منيرة السليمان
يغرم الطفل عندما يبدأ يتحسس الأشياء، وتتغلب ميوله نحو الأشياء الحركية؛ فيحلم أن يقود طائرة أو سيـــارة أو أي عمل يحسسه بأنه أصبح كبيرا يمارس أمورا كغيره من كبار السن ممن يخالطهم في حياته اليـــومـيــة كـســائقي السيارات أو المركبات، وقد تكون الدراجة البخارية من بين الأشياء التي يحلم بها، ونحن من هذا المنطلق لماذا لا نستغل هذه الميول لديه لتعليمه مفاهيم السلامة العامة وأصول القيادة فيما يرسخ في ذاكرته من معطيات نحن بحاجة إليها عندما يكون قادرا على قيادة أو امتلاك هذه الأشياء. وتكون صورة السلامة في ذاكرة الطفل نافذة جميلة يستوعب من خلالها ما نزرعه في عقله من معلومات صحيحة تتطلب منا سهـــولة التــعـبـير مع الاستدلال ببعض النماذج التي تجعله يرفض السلبيات ويمقتها.
إننا حين نهـــتم بتربية الــــطــــفــــــــل اجــــــــــتـــماعــــــيا، كتعــــويده النوم المبكر والاهتمام بالنظــافة وتجنب اللعب في الأماكن الخطرة أو استخدام الآلات الحادة، يعطينا مؤشرا آخر حول وجوب ترسيخ المفاهيم العامة حول السلامة العامة وفي مقدمتها سلامته؛ إذ كثير ما نشاهد السيارات التالفة والحوادث المرورية التي تقع بالقرب منه واستخدامها كوسيلة للبرهان على نتيجة سوء استخدامها.
وكذلك تحسيسه بأهمية سلامته عندما لا سمح الله يتعرض لخطر ما، فالطفل بطبيعته ميال للمعرفة وكسب الخبرات، وحين نشـــعـــره بقربنا منه نحسسه بأن عليه مسؤولية ذاتية لتجنب مثل هذه الأخطار.
إن دور الأم أكبر مما يتقـــاعـس عــنـــه الـبـــعـض مـــن النساء، ولو أنها جعـــلــــت من جندي المرور صــديـقـــا لابنها ومن الســـلامة أسلوبا للحياة لانخــفــضت بذلك نسبة الحوادث ولساهمت في بناء جيل يحسن التعامل مـــع المركبة كوســـيلة للخــدمــــات وليست وسيلة للضرر.
همسة:
ما أتعسنا حينما تتسرب من عيوننا دموع
هل نعيش الوقع أم أنها أحلام تسبح في أحضاننا

JoomShaper