هاشم سلامة
لا يأتي انحراف الطفل من فراغ، ولا يحدث فجأة وانما يبدأ بسلوكيات غير مألوفة في سن مبكرة، وعلينا ان ننتبه لها فور حدوثها وان لا نتوانى عن علاجها. ومن هذه السلوكيات الجنوح الى العنف والعدوان وروح الاجرام.. فمعاملة الحيوان الصغير بقسوة من قبل الطفل له دلالاته، والميل الى قتل العصافير مثلاً بطريقة بشعة يؤشر الى مستقبل اجرامي لهذا الطفل او ذاك. وبهذا الصدد يقول الاخصائي في مركز الصحة العقلية في سانت لويس.. الدكتور ناثان بلاكمان: ان تحليل وفحص اغلب المذنبين الذين عرضوا على مركزه اكدوا له انهم مارسوا القسوة ضد الحيوانات في طفولتهم.. وكانوا يعشقون نبش اعشاش الطيور وقتل صغارها، ويقول ان ممارسة الطفل للعنف ضد الطائر الصغير انما هو تعبير عن تنفيس لما كان يلقاه من الوالدين، وينصح بشدة ان يكون الآباء لطفاء مع اطفالهم، وان يحببوهم بالحيوانات الاليفة او الطيور، لكي ينشأوا بسلوك اجتماعي سليم محب للناس والحيوان معاً.
وينصح بلاكمان بالاجراءات التالية:
1- عدم قسوة الوالدين مع اطفالهم في الصغر، حتى لا يميلوا الى الانحراف والسلوك العدواني في الكبر.
2- الاعتراف بشخصية الطفل كخطوة اولى سواء لوقايته او لعلاجه من الانحراف، ويجب ان لا يعامل الأب طفله كمشكلة، بل كشخصية لها اعتبارها وجديرة بالاهتمام والاحترام.
3- على الآباء ان يعترفوا بأنهم ليسوا معصومين من الخطأ في تربية اطفالهم، وان هذه الاخطاء لها سلبياتها على تربية الاطفال فليحاولوا تجنب الاخطاء اثناء عملية التربية.
4- ان يبتعد الاطفال عن رفاق السوء الذين قد يكونون من اسباب توليد الانحراف لدى اقرانهم، وقد يكون اللجوء الى رفاق السوء تعبيراً عن القسوة التي يلقاها الاطفال من اهلهم، وهنا على الاهل الانتباه من ردات الفعل السلبية لدى اطفالهم اذا ما عوملوا بقسوة.
5- التعبير عن الحب للطفل.. بالثناء والاطراء.. والتشجيع على الاعمال الجيدة والمفيدة.. وان يتجاوز هذا الحب الضم والتقبيل والغذاء والكساء، فالحب يشتمل فيما يشتمل على اشياء مهمة يحتاجها الطفل كاشعاره بالكبرياء والاهمية واحترام ذاته وآرائه، والا فما معنى ان يكسو الاب طفله ببذلة جميلة ثم يوسعه بالشتم والتأنيب فيما لو ارتكب خطأ صغيراً فالحب كما يقول العلماء وعلى رأسهم بلاكمان هو مجموعة من المشاعر والافعال التي يبديها الآباء للأبناء وليس مجرد جلب الحلوى والألعاب.

JoomShaper