دبي ـ لها أون لاين
اعتبر مدير مركز الاستشارات النفسية بدبي الدكتور محمد النحاس أن القراءة قبل النوم، تشعر الطفل بالأمن، والقرب النفسي من الأم، لاسيما أن الطفل أحياناً يشعر بثقل توجيهات الأم اليومية، مما يجعل التواصل بقراءة القصص من أفضل الوسائل التي تحافظ على توازن الطفل.
وقال النحاس:"إن قراءة قصص ما قبل النوم على سرير الطفل وفي غرفته ضرورية، مشدداً على حسن اختيار الحكايات، إذ يجب أن تعمل على بناء الشخصية الايجابية لرجل وامرأة الغد".
ونبه النحاس إلى وجود بعض القصص المعروفة والمتداولة التي تتسم بكونها سيئة، ومنها قصة علي بابا والأربعين حرامي، التي تغرس قيماً سلبية في نفوس الأطفال، ومنها أن السرقة هي التي تصنع المال. ونصح الأمهات ولا سيما العاملات، بالمواظبة على قراءة القصص يومياً للأطفال، لما لها من فوائد إيجابية تنعكس على شخصية الطفل، وكذلك العلاقة معه. ونقلت صحيفة الإمارات اليوم تأكيد النحاس أنه:"لابد من الالتفات إلى إكساب الطفل اللغة في المرحلة الأولى من حياته، فعندما يسمع الصغير الكلام، تتحسن لديه مهارة الاستماع التي تعد المكون الرئيس للقدرات العقلية والوعي والفهم".

وأكد على أهمية قراءة القصص في حياة الأطفال، كونها تحث على الإبداع والتصور، شريطة أن تكون متماشية مع مراحل النمو والارتقاء العمري للغة.

وشدد النحاس على ضرورة قراءة القصص التي تراعي العمر قبل دخول الطفل المدرسة، كونها تعمل على تنمية الخيال لديه، إذ يبدأ بتأليف أحداث، ما يشير إلى قدرات إبداعية عنده، مضيفاً أن "الاستماع للقصص ينشط حاسة السمع التي تحث على الإبداع والابتكار. أما البداية بقراءة القصص، فتكون من السنة الثانية، فبين العامين الثاني والسادس، تكون اللغة في مرحلة اكتمال، ولهذا لابد من قراءة القصص التي تقدم للطفل مفردات وعبارات جديدة".

وينبغي تقديم الشخصيات الخيرة والشريرة للطفل، من خلال القصص، "لنزرع داخل الأبناء القيم والعادات الجميلة، كون الطفل يحاكي ويقلد. كما يجب منح الطفل الثقة بنفسه عندما يبدأ بسرد أحداث القصص ومساعدته على انتقاء العبارات لمنحه الإحساس بالاعتماد على الذات".

وأشار النحاس إلى أنه توجد ميزات كثيرة في قراءة القصص، منها نغمة القراءة على سبيل المثال، التي تمنح الطفل الوقت للتصور، كي يتقبلها نفسياً، ويعايش أحداثها فلا يشعر بالتعب في تتبعه الأحداث في السرد السريع.

أما بعد دخول الطفل المرحلة الابتدائية، فأشار النحاس إلى ضرورة تغيير القصص، التي يجب أن تكون عن شخصيات دينية أو تاريخية مثلاً "فنروي للطفل أحداثاً عاشتها إحدى الشخصيات من دون أن نذكر أنها لرمز ديني أو تاريخي ما، حيث عليه أن يربطها لاحقا".

JoomShaper