العنف.. يخلق جيلا من الجبناء.. ويقضى على الخلق والابداع
لا شك أن مرحلة الطفولة هى حجر الأساس لبناء جيل جديد لذا لابد أن يكون الأساس قوى حتى يكتمل البنيان بشكل سليم .. "الرجل ابن طفولته" أى أساسه فما بالك إذا كان هذا الأساس مفرغا أو لا وجود له تخيل ولو للحظة وجود جيل كامل بلا ملامح أشياء جميلة قضى عليها الخوف والرعب الذى ولد مع هذا الجيل منذ نعومة أظافره بسبب العنف الذى نطبقه على أبنائنا دون النظر لبعيد لمستقبل هؤلاء الأطفال الذىن تتكون شخصيتهم وأذهانهم على هذه المخاوف.. من خلال دراسة للدكتور "عادل عاشور" أستاذ طب الأطفال والأمراض الوراثية بالمركز القومى للبحوث بعنوان "صفعة واحدة مرة كل أسبوعين تضعف القدرات الذهنية" أثبت أن ضرب الطفل يؤدى إلى إعاقة نموه الذهنى بنسبه 40% وتقلل من ذكائه.. معتبرة أن ظاهرة العنف ضد الأطفال من أبرز المشكلات العالمية التى لا يكاد يخلو منها مجتمع سواء وصف بالتقدم أو الرجعية. وهى ظاهرة ما تزال تتفاقم وتنمو بشكل مطرد حتى بدت السيطرة عليها أمراً مستحيلاً وذلك بسبب خصوصية هذه المشكلة؛ فهذه الظاهرة تتراوح بين حدود خارجة عن الإرادة المجتمعية، وحدود تدخلات الدولة وتشريعاتها.
وتناولت الدراسة هذا الموضوع نظراً لأهميته البالغة وذلك على أربعة محاور أساسية، هى حقائق وأرقام حول ظاهرة العنف ضد الأطفال، وأشكال للعنف ضد الأطفال, ايضا العوامل المؤثرة فى تفاقم الظاهرة، وأخيرا الحلول والإجراءات الوقائية للحد من هذه الظاهرة.
وأتفق معه الدكتور "أحمد السعيد يونس" أمين عام اتحاد أطباء الأطفال العرب وأستاذ طب الأطفال بالأكاديمية العسكرية حيث يرى أن الضرب وسيلة إذلالية أكثر منها تربية.
كما لاحظ أن نسبة تعرض الأطفال من خلال دراسة إحصائية للجرائم والعنف تميل إلى الازدياد بشكل مطرد هى الأخرى لمنظمة العمل الدولية إلى أن عدد الأطفال الذين يعملون بشكل غير مستقر يبلغ حوالى 50 مليون طفل, كما يرى بعض المختصين أن هذا الرقم يزيد عن 250 مليوناً وربما يصل إلى الضعف، ففى البلدان الأفريقية تصل نسبة الأطفال العاملين إلى 20% من مجموع الأطفال الذين يشكلون نسبة 17% من القوى العاملة، وفى مصر يشكل الأطفال أقل من خمس سنوات حوالى 14.8% من إجمالى السكان، ونسبة الأطفال من فئة (5 - 15) سنة 24.6% أى أن 40% من إجمالى السكان فى مصر تقع فى سن (1 - 15) سنة ويقع على هذه الشريحة العمرية من السكان الصغار السن عبء الإعالة حيث تشكل نسبة القوى العاملة 27.8% فقط من إجمالى السكان، وهذا يعنى أن كل فرد فى مصر يعمل لإعالة 3 أفراد وتقدر نسبة الأطفال فى دراسة اجتماعية أجريت فى اليمن حول العاملين دون سن (15) سنة بأكثر من 10%. تنامى عمالة الأطفال على الرغم من توقيع الحكومة اليمنية اتفاقية حقوق الطفل الدولية ، ووجد أن أكثر من نصف مليون طفل يعملون فى صنعاء وحدها، وأكثر من 200 ألف تلميذ يتسربون من المدارس ويتوجهون لسوق العمل، ويعمل معظمهم فى مسح الأحذية وتنظيف السيارات والأعمال المنزلية والزراعية والأفران والمخابز أو جمع القمامة. وأطلقت منظمة العمل الدولية "اليوم العالمى للقضاء على القمامة وتنظيف الشوارع. عمالة الأطفال" لتذكير العالم بهذه المأساة التى تعتبر عملاً إجرامياً حيث يجبر ما يقارب 1.2 مليون طفل على القيام بأشكال مختلفة من الأعمال غير المقبولة والأعمال الخطيرة وفى تجارة الجنس.
وعن المشاكل التى تواجه الأطفال أشار التقرير إلى سوء التغذية الحاد، وتشير تقديرات اليونسيف إلى أن هناك ما يتراوح بين 60 إلى 80 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، كما يشير تقرير التنمية البشرية إلى أن عدد الأطفال الأميين فى البلدان العربية يبلغ حوالى 70 مليوناً، وهناك قدر من الحرمان من التعليم الأساسى حيث قالت منظمة العمل الدولية ما نصه يوجد 10 ملايين طفل عربى محرومين من حقهم فى التعليم" تجد فى أى مكان فى أفريقيا فتيات لم يتجاوزن الخامسة من العمر يعملن خادمات، وفى وسط القارة وغربها تعمل فتيات فى الثامنة من العمر خادمات قبل أن يلقى بهن فى براثن الدعارة أما فى تنزانيا فتعمل فتيات لم يتخطين سن الخامسة عشرة فى مقاه ليلية حيث يتعرضن لاعتداءات جنسية".
كما يرى الدكتور "سعيد عبدالعظيم" أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بقصر العينى جامعة القاهرة أن الطفولة والمراهقة أهم مراحل تكوين شخصية أى إنسان.. وأنه من الطبيعى أن ينعكس العنف الموجود فى الإطارات الضيقة كالمنزل والمدرسة ومكان العمل على المجتمع بمفهومه الواسع، وتكون النتيجة بالتالى إمكانية تعرض الطفل لأى شكل من أشكال العنف من قبل الآخرين لاسيما مع افتقار هذا الطفل للحماية الكافية. كما أن ما يمارس ضد الأطفال من عنف ينعكس بصورة مباشرة على نفسياتهم حيث تتحول شخصية الطفل فى هذه الحال إلى العدائية والعدوان وتتعزز فى نفسه رغبة الانتقام من المجتمع المحيط، الأمر الذى يشجع على ظهور الجريمة
كما أن أطفال مصر أكثر ميلا للانتحار بسبب الضغوط لدى والديهم وفى المدرسة, مضيفا أن مايلفت النظر فى زيادة معدلات الانتحار هو قيام اعداد كبيرة من الاطفال بالانتحار وبدأنا نسمع عن اطفال فى الثامنة يقدمون على الانتحار

JoomShaper