الدستور - جمانة سليم
الكثير من الامهات يشتكين من عدم رغبة ابنائهن بتناول الطعام الصحي الذي يعددنه لهم في البيت وينصب تركيزهم على تناول الحلوى والمأكولات التجارية التي تستقطب الاطفال مثل الشيبس والبشار والشوكولاته والمثلجات وغيرها من انواع الحلوى التي تدخل فيها الصبغات الصناعية التي تسبب لهم امراضا معوية وتفقدهم شهيتهم على الاكل.. الامر الذي قد يصيبهم بسوء تغذية وضعف المناعة.هذه المشكلة باتت تؤرق الكثير من اولياء الامور الذين اصبحوا يقايضون ابناءهم بتناول الطعام الصحي مقابل السماح لهم بتناول الحلوى التي يرغبونها الا ان هذا الحل يراه البعض بانه غير مجد خاصة وانه لم يحل المشكلة بل انه قد يزيد من تعلق ابنائهم بهذه الاصناف من الطعام . ولا تقتصر هذه المشكلة على فئة معينة من الاطفال مثل من هم دون سن المرحلة الدراسية الاولى فحسب بل ان نفس المشكلة يشتكي منها اولياء امور الطلبة التي تزيد اعمارهم عن ال13 سنة واحيانا اكثر.
وكون هذه المشكلة اصبحت ظاهرة فقد تنبه لها خبراء التغذية وكذلك الاختصاصيون التربويون في المدارس الذين شرعوا بتنفيذ برامج صحية خاصة بمشروع التغذية المدرسية وذلك باستبدال بعض الاطعمة غير الصحية بغيرها الصحي.

مشروبات غازية
ولا تجد "رائدة البطاينة" ربة اسرة اي طريقة لمنع ابنها الاصغر "شادي" 5 سنوات ، من تناول الحلوى التجارية التي تدخل فيها الصبغات الملونة غير الصحية مثل الشيبس والمثلجات "البوظة" وبعض انواع الحلوى الاخرى التي اصبحت بالنسبة له عبارة عن وجبات اساسية يتناولها بشكل كبير كل يوم ويرفض ان يتناول اي وجبة صحية وكذلك يرفض شرب الحليب او تناول البيض وجميع منتجات الالبان التي قد ركز الطبيب على ان يكثر منها بسبب نقص الكالسيوم عنده. واشارت الى ان مشكلتها الكبرى تكمن في اصرار ابنها على تناول المشروبات الغازية بشكل يومي بدلا عن الماء وما يزيد الامر تعقيدا هو ان زوجها من يوفر له هذه الامور كونه الابن الاصغر والمدلل.

واشارت الى انها وفي اكثر من مرة حاولت منع هذه الحلويات عن ابنها: لتجبره على تناول الطعام الصحي الذي تعده في المنزل الا انها تفاجأت بأنه كان يرفض تناول الطعام وانقطع عن الاكل والشرب حتى استجبنا لطلبه واحضرنا له ما يرغب.

شيبس وبسكويت
وتعاني "سهير سلامة" ربة اسرة من نفس المشكلة مع ابنتها "غادة" 4 سنوات والتي اصبحت تعيش على تناول "الشيبس" والحلوى والسكريات التي تسببت بتسوس اسنانها وكذلك اصيبت بالتهابات في الامعاء وقد منعها الطبيب من تناول هذه المنتجات الغذائية التي تزيد حالتها سوءا. الا انها كانت تبكي وترفض تناول الطعام حتى نحضر لها ما تريد.

واضافت ان ابنتها "غادة" ازداد تعلقها بهذه الاطعمة بعد ان التحقت بدار الحضانة حيث اصبحت لا تتناول الساندويتشات التي تعدها لها كل صباح وتعتمد على اكلها طوال اليوم على شراء البسكويت والشوكولاته والشيبس وتعيد "الساندويتشات" معها الى البيت كل يوم .

وذكرت انها وفي احدى المرات منعت عنها المصروف حتى تجبرها على تناول اكلها في المدرسة الا انها تفاجأت بعد عودتها بان اكلها بقي على حاله وتتساءل السيدة سهير عن الحل الذي يمكن ان تلجأ اليه لكي تحافظ على صحة ابنتها ومنعها من تناول تلك الاطعمة غير الصحية .

وبرغم المحاولات المتكررة الا ان "هدي رضوان عبيد" ربة اسرة ما زالت تعاني من نفس المشكلة مع ابنها "سيف الدين" 6 سنوات الذي انقطع عن تناول الكثير من الاطعمة التي كان يتناولها وهو طفل بعد دخوله المدرسة ، واشارت الى ان الاطعمة التي يرفض تناولها بحجة انه لا يحبها تعتبر من اهم الاطعمة التي تحتوي على عناصر غذائية هامة ومفيدة مثل الخضروات والاسماك وبعض انواع الفواكه المفيدة والحليب والبيض والكبدة وجميعها اطعمة صحية وتسهم في اكمال نموه صحيا وتقوية جهاز المناعة لديه.

لا يحبون الماء
اما "ابتسام عليان" موظفة وربة اسرة ، فاشارت الى ان مشكلتها عامة. حيث ان ابناءها الثلاثة والتي تتراوح اعمارهم ما بين الـ(6 - )14 لا يشربون الماء بقدر شربهم للمشروبات الغازية كل يوم وقد نصحها الطبيب بمنعهم عنها كونها قد تسبب لهم هشاشة عظام كما ان الصبغات اللونية قد تؤثر على معدتهم وتسبب لهم امراضا معوية الا انها وبرغم محاولاتها المتكررة لمنعهم الا انهم يغافلونها ويشربونها خارج المنزل وعندما يكونون في مدارسهم. وتخشى ابتسام من ان يصاب ابناؤها بامراض بسبب تعلقهم المبالغ فيه بشرب المشروبات الغازية صيفا وشتاء.

وتحاول "خولة المهدي" ان تقايض ابنها "باسل" 5 سنوات بان تعطيه الشوكولاته والحلوى بعد تناول طعامه ووجبته الرئيسة ، وذكرت ان ابنها ومنذ طفولته لا يقبل على تناول اي نوع من انواع "الطبيخ" او الخضار وكذلك الفواكه وبانه لا ياكل الا الحلوى والشيبس والبسكوت ولهذا فانه يعاني من النحافة بشكل كبير وتحاول جاهدة ان تجبره على تناول اللحوم والاسماك وكذلك منتجات الالبان الا انه يرفضها تماما ويفضل تناول الحلوى والشيبس والعصائر المصنعة على مدار اليوم .

وذكرت انها وعندما تمنع عنه المصروف لكيلا يشتري هذه الاصناف يمتنع عن تناول الاطعمة المنزلية التى تعدها له خصيصا ويفضل ان يبقى طوال اليوم دون اكل

توقيفها تدريجيا
وترى هادية كريدية اختصاصية التغذية وتنظيم البرامج الغذائية ان يتعامل الاباء مع ابنائهم من اجل تخليصهم من هذه الاطعمة غير الصحية والتي يدخل في تركيبتها مواد حافظة ومواد ملونة مؤكسدة بطريقة تدريجية من خلال قطعها عنهم تماما حتى يصلوا الى مرحلة يشعرون فيها بالجوع وبحاجتهم للطعام ووقتها يقومون بتقديم الطعام الصحي لهم. وأشارت كريدية إلى ضرورة ان تهتم الامهات بالتركيز على اعداد الاصناف الغذائية التي يحبها اطفالهم وذلك حتى يقبلوا على اكلها عند منع الحلويات المصنعة عنهم.

واضافت: ليست كل الاطعمة التي يقبل عليها الاطفال مضرة بصحتهم فهناك انواع صحية ومفيدة من الشوكولاته التي تدخل فيها المكسرات وهي صحية الى جانب انواع اخرى من الحلويات التي تحرص الجهات المعنية على التأكد من صحتها قبل ان تطرح في الاسواق الا ان هذه الحلوى يجب الا تكون بديلا عن الطعام الصحي والذي يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المهمة والمفيدة.وانما يمكن ان نشجع بها اطفالنا بان نكافئهم بها بعد ان يتناولوا طعامهم الصحي.

JoomShaper