الاتحاد
يقول هلال بن سالم الصوافي مدير مركز مدرب معتمد في علم البرمجة اللغوية العصبية: إن معظم المشاكل التي تظهر عند أبنائنا وطلابنا نتيجة لحاجة غير مشبعة عند الطفل، فالسؤال الذي يطرح نفسه، ما هي الحاجات الأساسية التي إذا تم إشباعها للطفل، سيكون سلوكه جيدا؟ يجيب عن هذا السؤال الصوافي ويقول: توصل 50 مربياً في ورشة عمل لمختصين حول الحاجات الأساسية للطفل في جامعة أكسفورد، فوجدوا أن هناك خمس حاجيات أساسية جمعت في ALUVS (تكلمنا سابقا عن القبول، الحب) وسنطرح اليوم الحاجيات الثلاث المتبقية:
ثالثاً: التفهم: عندما يشعر الطفل أنه لا يوجد من يتقرب إليه ليفهمه ويفهم مشاعره فإنه سرعان ما يشعر بالعزلة القاتلة، والتي إما أن تظهر على شكل أحلام يقظه قاتلة مع نفسه، وإما أن يحاول لفت انتباه والديه بشيء من السلوكيات المزعجة للوالدين، ولذلك أتساءل: هل تحاول أنت فهم طفلك وفهم ما يريد؟
وهنا يسأل الكثير من المربين نفس السؤال الذي حير أحد الآباء عندما ذهب إلى أحد المستشارين الأسريين قائلا: أنا لا أستطيع فهم طفلي، لأنه لا يستمع إلي؟ فضحك الخبير الأسري وقال له: أعد سؤالك فهناك تناقض كبير فيه!
فسأله الأب عن التناقض فأجابه المربي: بكل سهولة يا أخي، إذا أردت أن تفهم طفلك فأنت الذي تستمع إليه وليس هو الذي يستمع إليك! وهنا يأتي الجواب لسؤال الكثيرين من المربين: كيف أستطيع فهم طفلي؟
إن أفضل طريقة لذلك هو للاستماع لهذا الطفل وترك المساحة الكافية له للتحدث والتعبير عن مشاعره.
يقول كونفشيوس «عندما نستمع إلى كلمات أطفالنا عند حديثهم، فنحن لا نستمع إلى مجرد الكلمات فحسب، بل نحن نقول له بلغة القلوب: تكلم يابني فأنا أفهمك»
رابعا: التقدير: إن من أخطر الإحصائيات التربوية هي التي تقول أن طفل السبع سنوات يكون قد استمع إلى ما يقارب 10000كلمة سلبية في مقابل 500 كلمة إيجابية فقط، يا له من تقدير رائع، قارن بين المشهدين: الطفل والأب تصادفا عند باب المنزل وفجأة يقول الأب لابنه: تقدمني يا ابني الغالي فأنت على جهة اليمين، ولو لم يتقدم الطفل أباه، ولكنه مر بلحظة شعوريه رائعة من التقدير والاحترام، يمشي الابن وأبوه، وفجأه يتعثر، الابن بحجر، فيصرخ الأب قائلا: ما تشوف ما بوديك المشفى تراني.
يا ترى هل ستكون شخصية الطفل الأول مثل شخصية الطفل الثاني؟
خامسا: الأمان، يالها من كلمة، تثبت الدراسات التربوية أن الطفل يتمتع بخيال خصب. وفي نفس الوقت فهو يتعامل مع الجمل المجردة كما هي بدون تأويل أو تهويل، وهنا يأتي سر التأثير على أمان الطفل واستقراره، فعندما يتناقش الوالدان ويتنازعان أمام طفلهما. فسرعان ما يدق ناقوس الخطر عند الطفل. وسرعان ما يتخيل في ذهنه أن أبويه سوف ينفصلان وكيف سيعيش بعدها؟
ويتحدث الصوافي عن تأثير المشاكل ويقول: من المواقف السلبية أيضا هي عندما يأتي الأب أو الأم فيناقشان مشاكل عملهما أمام أبنائهما أو حتى مشاكلهما المادية، فيعيش الطفل في دائرة الخوف متصورا في ذهنه تخيلات غير الواقع، فيقل مستوى نشاطه وقد يميل إلى العدوانية، بسبب نقص الأمان لديه.
استمع إلى طفلك قبل أن تطلب منه الاستماع إليك
- التفاصيل