بغداد / نورا خالد
انتشرت الألعاب الإلكترونية ً بين أيدي الأطفال الذين أصبحوا يجلسون لممارستها ساعات طوالاً أمام شاشات الحاسب الآلي والتلفاز حتى أصبحت هذه الألعاب تشكل خطراً عليهم، فبعد أن كان الأطفال يلعبون معا بالألعاب التي هي من صنع أيديهم والتي تكسبهم خبرات ومهارات كثيرة أصبحوا يلعبون بمفردهم بالألعاب التكنولوجية بدون مشاركة الآخرين معهم، مما يجعلنا نلتفت إلى هذه المشكلة بصورة حقيقية. تعاني أم أحمد من كثرة تعلق ولدها الذي يبلغ من العمر 13 عاما بألعاب البلاي ستيشن، حيث يبلغ معدل الساعات التي يقضيها يوميا في اللعب ما بين ساعتين إلى أربع ساعات. أما في عطلة نهاية الأسبوع، فقد يصل عدد الساعات إلى ست ساعات يوميا. وقد لاحظت أم أحمد بأن ابنها مشحون ومعكر المزاج دائما، مما ينعكس على علاقاته مع إخوته الصغار. كما انه يقاوم الحياة الاجتماعية، فهو لا يرضى الخروج مع أصدقائه. وذكرت بأنها دائما تحاول إيجاد حلول بديلة لابنها، وذلك من خلال شراء ألعاب ذكاء له، مثل الشطرنج والمونوبولي، كما أنها تدفعه للخروج مع والده باستمرار، والخروج مع العائلة، لكنه يفضل البقاء في البيت لغرض اللعب بلعبته المفضلة البلاي ستيشن.
وتخشى وفاء محمد (موظفة) من التأثيرات السلبية على سلوكيات ابنها نظرا لاحتواء عدد من هذه الألعاب على مشاهد عنف وصور وإيحاءات لها أبعاد جنسية، قد لا يستوعبها الأهالي إلا لاحقا. من ناحية أخرى، فهي تحاول السيطرة على ساعات اللعب المتاحة أمامه، من خلال دفعه إلى ممارسة الرياضة والخروج من المنزل وزيارة أصحابه. وزيادة ساعات المذاكرة، خاصة في هذه الفترة التي تتزامن مع  العام الدراسي،تضيف أن أكثر ما دفع ابنها لتقليل ساعات لعبه على البلاي ستيشن هو اقتناعه بالتأثيرات السلبية على صحته، خاصة عندما لاحظ تعرضه لآلام صداع وإشكالية في النظر.
ويؤكد الدكتور جاسم (علي مخاوف)  وفاء ويشير إلى إن  زيادة وتكرار اللعب بمثل هذه الألعاب والمشاهد العنيفة، يزيد العنف عند الأطفال ويتسبب فى حدوث بعض المشكلات السلوكية الأخرى التي تنتج عن العنف عند الطفل، مثل العناد وعدم طاعة الوالدين، وأيضا يحاول الطفل الاعتداء على الأطفال الأصغر منه سنا، وأقل منه مهارة في الدفاع عن النفس، لأن هذا الطفل ينفذ ما يراه في هذه المشاهد العنيفة ويتعايش معها.وتشير أيضا إلى أن مشكلة العنف من أخطر المشكلات فى هذا السن، ويجب على الأسرة ملاحظة طفلهم ملاحظة جيدة، واختيار البرامج المناسبة مع الأطفال في هذا السن أن يكون الطفل في هذا السن مكتسبا لكل الأشياء والسلوكيات المحيطة به، سواء كانت سلوكيات صحيحة أو سلوكيات خاطئة ويتأثر بها بشكل سريع لأن الطفل فى هذه المرحلة يكون نامياً ودائم التطور.
ويشير كريم  هادي صاحب محل (...) للألعاب الالكترونية في الكرادة إن  اغلب زبائنه من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين (8 – 18) سنة ويقضون في محله بين ساعة إلى ساعتين يومياً وان أكثر الألعاب المطلوبة هي العاب الكاراتيه وكرة القدم، وأضاف: هناك المئات من العاب البلاي ستيشن متوافرة في الأسواق،لكنها ليست جميعها مرغوبة.

JoomShaper