد ويتوافر فيه عناصر الامان حتى لا يسقط من فوقه. اختارى المفروشات من القطن لأنها الافضل لصحة طفلك ولنعومة جلده.
تجنب العادات السيئة
احترسى من العادات السيئة فلا تخضعى لبكائه بسهولة حتى لا يعتاد استدعاءك والضغط عليك. أما إذا لم تنجحى فى ذلك فيمكنك الدخول إلى حجرته لاستطلاع الأمر فقد يكون محتاجا لمساعدة بسيطة منك باعطائه التيتينا مثلا التى سقطت من فمه، أو وضع دميته بجواره وتحدثى معه برفق ليدرك انك موجودة فى حجرته فيشعر بالأمان ولكن لا تحمليه ابدا بين ذراعيك ولا تظهرى استياءك حتى لا يزداد عنادا.
احترمى مواعيده
عندما يتمكن طفلك من ضبط مواعيده ويستطيع النوم لعدة ساعات متواصلة فلابد من احترام مواعيده ولا تحاولى تغييرها. فإذا اعتاد طفلك مثلا الاستيقاظ فى السادسة صباحا وينام فى الثانية عشرة مساء مثلا فلا تحرصى على أن ينام فى الواحدة مثلا املا فى أن يستيقظ فى السابعة أو الثامنة صباحا فهذا التفكير خاطئ لأن طفلك سيستيقظ فى الميعاد الذى اعتاده حتى لو نام متأخرا بل سيستيقظ متعبا وباكيا لأنه لم يحصل على القدر الوافى من ساعات نومه.
دعيه ينام فى مهده
لا تحملى طفلك إلى سريرك خاصة فى الأيام الأولى من عودتك من المستشفى فرغبتك فى الراحة ستؤثر على عادات طفلك طول العمر. ينصح الأطباء بأن ينام طفلك وحده فى المهد حتى لا يتعرض للموت المفاجئ للمواليد الناتج عن اعاقة قدرته على التنفس جيدا أو النوم فوقه كما يحدث فى بعض الحالات. الأفضل أن تضعى مهده بجوار فراشك خاصة إذا كان يرضع طبيعيا حتى يسهل عليك القيام بمهمته.
نصائح الجدات
إضافة ملعقة من الدقيق لبزازة اللبن مساء نصيحة يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه العادات صحيحة. فالدقيق سيسبب السمنة لطفلك ولن يفيده شيئا. استبدلى الدقيق ببزازة من الأعشاب الدافئة مع اضافة قليل من عسل النحل ستساعد طفلك على النوم جيدا.

JoomShaper