حين سئل الشاعر الكبير سليمان العيسى «لماذا نكتب للصغار؟ أجاب  «لأنهم فرح الحياة ومجدها الحقيقي، لأنهم المستقبل، لأنهم الشباب الذي سيملأ الساحة غداً أو بعد غد، لأنهم امتدادي وامتدادك في هذه الأرض، لأنهم النبات الذي تبحث عنه أرضنا العربية لتعود إليها دورتها الدموية التي تعطلت ألف عام، وعروبتها التي جفت ألف عام..»
ولم يكتف سليمان العيسى بشرح رؤيته لشعر الاطفال واسباب اهتمامه بهم  بل اوضح بأن «كل واحد منا يحمل في اعماقه طفلا يحب ان يغني ويقفز ويمرح»
ويبقى السؤال مربكا ,فكيف نكتب وان كنا-نحمل في اعماقنا طفلا-  لطفل حقيقي يمثل عوالم من البراءة والطهر والنقاء ,مع علمنا بأن ادب الطفل هو الاخطر لان ما يقرأه اطفالنا يحدد ملامح شخصيتهم ! فما نكتبه في صفحة الطفل الثقافية» ليس ترفيها وتسلية فقط ؛ بل يحتوي على أبعاد أخرى لتنمية مداركه وخياله وكذلك تعزيز الإحساس بالجمال لديه» كما تقول نهلة الجمزاوي محررة ومسئولة صفحة دنيا الفرح وأشبال في ملحق «أبواب» الرأي خلال مشاركتها في ورشة العمل التي ناقشت الإعلام الموجه للطفل عبر المجلات والملاحق الصحفية في الصحف الأردنية  في مركز الأميرة سلمى للطفولة  ضمن فعاليات الزرقاء عاصمة للثقافة 2010
كما قدمت بثينة جدعون شهادتها حول معايير توجه مجلة «حاتم» التي تصدرها «الرأي» للطفل بقولها ان المواضيع التي تغطيها مجلة حاتم, تراعي مراحل الطفولة الاربع  من  المبكرة الى المتوسطة الى المتاخرة والمراهقة من 12 -16 سنة , اعتمادا على الصورة التي تراعي خيال الطفل ,ومن ثم الفكرة في المرحلة المتوسطة لتوسيع مدركات الطفل العقلية ومساعدته في اكتشاف العالم المترامي الاطراف ,وانتهاء بمشاركة الطفل في تحرير المجلة, والتواصل معه في الروضة والمدرسة وورشات العمل .
وتؤكد على تلك الحقيقة الجمزاوي بقولها  أن دنيا الفرح وأشبال فتحت أبوابها لمشاركات الأطفال مهما كانت بسيطة  من أجل الأخذ بيدهم وتطوير ملكاتهم الإبداعية ليجدو أنفسهم جزءا من الصفحة لا قراء فقط ,فبهم تتسع وتتلون دنيا الفرح .
وتوضح الجمزاوي حجم المشاركات بقولها « فوجئت بحجم القراء الاطفال المشاركين الذين يرسلون مساهماتهم بالبريد العادي او باليد او البريد الالكتروني ويأتون  من أقصى بقاع الأردن بعد أن كنت ألحظ أن معظم المشاركين في المنجزات الإعلامية للطفل من نخب عمان التي أسعفها الحظ أن تشارك وتظهر مرارا وتكرارا فآثرت أن آخذ بيد الأطفال من كل مكان ، بهدف التأسيس لخلق كتاب وإعلاميين موهوبين قد يخرجون من دنيا الفرح الى دنيا الأدب والفن والإعلام بخطى واثقة وجريئة .
وتكمل «بت أحلم معهم أن تتسع صفحاتهم بل وتتطور الى ملاحق يومية تدرب الطفل على قراءة الصحف اليومية وربما يتسع الطموح ويكبر ليكون بحجم انشاء صحف متخصصة تكون في متناول الطفل فللصحيفة بريق خاص مختلف وإيقاع يختلف عن إيقاع المجلات المتخصصة رغم أهمية تلك المجلات الكبيرة كمساحة متسعة تحاول أن تشبع نهم الطفل وجوعه الدائم للمتعة والمعرفة» .
وتبين نهلة ان دنيا الفرح أنشأت  «عيادة الطبيب شطور» التي ناقشت  أشدّ قضايا الطفل حساسية على الصعيدين السيكولوجي والسلوكي عبر علاقة حميمة تنشأ بين الطفل صاحب المشكلة والطبيب المفترض شطور الذي يناقش المشكلة بطريقة طريفة مغايرة هي أقرب الى القصّ وكذلك في زاوية «يحكى أنّ « حيث عملنا على  تكريس قراءة الموروث الحكائي الجميل من مصادره الشعبية والعالمية المختلفة مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة لتكون مخزونا يتكىء عليه في تطوير ملكاته ومواهبه وتنمية خياله .
اما  في «أشبال» المقدمة للفئة العمرية الأكبر نسبيا فقد جعلت من شخصية سهم بطلا يطوف في أرجاء الكون ليكشف بعض الأسرار الكونية الطبيعية بطريقة تحاول تحقيق شرطي المتعة في اشباع جنوحه الفطري نحو الخيال من جهه وإكسابه معرفة جديدة من جهة أخرى ,تقول نهلة .
والورشة خرجت برؤى وتصورات وحوارات جادة  بان على المهتمين بعالم الطفولة ان يراعوا ما يكتب لهذه الفئة , ويضمنوه قيما تحمل طابعا انسانيا  وقد أعدتها وأشرفت عليها الأستاذة منيرة صالح وشارك فيها كل من الأستاذ زياد أبو لبن مديرا للجلسة ومحمود الخطيب عن ملحق الدستور ونهلة الجمزاوي عن جريدة الرأي وبثينة جدعون عن مجلة حاتم وهالة النوباني عن مجلة براعم عمان وهيا صالح عن مجلة وسام كما قدمت سحر ملص دراسة في واقع مجلات الطفل الأردنية وقدم سامي المجالي  تجربته في المسرح وراشد الكباريتي في الرسم وسعادة ابو عراق عن الخيال العلمي .
وأخيرا وعبر رحلتي الغرائبية في الكتابة للطفل في المسرح والشعر و القصص الدراما أو حتى الصحافة اليومية .. أظل أحاول وبكل ما أوتيت من قدرة على التقمّص أن أقدم للطفل العصري فائق التقدم والذكاء ما قد يرضيه أو يحقق له بعض الدهشة .

JoomShaper