خولة مناصرة
لا تستطيع جارتي إخفاء قلقها على طفلها ورد، وهو طالب في الصف الثالث، والذي يعاني في فترة الامتحانات من أعراض مثل: الأرق، والكوابيس، وتعرق الوجه والكفين وبرودتهما. تقول ريما: علامات ورد لا تتجاوز الخمس والسبعين، بينما علامات أخيه الأكبر وسيم لا تقل عن خمس وتسعين، فوسيم يذاكر دروسه وحده، ولا يحتاج إلا لمساعدة بسيطة، بينما يُحِّول ورد البيت في فترة الامتحانات إلى كابوس لا ينتهي إلا بانتهائها.
حال ريما حال معظم الأمهات، فعندما يأتي موسم الامتحانات ينشغل الأطفال بها، فتبلغ مستويات القلق لديهم ذروتها، وهذا القلق ناتج عن مخاوف وهمية معينة، وغالباً ما يكون ناتجاً عن انعدام الثقة. فالطفل غير المستعد استعداداً جيداً، لديه كل الأسباب للقلق والتوتر. ومع ذلك، فالامتحانات تسبب التوتر حتى بالنسبة للأطفال الذين لديهم أفضل استعداد. علماً بأن قلق الامتحانات ظاهرة مألوفة تربوياً ونفسياً، وهي ليست شائعة فقط بين الطلاب ولكن بين آبائهم أيضاً. ومن أهم أسباب قلق الامتحانات:
1- اضطرار الأطفال للتحضير لجميع المواد في وقت قصير.
2- ضغوط الآباء عليهم للحصول على علامات كاملة، والإجابة عن جميع الأسئلة.
3- رغبة الأطفال بالحصول على الدرجات العليا، حيث يقارن الآباء بين الإخوة، ويريد الطفل أن يكون مثل شقيقه الأكبر المتفوق دائماً.
والآباء يريدون أن يكون لأبنائهم مهن ناجحة وحياة مريحة مستقبلاً. لذلك لا يتوانون عن الضغط عليهم حتى يشعر الأطفال بالضجر، وتمتلئ عقولهم بالأفكار السلبية، وهم بذلك (الآباء) ينسون أن كل شخص يولد ولديه مهارات ومواهب خاصة به، مما يجعل الأطفال يشعرون أنهم لن يحصلوا على نتائج ممتازة حتى لو بذلوا أقصى جهودهم.
التعامل مع قلق الامتحانات مهم جداً لصحة الطفل النفسية. ومعرفة طريقة التعامل مع ذلك تخفف من توتر الأطفال وقلقهم حيال الامتحانات.
وأهم الطرق للتعامل مع قلق الامتحانات:
* بدء الاستعداد للامتحان في وقت مبكر، والدراسة اليومية، وعدم الانتظار حتى آخر لحظة، مما يمنح الطفل الثقة بنفسه وقدراته على تجاوز الامتحانات بتفوق.
* مساعدة الطفل على وضع مخطط زمني (جدول) للدراسة يشعره بالراحة.
* تخفيف الضغط النفسي على الطفل، لأن الضغوط تزيد من توتره، وتقلل من تحصيله، وإياك وتهديد وتخويف الطفل كأن تقول له « إذا لم تحصل على علامة كاملة فسأفعل كذا، وأحرمك من كذا».
* قضاء الوقت الكافي مع الطفل، وإبداء الاهتمام بدراسته. ومعرفة ما لديه من صعوبات لمساعدته على الفهم. مما يشعره بأن كل شيء يسير على ما يرام، وانه لا داع للقلق حول الامتحانات خاصة في المواد التي يعاني من ضعف فيها.
* التشجيع والدعم، وتجنب الصراخ والعصبية مع الطفل إذا اظهر ضعفاً في بعض المواد مما يسبب له الإحباط، فالغضب والصراخ سيجعله غير قادر على التركيز، وقد يصاب الطفل بالمرض نتيجة القلق والخوف.
* توفير الدافعية وذلك بشرح فوائد الحصول على علامات جيدة، بالنسبة لمستقبله. وتوضيح انه يمكن أن لا يحصل على علامات عالية في هذا الامتحان وفي نفس الوقت غرس الثقة في نفسه بأنه قادر على العمل بجد لتحقيق نتائج أفضل.
* توفير بيئة صحية لخلق فرق في التحصيل من حيث توفير المكان المريح للدراسة، والإضاءة الجيدة، والهدوء، والتدفئة إذا لزم الأمر، فمن المهم خفض صوت التلفزيون أو عدم تشغيله إن أمكن، وإبعاد الإخوة الأصغر عن مكان الدراسة، كذلك الحرص على حصول الطفل على فترات راحة واسترخاء، والتغذية الصحية الجيدة، ووقت نوم كافٍ.
ومن المهم الإشارة إلى أنه يمكن التعامل مع فترة الامتحانات بكفاءة من قبل الوالدين باتخاذ السلوك الإيجابي. ومن الضروري إدراك أن الأطفال يختلفون عن بعضهم في القدرات والمواهب، لذلك على الوالدين أن يتفهما نفسية طفلهما وإمكانياته الخاصة، وان يسلكا سلوكاً داعماً ومشجعاً يجعل الأطفال يشعرون بأن الامتحانات فرصة لاجتياز مرحلة وليست كابوساً.


JoomShaper